أضف إلى المفضلة
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
القوات المسلحة: مقتل شخص والقبض على 6 آخرين أثناء إحباط محاولتي تسلل الإدارة المحلية تدعو المواطنين للحذر خلال المنخفض الجوي بدء التسجيل الأولي للراغبين بأداء فريضة الحج - رابط مندوبا عن الملك... العيسوي يعود مصابي الأمن العام بحادثة الرابية - صور الصفدي: أمن الأردن واستقراره فوق كل اعتبار ونقف بجبهة صلبة لمواجهة الإرهاب الغادر مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع حسان والفراية و المعايطة يزورون منتسبي الأمن المصابين بحادثة الرابية الأمن: مطلق النار بالرابية كان بحوزته سلاح أتوماتيكي ومواد حارقة المومني: ما جرى فجر اليوم من اعتداء على رجال الأمن العام نعتبره حادثا إرهابيا وقف ضخ مياه الديسي 3 أيام مطلع الشهر المقبل إغلاقات وتحويلات للسير لصيانة 5 جسور في العاصمة - صور الأمانة: توجه لإنشاء مواقف لمركبات مستخدمي الباص السريع شواغر ومدعوون للمقابلة والامتحان التنافسي - أسماء وفيات الأحد 24-11-2024 اجواء باردة وسط هطول مطري شمال وجنوبي المملكة اليوم
بحث
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أين «الباشوات»؟ تفضلوا

بقلم : حسين الرواشدة
20-08-2023 01:24 AM

‏إلى أين يذهب «الباشوات» بعد التقاعد؟ الإجابة تحتمل خيارين اثنين ( اضطراريين : أصح) هما: العودة إلى بيوتهم، أو استقطابهم للعمل بالخارج، لكن المسألة تبدو أعمق و أبعد من ذلك، أولا: لأن كل واحد من هؤلاء الذين قدموا جُلّ أعمارهم في خدمة البلد، وفي اهم مؤسسة نعتز بها، وهي مؤسسة « العسكر»، يشكل «بيت خبرة «، ثانيا: لأن الكلفة التي دفعتها الدولة لإعداد وتأهيل كل من وصل لهذه الرتبة كلفة كبيرة جدا، ومن حق البلد، بالتالي، أن يستثمر فيها لأبعد حدّ، بدل أن يترك لغيرنا الاستفادة منها مجانا، اما السبب الثالث فهو أننا أمام مرحلة تحديث شامل، تستدعي تجميع كافة الخبرات والكفاءات الأردنية، في مجالات التخطيط الاستراتيجي والتطوير والإدارة، ومَنْ أهمّ وأولى من هؤلاء «الباشوات « للمساهمة في ذلك؟

لا أُخفي أن لدي انحيازا غير مشروط لهذه القامات العسكرية، التي تمثل وجها قلّ نظيره للانتماء للبلد وفهم قيم الدولة، وحمل رسالتها، ناهيك عن سمات القوة، والجرأة بقول الحق، والاعتزاز بالتاريخ والإنجاز الأردني، وكل ما يمكن أن يخطر بالبال من مرتكزات الشخصية الأردنية المنغمسة في التراب الوطني، لكن هذا الانحياز يستند، أيضا، إلى مسألة أخرى أهم، وهي «مصلحة الدولة «، هؤلاء يشكلون» خزانات خبرة» لا يجوز هدرها أو الاستغناء عنها، ومن أسف ان غيرنا في الدول الشقيقة يتسابق للترحيب بها، و استقطابها، ويقدم كل ما يلزم من امتيازات مادية ومعنوية، للاستفادة منها.

فيما مضى (30‏/1‏/2023 ) دعوت لتأسيس مركز استراتيجي لتقييم الأداء العام للدولة، كان بذهني أن يكون للخبرات العسكرية، خاصة من ذوي الرتب العالية المتقاعدة، دور محوري للمشاركة بوضع خرائط الاستراتيجيات لمواجهة الأزمات التي يتعرض لها بلدنا، ويمكن أن يتوسع دور المركز ليشمل الرقابة على أداء إدارات الدولة، بحيث يُصدر تقارير دورية تُقيّم الأداء العام، إضافة لتأسيس قاعدة بيانات وطنية شاملة، وإعداد ما يلزم من دراسات واستطلاعات لفهم حركة الدولة والمجتمع، وقياس الاتجاهات العامة، ورصد المزاج العام، وغيرها من المهمات.

أعرف أن لدى قطاعات من «الباشوات «، وغيرهم من كبار المتقاعدين، عتب على إدارات الدولة، أعرف، أيضا، أن لديهم إحساسا بإهمال خبراتهم او تجاهلها، أعرف، ثالثا، أن بعضهم أصبح جزءا من خزانات «المظلومية « التي تصبّ في رصيد فقدان الأمل، الذي اصبح سمة عامة لمجتمعنا، بموازاة ذلك استمعت لكثيرين منهم تملؤهم الحماسة لتسخير كل خبراتهم في خدمة بلدهم، حتى لو بدون مقابل، كما استمعت عنهم، من غيرهم، لمواقف وقصص اعادتني 50 عاما، حيث الزمن الجميل، زمن رجالات الأردن ورموزه الذين شاركوا في بناء الدولة، وألهموا الأجيال اللاحقة ما نحن عليه من عزة وكرامة.

في بلادنا، إذا كان البعض لا يعرف، أو لا يريد أن يعرف، طبقة (نخبة : أدق) من الخبرات والكفاءات الوطنية، أشرت - سلفا- إلى «الباشوات» المتقاعدين على سبيل المثال، لأنهم يشكلون طاقات مهدورة للأسف، لكن لدينا نخب اخرى ثقيلة بكافة المجالات، الإدارية والاقتصادية، الأكاديمية والسياسية، الاجتماعية والدينية والإعلامية.. الخ، هؤلاء كنز استراتيجي وطني، يجب أن يحظوا باهتمام الدولة ورعايتها، و أن يُفتح لهم الفضاء العام للمشاركة ببناء الأجيال القادمة، وفي تسخير خبراتهم المتراكمة والطويلة لإثراء حياتنا العامة، و ضبط إيقاع مزاجنا العام، وإفراز الصفوف الثانية من القيادات التي نحتاج إليها.

مع كل أزمة تداهمنا، تفزع وسائل اعلامنا إلى رجالات الدولة، فلا تجدهم، وإلى بعض النخب التي تتكرر أسماؤها في كل مناسبة، وحدهم «الباشوات « لا يتذكرهم أحد، ولو حضروا لسمعنا إجابات أخرى، تطمئننا على سلامة بلدنا، وتعيد إلينا الأمل بحاضرنا ومستقبلنا، فهل حان الوقت لنسأل : أين «الباشوات»، ثم نقول لهم : تفضلوا؟ أرجو أن نفعل ذلك.

الدستور


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012