أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأردن: إدارة الغضب والحفاظ على الجبهة الداخلية

بقلم : سليم البطاينة
21-10-2023 06:03 AM

ليس هذا وقت العتاب، فـ الشعوب بكل تجاربها السياسية والحياتية تصطفّ في زمن الأزمات والعدوان في جبهة داخلية شعبية متماسكة وواسعة، ويصبح الحفاظ على وحدة الصف الداخلي والجبهة الداخلية من أمور الأمن القومي، والتيقظ لها من أهم الواجبات خوفاً من الأجندات والسيناريوهات المرسومة في الغرف السوداء، فـ الأعداء يهتمون دائماً بخلخلة الصف الداخلي لأي مجتمع يريدون تفكيكه بهدف إضعافه والسيطرة عليه.
فـ تماسك الجبهة الداخلية وصلابتها أول قاعدة لاستقرار الدول كبيرها وصغيرها، وتفتيتها يقود إلى نتيجة واحدة فقط دون أي خيارات أخرى وهي (التشظّي)، فـ في مثل هذه الظروف نحتاج أولا وأخيراً لوجود جبهة داخلية متماسكة تَكمن أهميتها في نضوج الشعور العام لدى المواطنين والنُخب.
الأسوأ لم يأت بعد، وهناك مخاوف من ان يتسع نطاق الصراع ويتحول إلى فوضى إقليمية، فـ المحيط الاقليمي والدولي للاردن يشهد تحولات متسارعة وعميقة لها آثار وانعكاسات عليه لموقعه الجيوسياسي، وحجم المؤامرة كبير جداً والخوف من تعرض الأردن والضفة الغربية والقدس إلى غدر الارشفة وسرقة التاريخ.
فما بالنا ونحن نعيش حالياً في وضع إقليمي ودولي غير مستقر، ومرحلة انتقالية مُعقدة ومُتعرجة، وظروف بالغة الحساسية والتعقيد مفتوحة على جميع الاحتمالات يتطلّب التعامل معها الكثير من الحكمة والمواءمة السياسية في إدارة شؤون الغضب والدولة والمجتمع.
الأردن اليوم مَعني بقوة جبهته الداخلية التي تُشكل الشريان التاجي لفلسطين والاقصى، وقوة سياسته الخارجية تكون بقدر تماسك الجبهة الداخلية وقوتها.
جميعنا من شتى اصولنا ومنابتنا متفقون على حب الاردن الذي تربينا وعشنا وسنموت فيه، فـ كم يؤلمنا عندما نرى بعض الأفعال التي يفعلها بعض من المتظاهرين والغاضبين! فـ رجل الامن هو واجهة الدولة في الشارع، وهو الأقرب للمواطن، وهو ابن بلده وليس خصمه، والاعتداء عليه ما هو الا اعتداء حقيقي على هيبة الدولة ومدخل للفوضى التي لا يريدها إلا جاهل.
فـ قوة الجبهة الداخلية الاردنية باتت قضية بالغة الأهمية بالنسبة لعملية التنمية المستدامة، والاستمرار في التشكيك سيؤثر على تماسك الجبهة الداخلية ويضعف عناصر قوة الدولة، وسيكون له تبعاته السلبية لأن الخطر الحقيقي على الأردن هو عدم تماسك جبهته الداخلية، الأمر الذي يتوجب علينا ان نحمي ظهر الاردن من حرب التشكيك الذي تحركه الغرف السوداء، ونشد على ايدي كل من التزمت نفوسهم الصواب وفعل الصواب.
عند كل منعطف خطير أو حدث يتعلق بفلسطين تتضح وتتجلى أكثر وأكثر المواقف الشعبية والرسمية الأردنية حيال القضية المحورية والرئيسية وهي قضية فلسطين التي كانت وما زالت بكل تشعباتها وتعقيداتها تحتل أولوية متقدمة في مجمل السياسات والمواقف الرسمية، والجميع اليوم وغدًا يقف مع غزة لأن العدالة قيمة كبيرة، ولان الظلم حارق ومخيف، ولأن للأخلاق وجها واحدا فقط وهو الوقوف ضد الظلم ومع المظلوم، والوقوف مع الضحية ضد القاتل
الذي يحدث في غزة وضع تقاطعت فيه مصالح وتلاقت فيه اخرى! أنها لعبة صعبة ووضع مستعصٍ على الفهم ومؤامرة لا يعلم مداها إلا الله ومن خطط لها.
والمظاهرات في الأردن تجاوزت التعاطف مع غزة! فإذا خرج الغضب عن السيطرة يصبح الجميع أسيرين لهذا الغضب.
فلسطين ستبقى دائمًا بوصلتنا وتاجها القدس الشريف.
نائب اردني سابق
رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012