أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كلمة حق في الأردن .. حلو أو مر هذا وطني

بقلم : الأستاذ الدكتور تركي الفواز
19-11-2023 04:01 PM

منذ اليوم الاول لشن إسرائيل حربها البربرية على غزة، كان الموقف الأردني قيادةً وشعبًا وحكومةً هو الأقوى والأكثر حضورًا على المستوى الإقليمي والدولي، وتمثل ذلك برفض الأردن طلبًا إسرائيليًا بإخراج المستشفى الميداني في غزة عن الخدمة، وتبع ذلك قيام سلاح الجو الملكي بعملية إنزال لمساعدات طبية عبر المظلات للمستشفى الميداني الأردني للمرة الثانية، بالإضافة الى المواقف السياسية والدبلوماسية 'العلنية' التي دعت الى وقف الحرب المسعورة على القطاع، ومنع التهجير القسري لسكانه وسكان الضفة الغربية من مدنهم، والذي اعتبره الأردن بأنه خط أحمر، وبمثابة إعلان حرب، ولا يفوتنا ما قاله جلالة الملك قبل اندلاع الحرب في مؤتمر قمة الشرق الأوسط العالمية في نيويورك بأنه 'لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية لتحقيق السلام“، إن الأردن يدرك أن هذه المواقف السياسية والدبلوماسية العلنية ذات كلف اقتصادية واستراتيجية وسياسية عليه.

وعلى الرغم من الدور والجهود التاريخية والإنسانية والعسكرية التي قام بها الأردن تجاه فلسطين وغزة عبر العقود والسنين، إلا أن هناك فئة متأرجحة تحاول استغلال الظروف الحالية للإساءة للوطن، وتقلل من تضحياته ومساهماته الدائمة، ولا يظهرون الا وقت المسيرات إذ يكونون في الصفوف الأولى، ليظهروا على نشرات الأخبار، والصحف، وهم فئة من الأشخاص الذين يحاولون بشتى السبل كسب تأييد الناس والتأثير على الرأي العام، ويكون هدفهم الرئيسي هو البحث عن الشعبوية وجمع الدعم الشعبي، ليقوموا باستغلال الشعبوية لتحقيق أهداف شخصية أو سياسية، ويتبنون المواقف التي تُلقي الضوء على القضايا الشائكة التي يتناقلها الافراد بشكل سريع، متجاهلين في الوقت نفسه التفاصيل والحقائق الكاملة ويتحولون إلى منتقدين للسياسات الحكومية وينكرون الدور الاردني.

إن الدور الذي تقوم به هذه الفئة يٌعد خطيرًا على الوطن، بسبب تقديمهم لصورة مغلوطة ومشوهة للأحداث والسياسات، ويعملون على إثارة الشكوك والتشكيك بالرواية الرسمية دون وجود دليل قاطع، وذلك من اجل بناء قاعدة شعبية لهم، هؤلاء المزايدون والمشككون والمضللون في مواقف الأردن، ما هم الا كمثل: الجراد المخرب الذين يتلاعبون بالمشاعر الوطنية ويوهمون الناس بأن لديهم الحلول للمشكلات الاقتصادية، حتى خطاباتهم تتصف بأنها تعبوية ودعائية، ويركبون الموجة وغايتهم في ذلك تحقيق الأهداف الشخصية أو السياسية، حتى لو كانت على حساب القيم والأعراف، هؤلاء من اكبر معاول الهدم للأوطان ومستقبلها.

فمواقف الأردن ثابته تجاه القضية الفلسطينية، وكما قال جلالة الملك: 'لا يمكن لأحد المزايدة على موقف الأردن الراسخ وجهوده المستمرة في الدفاع عن أهلنا في غزة'.

رسالتي وانا من أهل الشيح والقيصوم الى المشككين والمُزايدون والى كل من يركب الموجة، إن الأردن حصن منيع تتحطم عليه كل احلامكم ونرجسيتيكم الحالمة، وسيبقى الأردن صامداً بعظم جذوره الراسخة على مر العهود والازمان، إن المطلوب من أفراد هذا المجتمع الوقوف بوجه هؤلاء المُزايدون، وأن نكون حذرين وواعين، وان نميز ما بين من يعمل بجد لمصلحة الوطن ومن يسعى لتحقيق المكاسب الشخصية على حساب استقرار الاردن.

هذا وطني.. هل في الدنيا وجه أحلى من وجه الأردن..


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012