أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مرسي رئيساً

بقلم : عميد متقاعد سامي المجالي
26-06-2012 09:27 AM

عضو مؤسس حزب المؤتمر الوطني الاردني


إنتهت الانتخابات الأهم وفاز مرشح الاخوان وهذا يعني فوزهم ومن تحالف معهم، والفوز الاعظم للعسكر 'المجلس العسكري' وأن قلوبهم على مصر بإحتكامهم للصناديق وحقيقي أنهم صمام الأمان، وبالتالي فوتوا الفرصة على كل المشككين والذين لا يريدون الخير لمصر.

في انتخابات الاعادة كانت مشاعري حيادية الى حد كبير، أعجبني تصميم شفيق المرشح المستقل على الرغم من كل المخاطر التي كانت تترصده والنعوت التي كان ينعت بها أقلها مرشح ما يسمى بـ (الفلول) ولكنه صمد واستمر للنهاية وأعطى للانتخابات نكهة خاصة كان المصريون أحوج ما يكونوا لها. أما مرسي فمن حقه وحق الاخوان المكافحين ومن مبدأ تداول السلطات خوض غمار تقلد المواقع الرفيعة وحتى موقع رأس الهرم وتحمل المسؤولية في مرحلة حساسة ودقيقة أشبه بالاسقلال أو بداية تأسيس الدولة.

منذ سقوط الشيوعية في عقر دارها وتفكك الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو وانتهاء الحرب الباردة وماتبعها من حرب النجوم مشروع ريغان ، اتجهت أنظار كل دول العالم صاحبة القرار الى الشرق الأوسط مخزن الطاقة ليس لإستهلاكها لأن الدول النفطية أحوج ما تكون الى بيعها ، بل التوجه كان للسيطرة عليها ، كذلك مواجهة الاسلام لأن الأيدلوجيا الاسلامية ترعبهم، وقناعتهم بأن كل الاتفاقيات والمواثيق لا تضمن سلوكيات الشعوب المسلمة.

التجربة الأهم هي تجربة رئيس وزراء تركيا نجم الدين أربكان عندما وحزبه في الانتخابات ولكنه لم ينجح عملياً فكان متعجلاً لإضفاء الصبغة الدينية على مناحي الحياة في تركيا على طريقة 'يقيم الدين في مالطا' متجاهلاً العسكر حراس العلمانية احفاد أتاتورك والذين سرعان ما انقلبوا عليه وحرموه ممارسة حقوقه السياسية لخمسة سنوات وهي الفترة المتبقية من عمره. وعلى العكس تماماً نجح تلميذه أردوغان الذي فهم الدرس بإستيعاب الجميع وبعد نجاحه الباهر في قيادة بلدية اسطنبول وفرض نفسه وحزبه بالمنطق بعد أن وصل بتركيا الى مصاف الدول المتقدمة معتمداً مفهوم أن لا اكراه في الدين.

خطابات مرسي أثناء الحملة كانت مطمئنه، حيث كان يعد انه اذا ما أصبح رئيس لمصر سينسحب من الإخوان وسيكون رئيساً لكل مصر وأن المواقع الرئيسية لن تكون حكر على الإخوان، ووصلت الوعود الى حد أن يكون احد نواب الرئيس من الأقباط ووعود كثيرة عدالة مساواة احترام الدستور فصل السلطات وعدم تغول أي سلطة على الأخرى وتعزيز أمن مصر وتحسين الجبهة الداخلية ولكن عليك أن تتذكر يا سيادة الرئيس أن فوزك على شفيق لا يعني انك أسرت قلوب المصريين فنسبة الذين صوتوا لك لا تتعدى 26 % من الـ 50 مليون مصري يحق لهم التصويت. وهذا يعني أن عدد كبير عزف عن المشاركة لأسباب عدة أقلها عدم قناعته لا بك ولا بشفيق.

وتجربة حكم جديدة ومسؤولية والواقع ليس كالاصطفاف في خانة المعارضة ما عليك الإ توجيه النقد وهذا أمر سهل يمكن لأي كان القيام به.الآن مطلوب حلول وبرامج وخطط ثابتة قابلة للتنفيذ والتزامات دولية.

الأقباط يشكلون نسبة تتجاوز الـ 10% أصحاب ديانة سماوية ولهم حضورهم القوي، حذاري التعامل معهم كأقلية والتشدق في كل المناسبات بأنك ستعطيهم حقوقهم لأن لأي مصري قبطي الحق أن يسألك من أنت الذي تمنحني حقوقي ؟! ويضيف الحقوق لا تمنح الحقوق تنتزع . اذا كنت تعني المساواة والعدالة ماذا يعني بناء المساجد ليس بحاجة الى أكثر من النية، وفي المقابل بناء الكنيسة بحاجة الى مراجعة العديد اذا لم يكن جميع أجهزة الدولة لبيان الرأي، وهل تتعامل الدولة مع موظفي دور العبادة المسيحية بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع موظفي دور العبادة للمسلمين والذين تخصص لهمم وزارة ترعى شؤونهم ومصالحهم ويخضعون لكادر وظيفي وتأمينات وتقاعد، في المقابل الأقباط يرعون مصالحهم بجهودهم الذاتية وليفسح المجال للجمعيات والمؤسسات الأجنية والمشكوك في نواياها والتي هي بالأصل واجهة لدول ذات أهداف ومآرب تقود بالتالي الى العنصرية الدينية وتبعاتها، علماً بأن القبطي يدفع الضرائب كما هو المسلم المصري ولم يعد هناك مفهوم للجزية، وعليه فالعدالة يجب أن تكون حقيقية وليست شكلية.

الموضوع الثاني الأهم هو المخاطر التي تحوم حول النيل شريان حياة مصر والمصريين، والإستهدافات من جهات متعددة لإضعاف موقف مصر ومصادرة قرارها، ففي الوقت الذي ابتعدت مصر عن دول المنابع بعد محاولة الإغتيال الفاشلة التي تعرض لها مبارك في أديس أبابا قبل حوالي عشرون عاماً.توجهت دول المنابع والقرن الافريقي من جانب واسرائيل من جانب آخر الى تطوير العلاقات الى مستويات قد تصل الى حد التحالف. وتذكرون أول تحرك خارجي لسلفا كير رئيس جنوب السودان بعد الانفصال عن الجسم العربي كان للقدس لتقديم الولاء والطاعة حيث تعامل معه قادة اسرائيل بأساليب جهنمية جعلته مبهوراً بكل ما شاهده وتعهد بأن يكون وكيل أعمال لا بلا حتى عبد مطيع ... وهذا ما حدث مع أسياس أفورتي رئيس أرتيريا.

أرجو في النهاية يا ريس مرسي أن لا يكون الإخوان هم مرجعيتك الوحيدة وكن حذراً من طغيان الصبغة الدينية على الدولة.وتعلم من تجربتي طالبان وحماس وعد الاستعجال. الترهل والتراجع هما نتاج تراكمات أسهم بها الجميع ، رتب أولوياتك ويجب أن لا تتجاوز الوعود حجم الامكانيات والقدرات.ستتفاجىء بخزائن فارغة وديون مرتفعة وقوى شد عكسي.
مع كل الأماني لك ولمصر بالتوفيق.




التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-06-2012 10:31 PM

مقال عرج على المفاصل التاريخية لحياة الأمة ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بانتخاب مرشح حركة الأخوان الاسلامويين ( كل المسلمون اخوان ) والأفضل أن تكون لهم صفة اسلامويه وليس اسما ....
كان الكاتب ذكيا جدا بتذكير الرئيس المصري أن من انتخبه هم 26% من عدد الناخبين وما نسبته وما نسيته 15% من سكان مصر وأن الذين امتنعوا عن التصويت لعدم القناعة بالمرشحين كانت اكثر من 48 % من الناخبين وأكثر من 60% من سكان مصر ... استقالة الرئيس من حزبه لكي لا يكون هناك حزبا حاكما وتعيين رئيس وزراء مستقبل ونواب من خارج الحركة الأسلامويه كلها تحسب لهذا الرئيس الفريد في التاريخ المصري وهو أول رئيس لمصر ينتخبه الشعب منذ أكثر من 7000 سنه , لا أدري لماذا قلص العسكر صلاحية الرئيس وهذه ليست لهم رغم اعتزازي واكباري بدور الجيش المصري الذي انحاز للشعب في ثورته ضد نظام مبارك
اتمنى أن تحذوا الدول العربية حذو شعب مصر وأن نجد أن الحكام كلهم منتخبون من الشعب وكذلك الحكومات ليخلص العرب من أنظمة القمع والقهر
اشكر الكاتب على هذه الاضائة المبهرة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012