أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المستضعفون الفلسطينيون يقتلون بقرار وسلاح أمريكي وبدعم غربي وصمت إسلامي!!

بقلم : العميد المتقاعد بسام روبين
26-10-2023 06:58 AM

لقد أثبت طوفان الأقصى للعالم بأن إسرائيل مجرد مشروع ومنتج امريكي غربي لا يستطيع العيش أو التسويق بدونهم ،فما أن نجح طوفان الأقصى بفض بكارة القوة العسكرية و الإستخبارات الإسرائيلية وإزالة العار عن جبين الأمة العربية والإسلامية حتى استشعرت أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا بأن هنالك خطرا وجوديا غير متوقع بات يهدد وجود هذا الكيان المحتل ،فسارعوا لإنقاذه وترميمه لاخراجه من غرفة الإنعاش التي أدخلته إياها عملية طوفان الاقصى وهو بحالة غيبوبة أمنية وسياسية فتراكض الزعماء الغربيون لزيارة منتجهم بعد هزيمته أمام ابطال المقاومة الفلسطينية حتى أن الألماني قال ما لم يقله العربي الرسمي في غزة كلنا اسرائيل والبريطاني ركب الطائره c130 على عجل وجلس بين صناديق الذخيرة لاستخدامها في قتل المدنيين الفلسطينيين خوفا على وعد بلفور أما امريكا الأشد عداءا للأمة العربية والإسلامية ،والتي لا تملك من الديمقراطية الا إسمها بعد أن سقط قناعها وألقت بالعدالة وحقوق الإنسان في مجاري نيويورك وتبنى العالم كذب نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي نراها ترسل قذائف موجهة شديدة التدمير استخدمتها في العراق ،وكانت تمنعها سابقا عن اسرائيل لكي لا تستخدمها ضد إيران بغير علمها ،فألقتها على المستشفى المعمداني محدثة انفجارا ضخما قبل ارتطامها بالأرض سبب ارتفاعا كبيرا بعدد الشهداء وخرابا واسعا بفعل الشظايا المتناثرة بقوة العصف وفقا لما تناقلته المواقع المختصة وتسببت في استشهاد ألف من الاطفال والنساء في أكبر جريمة حرب يشهدها الصراع العربي الصهيوني المعاصر.
وبهذا السلوك الأمريكي قررت أمريكا التخلي عن حيادها وإنسانيتها ،ولبست ثوب الإرهاب ضد الفلسطينيين بمخالفة صريحة للقانون الدولي و الإنساني ،وكما فعلت من قبل في عديد من العواصم العربية والإسلامية ،فلولا الضوء الاخضر الأمريكي لاسرائيل والدعم الغربي لها لما تمكن الكيان المحتل من تنفيذ جرائم الحرب بهذه الوحشية الإجرامية لا بل استخدمت أمريكا وحلفاؤها الفيتو ضد مشروع قرار روسي لإيقاف الحرب علما بأن العرب والمسلمين يمتلكون من أوراق الضغط ما يجعلهم قادرين على إنقاذ أهل غزة ووقف جرائم الحرب الصهيونية.
ولكننا نقف أمام حالة رسمية محزنة من الصمت والعجز الذي يعطي أمريكا قدرا من الدعم لتبرير تدمير وقتل الشعب العربي الفلسطيني ،فالصمت في العلاقات والمواقف الدولية قد يفهم في سياق الحد الأدنى من القبول بالأمر الواقع.
وإنني هنا أطرح سؤالا على عرب اسرائيل وبعض عرب الداخل هل ما يحدث من جرائم حرب ضد أهلكم في غزة هو عرس عند الجيران ،هل تنتظرون المزيد من التصعيد ،وما الذي يمنعكم لغاية الآن من الانتفاضة على الكيان المحتل لنصرة أهلكم في غزة بعد أن ضحوا بدمائهم و فزعوا لكم وللأقصى الجريح ،فمن سيفزع لكم بعد اليوم إذا نجح الغرب بتصفية المقاومة، وكأنكم لا تعلمون أنكم الخطوة التالية بعد غزة لا قدر الله لهذا نراكم حتى الآن تفضلون الحياة والتضحية بأهلكم في غزة ،وأنا على يقين بأن القوة العسكريه للمقاومة لم تتضرر ولم تظهر بعد وهي باقية في أقوى صورها لذلك يتردد نتنياهو في اتخاذ قرار الحرب البرية فنصر المقاومة سيكون مع ساعة الصفر التي ما زالت تخشاها إسرائيل، فجميع طرق الاستطلاع تقف عاجزة عن تقديم معلومات موثوقة لغرفة الحرب الأمريكية الإسرائيلية و فنون الحرب لا توصي بحشد أي قوات عسكرية لحصار قوات أخرى لما لذلك من سلبيات كبرى على وضعية القوة، لذلك نراهم قد لجأوا لأسلوب الاستطلاع بالقوة في خان يونس وتأكدوا من يقظة المقاومة بعد أن تم تدمير جرافتين مدرعتين نوع D9 و دبابة وقتل وهروب بعض من فيهم ناهيك عن احتدام الصراع بين قادة الجيش والساسة بسبب المعلومات الاستخبارية المضللة التي قدمها الجيش للساسة عن حماس سابقا وتم بناء جميع قرارات تقدير الموقف بناءا عليها فنتنياهو على يقين بأن جيشه سيهزم أمام المقاومة الفلسطينية على تخوم غزة، ولن يقف العرب والمسلمون طويلا متفرجين إذا صعدت أمريكا واسرائيل من عدوانهم على غزة وربما تكون نهاية إسرائيل ككيان محتل ،ولكننا نتألم على مناظر القتل والدمار للمستضعفين من الشعب الأعزل فلا بأس على ما أصابهم فالتحرير بحاجة إلى تضحيات وطوفان الأقصى مع الصبر سيأخذ الأمة بإذن الله إلى مرحلة جديدة من الكرامة والحلول الناجعة للقضية الفلسطينية تكتب بنودها بدماء الشهداء والمقاومين ،فالعدو الصهيوني كيان غاصب ومحتل لا يفهم الا لغة القوة والمقاومة فنهج السلام لم يكن مناسبا مع حكومات متطرفة على مدار ثلاثين عاما ،ولم يحقق شيئا غير تهويد القدس وضم الجولان ولن تعود القدس بغير طوفان الأقصى.
وأخيرا أتمنى على محور المقاومة الذي يشغل و يقلق إسرائيل و أمريكا على الجبهة اللبنانية حيث هجر الصهاينة من المستوطنات ،و اتمنى أن يتذكر المقاومون قصة الثيران الثلاثة ففيها من العبر الإستراتيجية ما يكفي لعدم الخوف من البوارج والسفن الأمريكية فربما تكون المقاومة في لبنان الحلقة الثالثة بعد غزة و الضفة في مخطط الاستيلاء على مزيد من الأرض العربية سيما وأن أمريكا أوعزت لعملاءها من الإعلاميين في معظم البلاد للتشويش على محور المقاومة كنوع من الحرب النفسية ،فالفرصة ذهبية أمامكم لتحصين أنفسكم وإنقاذ غزة من العدوان الذي يعيدنا بالذاكرة إلى مشاهد قديمة من الحروب الصليبية، ولكن بقيادة أمريكية و تأثير بريطاني فرنسي ألماني ،فاسرائيل و معها أمريكا لن يمتلكان القدرة على التعامل مع جبهات محور المقاومة المتعددة و أما روسيا والصين فما زال موقفهم جيدا ،ولكنه خجولا بعض الشيء ولا يتناسب مع حجم القوة والأمل فلماذا لا تبادر روسيا بتشغيل دفاعاتها الجوية المتطورة على الأرض العربية السورية، ولماذا لا تبعث ببوارجها النووية للشرق الأوسط لكي نشعر بأنها قوة عظمى تستحق الإلتفاف حولها أما الشعوب الغربية المنشغلة بإجازة المثلية والرقص في الملاهي ،فعليكم أن تتذكروا إنسانيتكم وبأن الزمن دوار ،فقد يأتي يوما عليكم لا تجدون من ينصركم ويرفع الظلم عنكم وما ذلك ببعيد ولا مستحيل فصمتكم على حكامكم هو من زرع هذا الكيان الغاصب ،وهاهم ساستكم يقدمون له الدعم من أموال دافعي الضرائب لقتل الأطفال والنساء في فلسطين في مخالفة صريحة للقانون الدولي فهل تبقوا مكتوفي الضمير و الإنسانية أمام هذا المشهد الغير إنساني والظالم و المخالف لأبسط حقوق الانسان ،فللمظلومين رب يحميهم وسينصرهم ،وما النصر إلا من عند الله.
عميد اردني متقاعد
رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012