بقلم : المهندس جمال الروسان
20-06-2012 09:52 AM
لقد كان هذا هو قانون الهوشات ونحن أطفالا؛ أضرب كيف تشاء ولكن حيّد عن الراس. قبل سنتين قمت بزيارة للأردن الحبيب. وددت خلال زيارتي أن أعرف شيئا عن الديموقراطيه الأردنيه وحرّية الكلمه التي لطالما سمعت بأن سقفها السماء. سألت احد الأصدقاء العارفين فأخبرني بأننا في الأردن يمكن أن ننتقد رئيس الحكومه فما دون ولن يكون هناك أية مسائله، أما جلالة الملك فهو خط أحمر لا ينتقد ولا يذكر إلا بالحمد والمديح. عندها علمت بأن قوانيننا القديمه لا تزال سارية المفعول وأن :حيّد عن الراس وإذرب، لا يزال القانون الساري المفعول.
ما ذكرني بتلك الزياره كانت زيارة أم زينب من المغرب لإبنتها زينب في أمريكا هذا الأسبوع. زينب متزوجه وهي جاره لنا. أتت زينب وأمها لزيارتنا. وبعد تبادل السلام وحسن الكلام، سألت أم زينب عن أحوال مملكة المغرب السياسيه والإجتماعيه والإقتصاديه. بدأت أم زينب وهي معلمه متقاعده بالشرح عن الخصخصه وكيف بيعت مقدرات البلاد وازدادت الديون وذهبت الأموال كلها لفئات معيّنه وكبار الضباط والوزراء. واستطردت أم زينب الى الإصلاحات شارحة بأن كافة الإصلاحات كانت سطحيه وأن زمام الأمور السياسيه والماليه بيد الملك. قالت أم زينب؛ لقد تمت إنتخابات نزيهه جدا وتم تكليف الأغلبيه النيابيه بتشكيل الحكومه حيث قام جلالة الملك بعرض قائمة الأسماء على الرئيس المكلف كي يختار الوزراء منها. كما أن جلالة الملك أصر على عدة أسماء بأن يشغلوا وزارات الدفاع، الداخليه والخارجيه. وتم تشكيل الوزاره. ثم قالت أم زينب: قبل مغادرتى للمغرب بيومين قامت الحكومه الجديده برفع كافة أسعار المحروقات. شعرت وكأن أم زينب تشرح لي معلومات أعرفها جيدا فهممت بالرد عليها إلا أنني تذكرت القانون القديم: حيّد عن الراس وإذرب.
حمى الله الأردن وطنا وشعبا وملكا.