أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كيف تنتهي الحرب على غزة؟

بقلم : مأمون مساد
13-11-2023 12:01 AM

يبدو الموقف في غاية التعقيد على الجانب الإسرائيلي ، كيف يمكن أن يوقف حربه على قطاع غزة ، وإعلان فشله في تحقيق أهدافه التي أرادها من هذه الحرب التي بدأت موجتها الحالية بعد السابع من أكتوبر الماضي ، وما تزال آلتها تعمل على القتل والدمار وتمارس ابشع المجازر التي تعكس حقد دفين على أهلها وسكانها ، وما تشكله من عقدة لساسة إسرائيل منذ عقود، ولما يشكله من مصدر إزعاج للاحتلال، فقد تمنى إسحاق رابين شخصياً أن يصحو من نومه ذات صباح ليجد غزة قد غرقت في البحر!! ، وحول ذلك كانت امنيات شارون الذي عجز أن يدخل أبوابها فأقام جدران عزل نفسه داخلها عنها .

الشهر الثاني للحرب على غزة دخل بالفعل على وقع المزيد من المجازر ورائحة الموت تملأ ارجاء القطاع ، ويبدو ان حسم المعركة بعيد المنال ،فثمة عوامل عديدة تقف في وجه نتنياهو اليوم ، فإسرائيل تريد حفظ ماء وجه امام الجمهور الإسرائيلي بداية والشارع العالمي تاليا ، وهو محاصر باللوم من حزبه الليكود وحلفاء حكومته من اليمين المتطرف على ما حدث لصورة قوة الجيش الإسرائيلي، ونتنياهو أيضا بات فريسة ضعيفة لا تقدر على الهروب والمراوغة امام معارضي الائتلاف الحاكم ، وربما الادهى أن شركاء وداعمي إسرائيل لعقود بالمال والسلاح سيراجعون كل الحسابات التي يفترض انها ارصدة قوة في بنك إسرائيل الاستراتيجي ، واول من سيحاسبه واشنطن وأوروبا.

نتنياهو اليوم يعيش في حالة نفسية وعصبية وغياب التركيز ، فورقة الاسرى والتظاهرات على ابواب منزله وفي مواجهة وزارة الدفاع في تل ابيب ، والمطالبة بعودة ابنائهم من غزة ، اما الرأي العام العالمي بات يستدير بمواقفه ، حيث فشلت الماكينة الصهيونية الاعلامية بتصدير الكذب للشارع في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وباتت المظاهرات المتضامنة مع أهل غزة في كل مدينة وولاية ، وباتت هذه المظاهرات أدوات ضغط على الحكومات ، وأمام حسابات الشعبوية وجد ماكرون نفسه مضطرا إلى إدانة العدوان على الأطفال والنساء والمدنيين ويدعو إلى وقف إطلاق النار، بل ويدعو قادة العالم إلى مشاركته هذا الموقف .

اما المعضلة التي ربما ستصدم نتنياهو وربما تكون المقتل الحقيقي فتتمثل أن يعود بايدن إلى سياسته التي مارسها قبل هذه الحرب في عدم التعاطي مع نتنياهو وإبقاءه في عزلة امتدت لثلاث سنوات متواصلة ، وتبدو فاتورة الحرب التي تدفعها واشنطن وضغوط أعضاء في الحزب الجمهوري على بايدن ستدفعه إلى الطلب بوقف الحرب، وهذا ما لا يريده ولا يقبله نتنياهو الان لانه يعلم انه أصبح ورقة محروقة ، ونهاية الحرب ستقدمه للمحاكمة والعزل في إسرائيل.

صحيح أن الخسائر الفلسطينية عظيمة وكبيرة ، لكن الإرادة والإصرار سيجعل الغد افضل من الأمس، وقد وضعت العالم اجمع في بوتقة القضية الفلسطينية وضرورة الوصول إلى التسوية على أسس الشرعية الدولية.



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012