أضف إلى المفضلة
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خطبة الجمعة في زمن الحرب ..

بقلم : محمد حسن التل
10-12-2023 07:02 AM

من غير المفهوم الإصرار على أن تكون خطبة الجمعة منفصلة عن الواقع، وما هي الخطورة التي ستنتج عنها إذا ناقشت واقع الناس والأمة، ولماذا الإصرار على أن تكون المؤسسة الدينية بعيدة عن الناس، ولا تتمتع بثقتهم؟

خطبة الجمعة منذ إندلاع الحرب في غزة وهي تناقش قضايا وأمورًا بعيدة عما يجري على الأرض في فلسطين، من قتل للناس وكأن الحديث عما يجري لا يرتقي إلى مستوى أن يكون على منابر الجمعة، ولا ينتبه من يريد الخطبة على هذه الشاكلة بحجة عدم شحن الناس الى الفوضى، أن الناس بعد الصلاة مباشرة يملؤون الشوارع والساحات يهتفون لغزة ومقاومتها، فالناس مشحونة بالأصل بل ومقهورة نتيجة المجازر التي يرتكبها العدو هناك أمام العالم دون أن يتحرك أحد أو يرف له جفن، ويأتيك من يقول أنه لا يجب ان تكون الحرب على المنابر !!

لماذا الإصرار على أن تكون المؤسسة الدينية خارج الساحة، وأن تترك الساحة لغيرها كي يملأها؟ وما هي الخطورة من أن تكون خطبة الجمعة تنبع من أحاسيس الناس وعواطفهم وفكرهم بدل طرح مواضيع يشعر الذي يسمتع لها كأنها درس تربية إسلامية للصف الأول الابتدائي.

إذا كان الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني موقف متطور ومتقدم على مواقف الجميع في المنطقة، إزاء الحرب على غزة، وخطابه على المنابر الدولية هادر بالحق الأمر الذي جعل البلد كله يعيش حالة اصطفاف مع الأشقاء في فلسطين، ليأتي البعض ويريد المزاودة والتجديف خارج السرب بحجة الحفاظ على أمن الشارع متجاوزا أن الأمن له مؤسساته ودوائره التي تجيد حمايته وتحرص عليه أكثر من أي مزاود.

نحن لا نريد من خطبة الجمعة أن تعلن الحرب أو تحرض على الفوضى، ولكننا نريدها أن ترتقي إلى مستوى الموقف الرسمي والتفكير الوطني، فكما أشرت الناس متعطشة لسماع حديث ذو قيمة عن واقع الأمة والدعوة إلى وحدة الموقف والوقوف إلى جانب المظلومين في فلسطين، وعناوين أخرى ذات علاقة بما يجري.

لقد أصبحت قضية خطبة الجمعة وضرورة الارتقاء بها موضوع نقاش واسع على المستوى الوطني، لأهميتها حيث يجتمع الناس ينتظرون ما سيقوله الخطيب، وكما قلت، لا نريد من الخطبة أن تكون تحريضية أو تدفع إلى الفوضى، بل على الأقل أن تحظى باهتمام المصلين داخل المسجد وتحترم ذكاءهم وعلمهم وثقافتهم، فلا يصح أن يكون المصلين في معظمهم من المثقفين وحملة الشهادات العليا، ويأتون ليستمعوا خطبة تتحدث عن حسن الوضوء أو الخشوع في الصلاة في جو حرب ملتهب يقتل فيه أبناء الأمة شيبا وشبابا..



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012