أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سلامة يكتب : اوروبا تضاء بالنجمة السداسية .. والـ CNN تبكي مذبحة المهرجان

بقلم : أحمد سلامة
10-10-2023 11:25 PM

كل ضوء ليس مصدره الحب لا يعول عليه، وكل ضوء يبعثه اصحابه في سماء اوروبا بقلوب معتمة لا يجدي نفعا.. رحم الله شهداء غزة، فهم اتموا مكارم اخلاق الامة في منح لون الدم رائحة البخور.

أول امس حزنت تلك الالمانية الرقيقة التي ذهبت الى كييف منذ مطلع الازمة الف مرة لتدين العدوان الروسي على امة بريئة وادعة، وحملت بوق التحريض الفظ وغير الانساني ضد كل ما هو روسي..

امس.. حزنت السيدة التي كانت وزيرة للدفاع في حكومة اطيب قلب اوروبي (الملاك ميريكل) وليتها تعلمت او قبست من روحها بعض وعي !! بعض عدل، حزنت على عدوان الفلسطينينيين السافر!! على الحمل الوديع ضحية ابائها واجدادها من النازيين (كيان الصهيونية اليهودية الاسرائيلية) وكلها بمعان واحدة!!

وقررت (ملكة اوروبا) السيدة الجليلة اورسولا فون إضاءة المقر الاوروبي بعلم النجمة السداسية تضامنا ومباهاة باليهود اي اضاءة اوروبا كلها!!

امس.. بثت محطة الـ CNN الامريكية المتزنة تقريرا لكومة من قتلى المهرجان الاحتفالي من اليهود في احدى المستوطنات التي اجتاحتها قوى (حماس)!! بكى (كيربي) حزنا على المجزرة، والمذيع احال التقرير الى لطمية، وربطوا بين اساليب حماس وداعش وطالب احدهم المجتمع الدولي ازالة حماس من الوجود…

ومن ثم وبغية تحقيق الموضوعية والتوازن انتقلت كاميرا ال CNN الى غزة بلفة سريعة مرت على بعض ضحايا الاشتباك في غزة وكأن ذلك حدثا مروريا..

من حيث المبدأ، أكثر الناس إدانة للمذابح هم من ذبحوا لمئة سنة كاملة.. لكن اوليس القاعدة الاولى في علم الاجتماع تقر (بأن المغلوب يعجب بالغالب)!؟ ولا بد ان يقتبس بعض سلوكه…؟!

لنبدأ على اول السطر…

كلنا حزن وتضامن والقهر يملأ قلوبنا على الذي يجري.. لكن غزة ليست هي أول المجزرة ولا هي أول النكبة ولا أول التشرد بل ان ذلك ليس الا حلقة من حلقات الجنون والحمق اليهودي الذي افترض ان القوة الغاشمة هي من تأتي بالحياة لكيان ليس فيه اي حياة لانه كيان ظالم وكيان غير متنوع ومن لون واحد وكل هذا النوع من الكيانات ليس مصيره مواجهة الذي ابكى بايدن الرئيس الوازن وجعله يتخلى عن كل تحفظات (النازي الاكثر تطرفا من هتلر نفسه) ويهاتفه ويلاطفه ويدعمه من هجمة محدودة لغضبة سببها نبيل

اهانة السيدات القانتات الساجدات في المسجد الاقصى بطريق تحرك مشاعر الحجر، بل ان مصير هكذا كيان سيكون حكما وحتما مزبلة التاريخ التي ضمت كل سلبيات البشر ومن اصطنعها!!

إن غزة تقدم (نقوط العرس) من دمها لكن المهر كان باهظا جدا ثمنا للحرية والتحرير الذي سيأتي ولو بعد حين

لقد ازيلت ٥٠٠ قرية وبلدة في فلسطين عن الوجود وكان ذلك اول المجزرة.. ولقد قدم الاردنيون دمائهم رخيصة دفاعا عن القدس والضفة الغربية في جولة الاغتصاب الاولى وتلك البطولة المجيدة التي استهلها دم المؤسس الشهيد على باب الاقصى مع نهر من دماء سال في طرقات القدس من الحويطات جنوبا حتى الزعبية شمالا

ولقد كانت الجولة الثانية من نصيب الاردن عقب حرب ١٩٦٧ م حين كانت ذات الطائرات التي تقصف بضراوة الان غزة لكن بجيل رابع او خامس
تستهل كل صباح كان اسمها وقتذاك (الفانتوم) فنجان الدم مع الاردنيين سيلا من قنابل النابالم من اربد حتى الصافي ومن الحراوية حتى كفر اسد ومن دم منصور كريشان حتى حرق كل ارض الغور..

لقد احال الكيان الرديء باخلاقه الوادي الاردني حقدا وغيلة الى واد غير ذي زرع..

بعد ثلاث سنوات من جنون الحقد الذي يود ان يفرض على الجيران وجوب الوجود بتفوق السلاح والقهر به انتقلت الآلة الصهيونية الماكرة
لترويع المصريين وجعلهم يدفعون الثمن.. لقد دمرت الفانتوم المتعجرفة مصافي النفط في الاسماعيلية والسويس واحرقت قلوب المصريين!!

ثم ذهبت بعيدا للصعيد لضرب لحم الاطفال في بحر البقر (مدرسة اطفال التصقت لحومهم في سقوف المدرسة البائسة المصنوعة من الخشب) كان منظر اطفال بحر البقر مروعا مهولا.. واغتصبوا جزيرة شدوان وتوغلوا في عمق مصر مثل افعى (موسى) تلتهم كل ما امامها..

بعدها تفرغت دائرة القتل الصهيونية الى لبنان، لبنان الذي ادعت اوروبا وزعمت ان لبنان وجوده في الشرق قد جاء بالخطأ وانه جزء من اوروبا وان اوروبا لن تضحي به!!!

لقد جعلت الامبريالية اليهودية تحت كل جلد ادمي في لبنان رعب وقلق البقاء في وطنه فمرة تحاصر دبابات شارون العاصمة وفي كل يوم يذبح فيه كيان (سويسرا العرب) بايدي يهودية متسخة موغلة بدماء العرب… لقد ازيل لبنان الكيان لكن روح لبنان باقية مرة تمثلها المقاومة الفلسطينية وثانية الالهام الموحدي لبني معروف وثالثة للاروثوذوكس العرب واخرى لشيعة ال البيت من حزب الله

اما الذي ابكى (كيربي) امس على الـ CNN من منظر الجثث المتراكمة.. فمن الذي بدأ هذا المشروع غير الانساني في دنيا الشرق الاوسط!؟ هل هي داعش كما تقولون ام هي حماس كما تدعي محطات التلفزة الامريكية الموضوعية!!

إن لحظة استرجاع بصحوة من ضمير لعام ١٩٨٢.. والقاء نظرة على آلاف الجثث الفلسطينية المنتفخة والمحترقة في ازقة مخيمات البؤس في مخيمي صبرا وشاتيلا توحي وتؤكد ان ما فعلته حماس ليس شيئا يذكر بازاء اداة الفجور العاتية بايدي استاذ نتنياهو ومثله الاعلى ليس في العلم بل في ذبح الابرياء..

لقد اضطر رونالد ريغان وهو اسوأ رئيس جمهوري مهد لكل غضب ال بوش فيصير سياسة امريكية الى طرح مبادرة سياسية مثل الوحم الكاذب والحمل الكاذب فكل مبادرات امريكا لحل الصراع اكاذيب واباطيل لخصها اوباما بجملة واحدة (دبروا روسكم ولن نكون حريصين على السلام باكثر من الطرفين)

ببساطة اليهودية الامبريالية بطبعتها الصهيونية لا تعرف للسلام معنى سوى التطبيع مع دول الخليج العربي طمعا في موارد النفط وظنا منهم ان الخليج لا دخل له بعروبة مصر والعراق وبلاد الشام والجزائر

مشكلة بقاء اسرائيل الكيان الوهم ان العرب دفعوا ثمنا باهظا جدا في السبعين سنة الماضية لان اوروبا ومستوطنتها الكبرى (امريكا) يصرون على ان يبقى هذا الكيان في العناية المركزة ومن يدفع الفاتورة ليس الغرب بل العرب انفسهم وتلك مفارقة مأساوية يعلمنا التاريخ انها لن تدوم الى الابد

كم كان ثمن بقاء هذا الكيان باهظا فالعراق.. اول ابجديات الحضارة قد ازيل ككيان وقوة موارد من الخارطة واعدم رئيسه الشرعي يوم عيد اضحى ليس حبا في الشيعة ولا حرصا على كيان كردي (ها قد غاب صدام ونظامه) اين الكيان الكردي؟!

لقد دفع العراق كل ذلك الثمن واستبيح عن اخره لانه تجرأ على كيان الامبريالية اليهودية واطلق ٣٩ صاروخا!! فقط ارعب يهود لعدة ايام
وهذا لا يجوز!!

هل انتهت القائمة؟!

الجزائر بسبب موقفها المتقدم من الصراع الصهيوني العربي الاسلامي وليس الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبسبب نفسي اخر ان الجزائر تذكر الامبريالية اليهودية بحتمية زوال واندحار مشروعها بعد ان دفعت مليون ونص من البشر فدوى لعيون دحر الفرنسي المتعجرف واخراجه من اخر زقاق في حي القصبة…

ما الذي اقترفته الجزائر لتدفع في عشريتها السوداء قرابة المليون ضحية من ابنائها؟! ان ذلك ثمن رفضها الدائم لوجود المشروع الصهيوني… والقائمة تطول

وما حلقة العنف الضارية التي لم يكشف عن مأساوية نتائجها وما سيقترف بحق هذا الفلسطيني الذي تطاول على صاحب الدم الازرق اليهودي وكيف تجرأ وقتل وأسر وذبح؟؟

فهذه قضايا تخص اليهود كدور ومهمة وامتياز والفلسطيني والعربي دوما يجب ان يكون الضحية… سنكتشف ان غزة قد تتأذى كثيرا والله المستعان على ما سيفعلون..

لكن كما قال ديكليرك ووزير دفاعه في الاجتماع المغلق لحفنة من متطرفي البيض في جوهانسبيرغ (مهما تمكنتم من ذبح للسود وقتل لاطفالهم، فإن يوما قادم عليكم تعرفون فيه حجمكم هذه البلاد ليست لكم وحدكم وعليكم قبول ان اصحابها اولى منكم وليس لكم سوى المصالحة واقرار المساواة)

وهكذا انتقلت جنوب افريقيا من دولة محاصرة موصومة باقذر واقذع الصفات الى احدى اهم اقتصاديات العالم..

يحتاج اليهود بعد ان ينقشع عواء الجرم الصهيوني الجديد ضد غزة الى لحظة تأمل حقيقية، لحظة يعترفون فيها أن لا أمة تستطيع طوال حياتها في (لحد) امريكي اوروبي ولا تتمكن اليهودية الامبريالية الادعاء بالتفوق

ثمة للحياة حقائق، أن عادة البصاق على رجال الدين المسيحي وإهانة الالكليروس في وطن المسيح فقبره هناك وصعوده من هناك ومهده هناك.. بالمقابل ما الذي لكم هناك سوى اساطير مبثوثة في عقول حفنة منكم…

كذلك، إن الاقصى الذي فاض عليكم طوفانا موجعا هو ارث عربي اموي بشرعية نبوية قرشية هاشمية صلى الحبيب المصطفى اماما بانبياء الله وموسى كان عليه السلام احدهم فالامامة لهذه الامة في تلك الديار تلك حقائق لا تخالطها اوهام ولا مزامير ولا اساطير

واما القبة فهي ارث الصعود وبوابة الاياب بعد اللقيا وهي المبروكة الاموية والتبريك الدافئ من امبراطورية العرب الاولى الامويين
الى النبي العربي القرشي الهاشمي الذي صعد للقاء ربه من هناك

لقد ظلت القبة صخرة الصعود هذا كله روحانيات لا تقوون على تجاوزها، ثم ان بين البحر وبين النهر درس كله حكمة ان الفلسطينيين يتفوقون عليكم بالعدد وهاهم يتميزون عليكم بالامكانيات

ايها اليهود العقلاء ان بقي منكم احد… ان التاريخ قد علمنا ان قوة الحق تعلو على حق القوة كذالك ثمة هناك تسلسل لكم (همحدالكم / التقصير) ولنا ذكراه

سيظل السادس من اكتوبر لحظة اخجلتكم من انفسكم. وكما حرك بايدن كل قوة امريكا لدعم انهياركم النفسي فعل ذلك اليهودي الفذ (كيسنجر) ومعه المبهدل ريتشارد نيكسون في فضيحة ووتر غيت فما اشبه اليوم بالبارحة الختيار بايدن ابنه (هنتر) قد سبب له كبوات مؤلمة. فانصاع لقوتكم كالعادة ونيكسون كان في ظهره (دبره) فضيحة تجسس ووتر قيت وانحاز لضغط كيسنجر واوهمه ان طوق النجاة قد جاءه !!!

إن كان اول عيبكم في المواجهة مع العرب قد بدأ في السادس من اكتوبر عام ١٩٧٣… فان فضيحتكم بالخيبة قد جاءتكم في السابع من اكتوبر عام ٢٠٢٣م

ثمة ثامن وتاسع وعاشر بالتتابع سيأتيكم وتندمون انكم لم تتعلموا من اول تجربتين.. اصحوا وكفوا اذاكم عن غزة وتعاملوا مع من اختلستم منهم وطنا كاملا بتواضع وبحكمة والا فان العاشر من اكتوبر في طريقه اليكم..

لتضيء اورسولا الالمانية سماء اوروبا بالنجمة السداسية فهي من أكثر الناس تطرفا ولن تقبل اي مهاجر يهودي كما الافارقة ونفاق القارة التي فقدت فنها وجامعاتها وعلومها واضحت مجرد تابع امريكي لا تختلف كثيرا عن تايوان اضاءت سماءها بعلم اليهود او بكت
على شاشة الـ CNN

انتهت جولة غزة وستكون مؤلمة لكنها فتحت الباب للعاشر من اكتوبر سيكون دمارا سيكون دماء لان هذه الامة ستوغل في تعلمها دراسة التاريخ والرد على المستعمرين

يا غزة…

انت جزء من امة تعلم البشرية الشمائل والفضائل وسجلت حصتك في سماء الامة



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012