أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المنعة الذاتية الشاملة هي الضامن الوحيد

بقلم : الدكتور خليف الخوالده
20-10-2023 06:18 AM

تحولات كبيرة مندفعة ومكشوفة في مواقف بعض الدول الكبرى في العالم تجاه الصراع بين الفلسطنيين أصحاب الأرض والمحتلين لها وكان آخرها الموقف من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الغاصب على قطاع غزة مستهدفا المدنيين.

قد يفسر البعض مواقف هذه الدول أنها جاءت لدوافع انتخابية وهذا صحيح ولكنه ليس هذا فحسب، بل لأن الحركة الصهيونية قد تغلغلت في مراكز القرار في الكثير من هذه الدول وتكاد تحكم سياساتها وتوجها لمصلحتها. ولكن بالمقابل لاشك في أن هذه الدول وجراء هذا المواقف المتحيزة غير المعتدلة قد فقدت مصداقيتها ومكانتها العالمية وغدت طرفا في الصراع.

أما الصهاينة المغتصبين، فبعد ما اقترفوه من مجازر لا إنسانية، لن يهنؤون بعد اليوم لحظة فالأجيال لا تنسى وسيبقون يدورون في دوامة عنف وعداء دائم ومستمر ومتجذر. وهذا ما سيدفع بالكثيرين منهم للهروب إلى دول أخرى حيث الاستقرار والأمان.

وأما الأمة الاسلامية والعربية فهي أمام علامة فارقة في تاريخها، إما أن تنهض بعدها وتستعيد أمجادها وإما أن تفقد تأثيرها وحضورها.

لقد تكشف هذه الأيام الغطاء عن سياسات بعض دول العالم المتقدم وبان زيف التزامها ودعمها لما تنادي به من مبادئ وقيم ليلا نهارا.

أما الفائزون الحقيقيون، فهم الفلسطينيون الذين يدافعون عن وطنهم بأرواحهم، ومن يدعمهم ويقف إلى جانبهم في الحصول على حقوقهم المشروعة. والله نسأل أن يمدهم بنصر من عنده ويثبت اقدامهم ويحقق تطلعاتهم.

هذا وقد تمحورت تحليلات الكثيرين بالأمس إلى أن الجيش الصهيوني سيدخل معركة برية خلال ٢٤ ساعة وبحد اقصى ٤٨ ساعة.
ولكن بتقديري، لن يدخل الجيش الصهيوني في أية معارك برية في المدى القريب وإن كان لابد فسيكون ذلك بعد اسبوعين وربما أكثر.

وكل ما في الأمر، أن العدو الصهيوني يستخدم هذه الاستراتيجية الإعلامية لاحداث تحولات او تغييرات في مواقع واستراتيجيات فصائل المقاومة على الأرض فما يصلح في حالة الحرب باستخدام القذائف الصاروخية والمدفعية غير ما يصلح في الحرب البرية.

كما يحاول العدو الاستفادة من هذه الفترة في تشتيت تركيز فصائل المقاومة وجمع أكبر قدر من المعلومات الاستخبارية عنهم وعن مواقعهم لتوجيه ضربات جوية ومدفعية لأماكن تواجدهم. كما أن عامل الانتظار بحد ذاته له مفعول وتأثير.

هذا بالاضافة إلى تشتيت الاعلام والرأي العالمي عما جرى من جرائم حرب إبادة جماعية خلال الفترة الماضية.

هذا ما اتوقعه من خلال قراءة وتحليل غير مختص لما يجري حاليا ولكنها الحرب قد تتبدل وتتغير فيها المواقف والمعطيات وبالتالي التكتيكات في أي لحظة.

أما على المستوى الوطني، أن تطالب مثلا بطرد سفير أو إغلاق سفارة وتعبر عن ذلك بطريقة حضارية، فهذا مقبول ومتاح وفعال في إيصال الرسالة.

أما أن تحاول اقتحام سفارة أو إلحاق أذى بها أو التوجه لنقاط حدودية أمنية وعسكرية وإعاقة عمل الجهات المختصة أو محاولة الاحتكاك بها أو الإساءة إليها، فهذا غير مقبول بأي شكل من الأشكال ولا يخدم القضية بأي حال. ومثل هذه الأفعال - لا قدر الله - تنال من هيبة الدولة وهذا لا يسمح به المواطن قبل المسؤول.

ولهذا، ما قد يصدر عنا من أفعال يفترض أن تكون مدروسة ومحسوبة بدقة لكي تخدم الغاية والهدف.

أما ما يحدث في غزة وموقف العالم الغربي من ذلك، فقد ادمى قلوبنا جميعا واصابنا في مقتل وخيبة أمل تجعلنا نعيد حساباتنا بالكامل والساسة واصحاب القرار منا قبل غيرهم. وربما لنبدأ من جديد.

غدا ليس كالأمس في توجهاته وتقديراته وأدواته. والمنعة فقط بالاعتماد على الذات حتى لو تجرعنا مرارة الحلول ففيها المستقبل والأمل.

نعم، لنعيد النظر في تقديراتنا وتوقعاتنا ولنتذكر دائما منعتنا الذاتية الشاملة هي الضمان الوحيد لمستقبلنا وتعزيز مكانتنا. وأن يكون فعلنا جمعي متكامل وهادف خلف قيادتنا ومؤسساتنا.




التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012