أضف إلى المفضلة
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الناتو في أوكرانيا وغزة منقسم

بقلم : د.حسام العتوم
26-10-2023 10:33 PM

صدق أوردوغان وكذب زعماء الغرب حول قضيتي ' أوكرانيا ' و ' غزة ' ، فهو من عرض الوساطة بين روسيا الاتحادية و أوكرانيا ' كييف ' بسبب العملية / الحرب المستمرة منذ تاريخ 24 / شباط / 2022 ، وهم ، أي الغرب ، من اتهموا روسيا باحتلال أوكرانيا بطلانا و زورا ، ومن دون الاقتراب من تفسير الحرب الصحيح ، و التي هي ليست حربا ، و إنما عملية تحريرية ، إستباقية ، دفاعية ،اعتبرت روسيا أوكرانيا بشأنها مخترقة لاتفاقية تفكيك الأتحاد السوفيتي طوعا ، وهو الذي بني طوعا شريطة عدم الارتهان للغرب و تحديدا لحلف ' الناتو ' المعادي لروسيا ، و أعادت ' القرم ' لعرينها بعد رصدها لثورات برتقالية ملوثة بخيوط استخبارية غربية – أمريكية ، و بعد حدوث إنقلاب ' كييف ' الدموي عام 2014 الذي استهدف إجتثاث موسكو من الأراضي الأوكرانية و ليس طرد آخر رئيس أوكراني موالٍ لروسيا مثل فيكتور يونوكوفيج فقط، الذي كان بإمكانه طلب النجدة من روسيا وعدم زج بلاده في حرب بلا نهاية ، و دخول روسيا إلى الأراضي الأوكرانية عبر منطقة الدونباس ' عام 2022 إرتكز على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، وهو الذي حصل ، ولم يفهمه الغرب التابع لأمريكا ، وتحول إلى مكر سياسي و أمني و اقتصادي ( عقوبات ) كما هو ملاحظ -وفي حدث غزة هاشم- غزة فلسطين الذي اندلع بتاريخ 7/ 10 / 2023 تحت إسم ' طوفان الأقصى ' و قادت شعلته حركة حماس الفلسطينية الأسلامية الباسلة بعدما طفح الكيل بمرور زمن طويل على إحتلال فلسطين إسرائيليا منذ عامي 1948 و 1967 ، و إعاقة أمريكا لملف مسار السلام و استمرار الحروب الإسرائيلية الكارثية ضد الفلسطينيين و العرب .

وجاء خطاب رئيس تركيا رجب طيب أوردوغان قبل فترة وجيزة حول حدث غزة المأساوي والبطولي من طرف المقاومة الفلسطينية ذات الوقت مدويا عندما وصف العدوان الإسرائيلي بالوحشية ، ودعا لوقف إطلاق النار فورا ، ووصف حماس بحركة تحرر، و بأنها ليست إرهابية ، رغم أن بلاده تركيا عضو فاعل في ( الناتو ) لكنها تقيم علاقات استراتيجية ناجحة مع روسيا ، اقتصادية ، و عسكرية .

وسبق للرئيس أوردوغان أن قطع علاقات بلاده مع ( إسرائيل ) عام 2011 ، و طرد السفير الإسرائيلي بعد حادثة سفينة مرمرة التي راح ضحيتها أتراك ، و إنذار تركي لإسرائيل عام 2012 بعد عمليتها في غزة ، ومن المؤسف قوله هنا بأن زعماء الغرب الذين توافدوا على تل – أبيب خاصة ( بايدن ، و شولتز ، و سوناك ، و ماكرون ) رددوا نعت حماس بتنظيم الدولة ' داعش ' ، وهو الذي صدر على لسان رئيس وزراء ' إسرائيل ' – نتياهو ، بينما نحن نعرف ، و التاريخ المعاصر شاهد عيان ، بأن ' إسرائيل ' هي داعش ، وهي التي قدمت العلاج لها وسط الربيع العربي الذي اخترقته صنوف الارهاب ، وما نتنياهو إلا - أدولف هتلر - جديد ، وسوف يحاسبه الله على جرائم قتل أبرياء فلسطين وفي مقدمتهم الأطفال .

لقد خططت دول ' الناتو ' بقيادة أحادية القطب الأمريكي لإلحاق الأذى بالدولة الروسية العظمى – القطب الشرقي الأستراتيجي الناهض، قائد عالم متعدد الأقطاب عبر أوكرانيا ، و البحث في موضوع سيادة أوكرانيا من دون معرفة ، ومن دون أحقية أيضا ، و الهدف ديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح ، و النصر في الحرب الأوكرانية حققته روسيا بوضوح من خلال السيطرة على خمسة أقاليم أوكرانية و تحويلها إلى روسية ، أو إعادتها لتاريخها الروسي مثل ( القرم ، و لوغانسك ، ودونيتسك ( الدونباس )، و زاباروجا ، و خيرسون) ، ومن خلال تشكيل عالم متعدد الأقطاب يمثل شرق و جنوب العالم ، و لم يحقق التحالف الغربي شيئا غير الهزيمة و خسران أكثر من 200 مليار دولار على شكل أسلحة حديثة و أموال سوداء ، وفي المقابل إستهدف ' الناتو ' حماس في غزة و شيطنها كما روسيا ، و سار الغرب خلف الولايات المتحدة الأمريكية - على طريقة الساحر و العميان -،و دفعوا بالسلاح و المال و الاستخبار لمحاصرة المقاومة الفلسطينية ، و أفشلت أمريكا بالفيتو إقتراحا روسيا صينيا بوقف القتال في غزة لتدمير بيوت الفلسطينيين على رؤوسهم ، ولقتل المزيد من الفلسطينيين بحجم تجاوز ستة ألاف شهيد نصفهم من الأطفال ، و لازال هناك غيرهم تحت الأنقاض ، و بالمناسبة فأن حق الدفاع عن النفس مشروع للفلسطينيين و العرب الخاضعين تحت الاحتلال خاصة ، و نتفهم حق ' إسرائيل ' في الدفاع عن نفسها خلف حدود 1948 التي أقرتها لها الأمم المتحدة ، لكن ليس من حقها المناداة بالدفاع عن النفس داخل حدود عام 1967 و التي أقرت بها الأمم المتحدة للعرب وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 242 ، و ميثاق حماس إعترف بالدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية و لم يلغي إعترافه بفلسطين التاريخية .

لا تملك حماس و قوى المقاومة الفلسطينية قدرة تحرير فلسطين من الزاوية العسكرية ، لكنهم يملكون الإرادة و البسالة و الشجاعة ، و يواجهون مستعمرة ' إسرائيل ' المدججة بالسلاح التقليدي و النووي ، و المدعومة عسكريا و ماليا و لوجستيا من دول الناتو ، و ' إسرائيل ' تفتقد في المقابل لشجاعة الجند ، نقطة ضعفهم فوق الطاولة الرملية لأي حرب مع العرب ومن بينها في غزة، وبعد توقيع عدد من الدول العربية للسلام مع ' إسرائيل ' ارتاحت من مقولة حقبة جمال عبد الناصر ' اجوع يا سمك ' عام 1967، و حجم الجرائم الإسرائيلية في غزة يكبر كل يوم ، وتريد لحربها أن تكون بلا نهاية على غرار الأوكرانية ، ولا يوجد ما يمنع أمريكا من مساعدة ' إسرائيل ' على ربط أحزمتها ومغادرة المنطقة تجاهها ، و صوب منطقة ' باراذبيجان ' الروسية ، و إلى غير مكان ليرتاح العرب والشرق الأوسط من أذى ' إسرائيل ' المتكرر .

لقد إستهدفت حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ولم تسهدف قاطني ' إسرائيل ' من المدنيين ، حتى على مستوى الرهائن ، أطلقت سراح المدنيين وأبقت على ورقة العسكريين لتضمن أمنها وقطاع غزة المنكوب ، بينما جاء القصف الإسرائيلي عشوائي ، و هدم البيوت ، و قتل أهل فلسطين و استهدف الأطفال ، و تشويه غيرهم ، و هي جريمة حرب الأصل أن تحاسب و نتنياهو المجرم عليها ، ويتم إسقاط حكومته ، وجهد كبير يسجل لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله في المحافل الإقليمية و الدولية من أجل فلسطين و لإيقاف الحرب في غزة فورا ، ومشفى أردني عسكري ميداني دائم في غزة ، نتمنى ظهور مصري مثله ، وفتح أبواب العرب الحدودية لمعالجة المتضررين من أهلنا في فلسطين، ولا يوجد ما يمنع من تنظيم حملة تبرعات عربية لهم، وجهود عربية أخرى ملاحظة ، وجهدا متميزا لروسيا الاتحادية والصين على المستوى الدولي، ودور سلبي مؤسف لأمريكا التي تدعي العظمة والرقم '1' .





التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012