أضف إلى المفضلة
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
الإدارة المحلية تدعو المواطنين للحذر خلال المنخفض الجوي بدء التسجيل الأولي للراغبين بأداء فريضة الحج - رابط مندوبا عن الملك... العيسوي يعود مصابي الأمن العام بحادثة الرابية الصفدي: أمن الأردن واستقراره فوق كل اعتبار ونقف بجبهة صلبة لمواجهة الإرهاب الغادر مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع حسان والفراية و المعايطة يزورون منتسبي الأمن المصابين بحادثة الرابية الأمن: مطلق النار بالرابية كان بحوزته سلاح أتوماتيكي ومواد حارقة المومني: ما جرى فجر اليوم من اعتداء على رجال الأمن العام نعتبره حادثا إرهابيا المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل وقف ضخ مياه الديسي 3 أيام مطلع الشهر المقبل إغلاقات وتحويلات للسير لصيانة 5 جسور في العاصمة - صور الأمانة: توجه لإنشاء مواقف لمركبات مستخدمي الباص السريع شواغر ومدعوون للمقابلة والامتحان التنافسي - أسماء وفيات الأحد 24-11-2024 اجواء باردة وسط هطول مطري شمال وجنوبي المملكة اليوم
بحث
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لا استردوا فلسطين ولا عاشوا في دولهم

بقلم : ماهر ابو طير
10-09-2023 05:54 AM

كانت الانظمة العربية تدوس على شعوبها بذريعة الانشغال في معركة تحرير فلسطين، وتسرق أموال هذه الشعوب بذريعة تسخير الموارد للحرب على إسرائيل، ومنذ بدايات القرن الماضي وحتى هذه الايام، تعتقد شعوب عربية انه لولا التضحية لأجل فلسطين لكانت أحوالها أحسن.

خطر على بالي هذا الكلام وأنا اقرأ التقارير عن اقتحام القوات الإسرائيلية لمصلى باب الرحمة في الحرم القدسي، بأحذيتهم، وأهانة المصلين، وتفتيش المصلى، هذا في توقيت متزامن مع معلومات متسربة مثلا، عن مخطط لتقسيم سورية إلى ستة دول عرقية وطائفية ومذهبية، ومخطط آخر لاقامة دولة درزية في سورية، وما يجري مثلا من مذابح وصراعات في السودان توطئة لتقسيم هذا البلد نهاية المطاف، وصولا إلى بقية أغلب الدول العربية، حيث التفقير والتجهيل والفساد وسرقة حقوق الشعوب، والتنكيل والقمع، وهكذا تضيع القضية الأولى أي فلسطين، مقابل شعوب منهكة ومرهقة، يتم ارهاقها اليوم بحروب مستجدة استكمالا لاستنزاف الانظمة لها باسم فلسطين ومعركة التحرير.

الرابط هنا بين الجهتين غريب، ويمر اليوم خبر اقتحام الاقصى، أو أي مصلى بشكل باهت وعادي، والذين تناسوا الأقصى وما قاموا باسترداد فلسطين، يا ليتهم عاشوا على الأقل في بلادهم بشكل جيد، ولو نسوا فلسطين وقضية الأقصى مثلا، مقابل تحقيق ازدهار أو تفوق أو رفاه في دول كثيرة، لفهمنا الأمر وتقبلناه، لكن يثبت اليوم ان دفع قضية فلسطين إلى الوراء، وانهاك شعوب المنطقة بوسائل مختلفة، يصب كله لصالح المشروع الإسرائيلي، بأدوات محلية، من أجل ان تبقى إسرائيل هي الأقوى، ومن خلال توليد الخراب في كل المنطقة، ولقد كانت فلسطين أول ضربة في كل بنية هذه المنطقة، وجرت خلفها ما جرت على الجميع.

الذي يقرأ تقارير التنمية الاقليمية والدولية يشعر بهلع أمام ما يجري في العالم العربي، فالأمية مرتفعة، والفقر منتشر، والجهل لا يغيب، والصراع الطبقي في أعلى درجاته، وفرص التنمية تكاد تكون منعدمة، فتسأل نفسك عن كثير من هذه الانظمة فلا هي حاربت لأجل فلسطين، ولا هي صرفت أموالها لاجل فلسطين، ولا هي ركزت على شعوبها، وطورت من شخصيتهم الاجتماعية، والتعليمية، ولا فعلت شيئا سوى التنكيل بكل سوار فلسطين التاريخي والممتد.

فلسطين هنا لا يمكن لها ان تعود دون 'خزان الدم' الذي حولها وحواليها، في هذه المنطقة الممتدة، ومن الوهم هنا تصغير فلسطين على مقاسات من ينتزعون تمثيلها اليوم، فقط، أو من يظنون ان الحل سيأتي من داخل فلسطين، خصوصا، ان من انتزعوا تمثيلها وبيننا وبين ذكرى اتفاقية اوسلو المنكرة ثلاثة أيام فقط، يستحقون اليوم محاكمة سياسية عما اقترفوه حين اصروا انهم الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وحين منحوا إسرائيل شرعية الوجود وثلاثة أرباع فلسطين-حتى الآن-، وحين فرطوا بحقوق كثيرة، ولم يخرجوا بربع دولة، بل باتت فعلتهم وصمة عار يتم رميها في وجه الفلسطيني إذا عاتب عربياً صالحت دولته إسرائيل بقوله انتم أصحاب القضية صالحتم إسرائيل، فلماذا تسجلون اللوم والعتب على سجلات تاريخنا ووجودنا، برغم ان الفعلة هي فعلتكم، قبل أي أحد آخر.

اقرأ تقارير عن تاريخ مصلى باب الرحمة البالغ من العمر 1300 عام وكيف جاءت هبة الرحمة لتفتحه بالقوة عكس ما تريده إسرائيل ويسترد روح الصلاة فيه وهو المستهدف إسرائيليا، لاعتبارات دينية، وبحاجة إلى ترميم تمنعه إسرائيل، فأشعر بالأسى أمام امة لم يعد يعنيها شيء، فهي اما مشغولة بفقرها برغم غنى أرضها، أو مشغولة بحروب الدم والفتن الأهلية، أو بما يأتي به الرفاه الفائض عن الحاجة من إهمال لكل ما يجري في الجوار.

نعبر توقيتا مؤلما، وأظنه أقسى التواقيت في حياة هذه الأجيال، وربما من نصيب اعمارنا أن نرى اسوأ من ذاك الذي عاشه الآباء والأجداد، ولا أحد يعرف ما الذي ستأتي به الأيام، حتى تصير أمنيتك أن لا ترحل من شدة الأسى، وهي الفاعل الخفي، وراء كل نوبة قلبية في هذا الزمن الصعب أيها القوم، حتى لو تجاهل الأطباء خطورة الأسى مقارنة بقصص الشرايين.

فلسطين بركة لمن لا يتخلى عنها، ولعنة على من يخذلها، والأقصى أمانة في أعناق ملياري عربي ومسلم، حتى لو تجاهلوا ذلك لسبب أو آخر، فهذا تجاهل مدفوع الثمن.

الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012