أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


العليق عند الغارة

بقلم : محمود الزيودي
11-09-2023 08:04 PM

للجيل الصاعد من الأردنيين روّاد الشبكة العنكبوتية نذكر ان أجدادنا كانوا يمارسون الغزو للنهب والسلب ( بعد رد النقا طبعا . اي انذار الخصم وتحديه ) والدفاع عن المواشي من خيول وجمال وأغنام في حالة الغزو .. كانت خيولهم مسروجة أغلب الأوقات وعليقة الشعير برأسها والهجن ترعى بأشدتها .. سخر الأردنيون من أولئك الذين يعلفون خيولهم وقت الغارة، بينما يجب اشباعها قبل ذلك بزمن لتكون مستعدة لحمل فرسانها والركض مسافات للدفاع عن القبيلة .. ولهذا قالوا في أمثالهم .. العليق عند الغارة لا ينفع ... وهذا ما يحدث في زمننا خلال طباعة تعديلات قانون السير في مطبعة الجريدة الرسمية وينفّذ القانون بعد صدوره فيها بشهر.

وهي المدة اللازمة لتصويب أوضاع البنية التحتية للطرق بين المدن والقرى والشوارع داخل المدن .. تقّلب القانون في غرف التشريع بمجلس الأمة زمناً ليس بالقصير . يضاف له رحلة الى الديوان العامر لتصديق جلالة الملك . ثم الطريق الى التنفيذ ... كل هذا الوقت لم تنتبه الجهات ذات العلاقة الى تهيئة البنية التحتية لتنفيذ القانون.

زادت كاميرات المراقبة حتى ان بعضها اختبأ في سيارات مدنية متوقفة على الطرق لمراقبة السرعة والسرعة من الأسباب الأولى لحوادث السير القاتلة يلتزم السائق بالسرعة القانونية كما هي على الشاخصات . ويبحث عن مكان فارغ لايقاف سيارته عندما يقضي حاجته في السوق، فحتى الأغنياء لا يريدون خسارة قيمة مخالفة تتدرج من عشرين ديناراً الى مائتي دينار. ناهيك عن اجراءات أخرى في حال التكرار.

ينظر الى شاخصات السرعة على الطرق فيجد بعضها قد تعرض للعبث، رشة دهان اسود تغيير الرقم، ورشة أخرى تطمس الشاخصة، وهو يفاجأ بالمطبات دون انذار بتلوينها أو شاخصة تسبقها حتى يخفف السرعة، إذا دخل بعض أسواق المدن سيجد الناس تمشي في الشارع المخصص للسيارات . لأن الأرصفة مشغولة برفوف الأدوات المنزلية والخضار والفواكة ومجسمات البلاستيك التي لبست البنطلونات والقمصان والأوشحة وكثيرا ما يجد الرصيف والشارع مشغولاً بخزانات الماء الفارغة ( معروضة للبيع ) والسلالم التي تحمل كريكات وطوريات وفؤوس وربطات بربيش . وثلاث أو اربع عربات نقل يدوي.

اصبحت أرصفة المدن معرضا للبضائع من قبل نفس التجار الذين يشغلون المحلات في الشارع ... أحالت بعض البلديات تحصيل اجور وقوف السيارات في شوارعها على شركات نثرت رجالها لتحصيل الاجرة من صاحب سيارة أوقفها أمام البنك أو عيادة الطبيب أو عيادة التصوير بالأشعة، أو الصيدلية يجد صاحب السيارة أن الشارع والرصيف مشغولان ببسطات الأحذية والجرابات وألعاب الأطفال . يسأل عامل التحصيل أو رقيب السير فيأتي الجواب . هذا شغل البلدية مش شغلنا ... ينفذ المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات تمارين على مستوى المملكة للتعامل مع الكوارث قبل وقوعها، مناورات حية تضع كل عامل في الميدان بمكانه الصحيح، مع ذاكرة رقمية لكل طريق واليّة ومستشفى وعيادة وطبيب استفاد من جائحة كورونا التي كافحها باقتدار يشار له بالبنان دفع بأحد قادة العمل الدؤوب الى وزارة الداخلية ليحمل حقيبتها ولكل مجتهد نصيب.

كان على الجهات المعنية بتطبيق قانون السير وتعديلاته أن تهيء الطرق بشاخصاتها والأرصفة المخصصة للمشاة والشوارع المخصصة لوقوف السيارات منذ أن بدأت بقراءة التعديلات منها ومناقشتها فجميع حصيلة مخالفات السير تدفع لصندوق البلديات التي عجز بعضها عن اخلاء الرصيف للمشاة والشارع للسيارات فالعليق عند الغارة لا ينفع وهو من مخلفات الماضي بعد أن بدأت الدولة الأردنية بتطوير أدواتها قبل حلول اليوبيل الفضي للمملكة الرابعة


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012