أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تهجير الفلسطينيين في الإعلام الغربي

بقلم : د. أشرف الراعي
18-10-2023 09:24 PM

كوارث إنسانية تحدث في قطاع غزة المنكوب اليوم. الناس يموتون قصفاً، وجوعاً، وعطشاً، وأمراضاً. المجتمع الدولي عاجز، ولا شيء يفعله حتى الآن. وكل حدث عن الهدنة وهم ترفضه إسرائيل. الكارثة تتفاقم والعالم يتفرج على أزمة إنسانية ربما ستكون الأكبر في التاريخ الحديث.

في المقابل، الرفض العربي لتهجير الفلسطينيين من وطنهم حاسم وحازم، رغم الرسائل السياسية التي بعث بها العالم الغربي إلى العرب من أجل تهجير السكان وإخلاء البيوت والمستشفيات وإلا ستدمر على رؤوس ساكنيها. أما الإعلام العربي – في عمومه - فهو يقف أيضاً موقفاً صلباً من هذه الأزمة برفض تهجير الفلسطينيين، والسماح بنكبة ثالثة للشعب الفلسطيني، بعد نكبة العام 1948 ونكبة 1967 الماثلتين حتى الآن في أذهان الشعب الفلسطيني.

في ظل هذا تتواطأ وسائل إعلام غربية مع الحرب. لا تقف على الحياد، وبدلاً من المطالبة بوقف الحرب تطالب الفلسطينيين بالرحيل عن وطنهم. تطالبهم وتروج لفكرة انتقال أهالي غزة إلى مصر، وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع في موقف يحترم لقيادتها وشعبها. وانتقال أهالي الضفة إلى الأردن، وهو ما رفضه جلالة الملك عبدالله الثاني بشكل قاطع في جولته الأوروبية، وعبر عنه وزير الخارجية أيمن الصفدي، وعموم الشعب الأردني تعزيزاً لموقف الفلسطينيين على ترابهم الوطني وتكريساً لحقهم في دولتهم.

لا إنسانية في تهجير الفلسطينيين. ولا تطبيق للعهود والاتفاقيات والمواثيق الدولية في ازدواجية واضحة في المعايير إزاء الفلسطينيين وقضيتهم العادلة. الاحتلال يجب أن يتوقف ولا سبيل للعيش بكرامة وحرية إلا بمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وهو أمر يغض الإعلام الغربي – في مجمله النظر عنه – ولا يلتفت إليه، لا بل يبعث برسائل تزيد من معاناة الفلسطينيين المدنيين الذين يقتلون بدم بارد لا لذنب ارتكبوه إلا لأنهم يعيشون في هذه البقعة الجغرافية.

مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية – في معظمها أيضاً – لا تقف على الحياد. ثمة شكاوى من انخفاض وتقليل عدد المتابعات والمشاهدات حتى لمشاهير في العالم العربي. المشاهد القادمة من خلال المنصات الرقمية مُرعبة، وتتحدث عن حرب إبادة جماعية لأطفال وشيوخ ونساء ليسوا أصلاً طرفاً في هذه الحرب. أفراد كانوا في بيوتهم ومساكنهم لكنهم قصفوا بفعل آلية القتل الهمجية التي لا تفرق بين طفل ومقاتل. الواقع مرير ولا آفاق لحل الأزمة التي أظهرت أن الإعلام الغربي – في مجمله – ليس إلا آلة تحركه السياسة. لا مكان للحياد. لا مكان للعمل الصحافي الحرّيف المهني الذي ينقل الصورة كما هي من دون تجميل للواقع المر الذي يعيشه الفلسطينيون.

الأهمية اليوم تنطلق من ضرورة توعية الإعلام العربي عموماً بأهمية تكثيف النقل الحقيقي للصورة على الأرض وعدم الاستجابة لأي ضغوط تتعلق بعدم وقف الأعمال الحربية وبيان أهمية الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وتطبيق قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، حتى يبقى إعلامنا العربي هو صوت الحقيقة. ولا شيء غيرها.

'الغد'


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012