أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الزيارة الملكية لمأدبا .. المعنى والدلالة

بقلم : الدكتور عبدالهادي أبو قاعود
13-09-2023 05:52 AM

استمرارا لنهجه الفريد في الإدارة والحكم الذي استنه منذ تسنّمه مقاليد الحكم، والقائم على التواصل مع أفراد شعبه على امتداد ربوع الوطن الطهور، حلّ جلالة الملك أبا الحسين وسمو ولي عهده الأمين زائرا على محافظة مادبا ولواء ذيبان، جاعلا محطته الأولى بلدة مكاور ذات القيمة التاريخية الموغلة في القدم منذ أيام الحشمونيين والرومان وصولا إلى مكانتها الدينية حيث شهدت قطع راس النبي يحيى عليه السلام، واعتمادها القبلة الأولى للحج المسيحي من قبل الفاتيكان، موجها الحكومة للمباشرة الفعلية بتطوير هذا الموقع ورعايته وربطه مع المغطس بحكم القرب الجغرافي ليكون مركزا جاذبا للسياح.

وفي محطته الثانية تشرفنا بلقاء جلالة الملك وولي عهده بحديث حمل رسائل واضحة المعالم محددة الأهداف لكل من الحكومة والمواطن وفق مسارين انطلق فيهما جلالة الملك من الميزة التنافسية لمحافظة مادبا ولواء ذيبان في قطاعي السياحة والزراعة، ففي مجال السياحة اشاد جلالة الملك بالجهد الذي ساهم في ازدياد أعداد السياح القادمين إلى محافظة مأدبا لكنه وجّه إلى ضرورة جعل إقامة السياح أطول ما يساهم في تعظيم الإيرادات بشكل أعمق واوسع وهذا يتطلب تجويد المنتج السياحي وتنويعه لاستقطاب سياح من مختلف الدول والثقافات، وهذا المسار يتطلب مضاعفة الجهد الحكومي للارتقاء بقطاع السياحة في مادبا ليساهم حقيقة في التشغيل وخلق فرص العمل أمام الشباب الباحثين عنها، ليكون للأرقام حضورها وأثرها الحقيقي الذي يلمسه المواطن.

والمسار الآخر هو دور المواطن الذي يعرف حاجات منطقته وطبيعة ما يناسبها من فرص لتكون عملية التنمية للمجتمعات نابعة من أفكار أبنائها فتكون قالبة للتحقيق والنمو.

وفي قطاع الزراعة وجّه جلالة الملك إلى ضرورة الإفادة من طبيعة محافظة مادبا ولواء ذيبان ذات التربة الخصبة والسهول الممتدة والتوجّه نحو زراعة الحبوب خاصة القمح إلى جانب الزراعة غير التقليدية ( الزراعة المائية)، لمواجهة التحولات المناخية، ادراكا من جلالته بأن خلق فرص العمل يتطلب التركيز على الميزة التنافسية لكل محافظة ولواء واشراك مواطنيها في تحديد نوعها ومدى ملائمتها لطبيعة المنطقة وظروفها.

حديث جلالة الملك يوم أمس حمل رسالة الى الحكومة أن تلمس احتياجات في مختلف مناطق المملكة هي الآلية المناسبة لتجويد الخدمة ووضع الخطط القابلة للتحقق المربوطة بجدول زمني يضمن سيرها وقطف ثمارها.

يوم أمس كان ملفتا في مادبا للطمأنينة التي تبعثها رؤية الملك وحديثه وحرصه على تظافر جهود الحكومة والديوان لينعم المواطن بالخدمة الفضلى.

حفظ الله وطننا الغالي حرا منيعا وأدام مليكه مكللا بالعز والفخر.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012