أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ظاهرة إطلاق العيارات النارية

بقلم : أ.د. اسماعيل الزيود
01-09-2023 06:06 AM

**قراءة سوسيولوجية

أعود اليوم للكتابة بعد إنقطاع يزيد على عامين ونيف تقريبا.

فأنه أمام ما يحدث اليوم فلا بد للمتخصصين في علم الاجتماع أن يدلوا بدلوهم ويقولوا كلمة سواء في البحث والتحليل، فالمتتبع لعادتنا الاجتماعية ليرى أن هذه الظاهرة المقيتة المميتة قديمة جدا وتظهر بشكل كبير وواضح في كافة المناسبات الاجتماعية وكأنه لا يمكن أن تكون المناسبة ببهائها وألقها إلا بإطلاق العبارات النارية مع الأسف الشديد لذلك.

قد تبدو في فترة ما بأنها كانت تعكس قيمة اجتماعية ما في حينه إلا أن الظروف قد تغيرت ولا شك بأن عدد السكان قد زاد زيادة مطردة مما كان عليه آنذاك وزادت المناسبات وزاد معها مستخدمي الأسلحة في هذه المناسبات في ي الحي الواحد والمنطقة الواحدة كل ذلك أدى لزيادة خطورة إطلاق العيارات النارية .

لقد ظهرت هذه العادة أو الظاهرة أول ما ظهرت مع الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية المختلفة إبتداءً من الاحتفاء بأصغر المناسبات مثل الطهور آنذاك مرورًا بالاحتفاء بالنجاح بمراحله المختلفة من المترك إلى الثانوية العامة اليوم ولا أنسى حفلات التخريج وما يرافقها وأخيرًا حفلات الزواج والأعراس ويوم (القرا) وما كان يحمل يوم القرا من قيمة مهمة لدى المجتمع الأردني عامة.

لقد تركت هذه العادة الاجتماعية عند الأردنيين آلاما كثيرة فحولت أفراحهم إلى أرتاح وسعادتهم إلى عزاء وبكاء..

لقد آن الأوان أن نتوقف عن هذه العادة ونخرج من براثن الجاهلية ونتابع سعادتنا وفرحنا ونعبر عنها بأساليب أخرى أكثر حضارية والتعبير عن الفرح والسعادة له صور وأشكال مختلفة طيبة ومقبولة اجتماعيا ورسميا

لا زال حمل السلاح في المناسبات الاجتماعية موجود بشكل كبير وواضح وكأن ذلك يحمل رمزيه معينة في هذه المناسبات وأن لم يتم استخدامه .

وتباعا لما أوردته أعلاه وبما أن الرادع الذاتي ليس موجودا لدى الأفراد من اطلاق العيارات النارية ولا حتى المواثيق والعهود التي تطلق في كل فترة ومع كل حادثه مؤلمة فأنه آن الأوان فعلا لتغليظ العقوبات على كل من يستخدم السلاح إثناء الحفلات والمناسبات الاجتماعية تحت أي ذريعة كانت.

فلم تعد الفزعة أداة لمرتكبي هذه الأفعال التي أودت بحياة الأفراد دون وجه حق وحولت أفراحنا إلى بؤس ترح وليس آخرها حادثه حمزة التي أدمت قلوبنا جميعا
ومن المفيد هنا أن أذكر بأن رأس الدولة جلالة الملك حفظه الله قد حذر من هذه الظاهرة وقال فيها كلاما صريحا وواضحا حمل معاني ورسائل واضحة

أخيرا فظاهرة إطلاق العيارات النارية ليست هي الوحيدة التي تؤرق المجتمع الأردني اليوم بل أن هناك العديد من السلوكيات السلبية والظواهر الاجتماعية التي لا بد أن تتوقف وليس على سبيل الحصر فأن أحد أهمها اغلاق الشوارع الرئيسية ابتهاجا وفرحًا أيضًا بتلك المناسبات الاجتماعية دون أي تقدير لظروف العامة واعطائهنم حقهم في المرور بسلام

إذن إلى متى سنبقى نتباكي ولا نجد الرادع القوي الصريح لإيقاف نزف الدماء لأبرياء في هذا الوطن الأعز

حفظ الله الأردن قويًا منيعًا وحفظ أهله من كل سوء ومكروه.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012