هذه ليست المرة الاولى التي تظهر سوريا قوتها العسكرية ضدّ تركيا المتعجرفه.
ففي تهاية الثمانينات او بداية التسعينات من القرن الماضي (لا اذكر الزمان بالضبط وليسامحني التاريخ على ذلك) حاول الدرك التركي عبور الحدود السورية لملاحقة فاريين من سجن تركي يتبعون حزب العمال الكردستاني والذين دخلوا سوريا. وكانت النتيجة وبحسب ما اشيع وقتها داخل تركيا وبشكل غير رسمي عن سقوط 350 دركيا تركيا في المواجهة. في ذلك الوقت، كما في الوقت الحالي كان الجيش التركي يستبيح سيادة الاراضي العراقية وقتما يشاء ولم يكن العراق يملك ان يمانع بسبب انشغالة بالحرب مع ايران. وظن الاتراك ان الدخول الى الاراضي السورية لا يتعدى ان يكون نزهة لانهم كانوا يفعلون ذلك مع العراق الذي كان يخيفهم بدون اي تداعيات، فلم يتوقعوا من سوريا التي كانوا يعتبرونها ضعيفة ان تقاوم قواتهم. ولكنها فعلت وبجدارة وهذا ما غير حساباتهم السياسية والعسكرية تجاه سوريا.
أخي سعادة النائب السابق المحترم
كلامك ليس ترفاً فكرياً ولا لمجرد المناكفة أو التسلية , بل هو كلام في الصميم, و أرجو أن يتدبره أُولي الألباب ,,
وقبل فوات الأوان
وقبل أن تُفتح على سوريا الأبواب .
وأقصد أبواب جهنم
الموضوع يُذكرني بكيفية جرِّ العرب الى حرب خاسرة سلفاً عام67 بعد حادثة التراكتور وإشتباك الميغ السورية مع الميراج الإسرائيلية واتفاقية الدفاع العربي المشترك وقرار سحب قوات الطواريء الدولية من الحدود المصرية الإسرائيلية وإصدار قرار ناصري بوقف حرية الملاحة في مضائق تيران وشرم الشيخ والعقبة,,,
ولقد أصبت تماماً بقولك التالي :
" لقد تخلّت روسيا بكل صلافة عن حليفها الراحل صدام حسين ، عندما أُغدقت بالمليارات ووعدت بالمنافع ، وسهّلت مهمة الولايات المتحدة في العملية العسكرية عاصفة الصحراء التي انطلقت عام 1991 ، وتابعت ذلك في عملية الصدمة والترويع عام 2003 ، ليسقط العراق ...كل العراق ، بعد أن قدمته للولايات المتحدة الأمريكية على طبق من ذهب ، فالتاريخ سيعيد نفسه مع سوريا حين يجد الجد ، وروسيا معروفة بمواقفها المدفوعة الثمن سابقا ""
وكم أخشى على سوريا من روسيا . فتغيير الموقف الروسي 360 درجة يتوقف على مقدار التعويض الذي تطلبه للتخلي عن قواعدها في سوريا , تماماً كما تخلّت بل ورطت صدام حسين قبل هجوم عاصفة الصحراء بارسالها بريماكوف وسيطاً ومُفاوضاً بين العراق والغرب .
أدعو سوريا لأمرين هما :
1 - عدم توريط نفسها بحرب خاسرة .
2 - عدم الإعتماد الى ما لا نهاية على الموقف الروسي .
ومن الممكن إضافة نصيحة ثالثة وهي : عدم الإتّكاء كثيراً على إيران وذلك لدرء شُبهة الإصطفاف الطائفي والذي له معادين كُثر يشحذون سكاكينهم بانتظار إمـّا الفرصة السانحة , أو صدور الأمر بالتحرك .
وآخر نصائحي ورجاءاتي هو أنْ تتدبر سوريا الحكمة العربية القديمة والصالحة لكل مكان وزمان والتي تقول "" اللهم احمني من أصدقائي أمـّا أعدائي فأنا كفيل بهم ""
فكيف الحال وقد توالدت حول سورياصنوف جديدة من الأصدقاء, مع تنامي قُدرات العدو الشرس
حمى الله سوريا العربية من كل سؤ ومن أية جهة ومصدر
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .