أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


القنابل الصغيرة الملائمة للقتل.. سقوط امريكي حر.. وخداع معيب

بقلم : عدنان نصار
23-12-2023 07:56 PM

أمريكا ، زودت جيش الاحتلال بكل اسلحة الدمار والقتل ..ولعل التزويد قبل الأخير ما أعلنت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” بتزويد الكيان الصهيوني بأكثر من (5) الآف قذيفة نوع mk يزيد وزنها على 2000 رطل..والجمعة الفائتة أعلنت صحيفة “واشنطن بوست” ان أمريكا زودت الاحتلال الاسرائيلي “بقنابل صغيرة اكثر ملائمة لقصف الأماكن الحضرية”!! وفق تقرير “الواشنطن بوست” ..من المعيب حقا ان تصل أمريكا إلى هذا المستوى من الردة الإنسانية ، ومن المخجل حقا ان تزود أمريكا التي تزعم انها راعية لحقوق الإنسان بكل هذا الكم من السلاح لقتل الإنسانية دون أدنى خجل من أفعالها أمام الرأي العالمي ، ومن المهين لامريكا ان تفعل كل ذلك من أجل “إحتلال بشع” مارس وما زال أقذر حروب ضد الإنسانية عرفها التاريخ المعاصر .!
أمريكا ، التي تسعى لإنقاذ الروح المعنوية لجيش احتلال منهار عسكريا ، ومجلس حرب منحل خلقيا ، لا تقبض اي ثمن من الاحتلال ، بل تدفع كل ذلك من جيب المواطن الأمريكي ، وأرصدة عرب في بنوكها ..وهي ، اي أمريكا، يبدو أنها دفنت كل القيم التي تبجحت بها عبر تاريخها المبني أيضا على حساب دم الهنود الحمر ، ومثلما دفنت القيم ، دفنت أيضا رأسها بالرمال ، وكشفت عن ما تبقى من عورتها السياسية والاخلاقية ، وسقطت في وحل الجريمة بعد أن دعت إلى وليمة على شرف ما تبقى من قيم يحاول البيت الابيض الاحتماء بها ، ليجهز على الابرياء في غزة بعد أن تكالبت قوى عالمية بقيادة لئيمة من واشنطن على الدم الفلسطيني صاحب الحق والشرعية النضالية الممثلة بالمقاومة الإسلامية وأذرعها في غزة ..هذا التحالف والتكالب المخفي والمعلن والمخزي ، لكل الدول التي تتحد في تحالفها ضد غزة ، يكشف أيضا السقوط الاخلاقي لقيم كانت تلك الدول حتى وقت قريب تدافع عنها ، غير انها وقعت هي الأخرى في دائرة الشراكة في الجرائم الانسانية ضد العزل والابرياء لمحاولة قتل الكبرياء الفلسطيني ، وطمس هويته الوطنية عبر سلاح امريكي بإمتياز ، ومباركة أمريكية لا يتردد البيت الابيض في الإعلان عنها كلما اشتدت ضراوة النضال الوطني المقاوم في غزة ضد قوى الطغيان وجيش الإحتلال ..هذا الصلف الأمريكي لم يكن جديدا ، بل اعتدنا عليه منذ غزو بغداد وما تلاه من تخريب أمريكي متقصد في عدة بلدان عربية ، ولن يكون آخر الدم المسال بسلاح امريكي في غزة آخر المعارك الأمريكية السياسية المنحازة للإحتلال واعداء القيم الإنسانية ولا آخر المعارك العسكرية التي تخلو من كل القيم الاخلاقية .
أمريكا ، التي يبدو أنها تتلذذ بالانحدار السياسي والعسكري الاخلاقي ، لن تخرج لا هي ولا الاحتلال من (غزوة غزة) بأي نصر عسكري ، ولن يخرجا هذا الثنائي القبيح بأي نصر سياسي ، بل سيزداد الرصيد الأمريكي الذي يتقن فن الخسارة الاخلاقية سواء داخل أمريكا الشعبية ، أو في المنظومة الاوروبية التي بدأت بعض عواصمها بالتململ من أفعال الاحتلال الاجرامية ، وراحت بعض هذه العواصم نحو الخروج من دائرة الردة الإنسانية، لإنقاذ ما يمكن انقاذه من سمعتها الدولية .
لم ينفع مع أمريكا ولا تحالفها ولا جيش الاحتلال ، كل هذا التوثيق لجرائمها في غزة ، ولم تجد أصوات الضمير العربي والعالمي الشعبي اي اذن صاغية عند الأمريكان الذين يحملون صولجان الإنسانية ، وعلى ضفاف مائها يقف مشعل الحرية ..فأمريكا لا تسمع إلا صفير الحقد الصهيوني وزفير رئتهم الممتليء بالقطران ضد الإنسانية.
بصرف النظر عن اعداد الشهداء والجرحى والمشردين من بيوتهم في غزة ..وبصرف النظر رغم أهمية مشهد الأطفال والنساء الشهداء وقسوته ، انتصرت المقاومة الفلسطينية ، وسجلت شرف الموقف النضالي على مدى 77 يوما من عدوان صهيوني همجي..انتصرت المقاومة بكل تواضع عدتها وعتادها أمام قوى الطغيان وطائراتهم ودباباتهم ، وهو بطبيعة الحال انتصار يضاف إلى سجل شرف المقاومة الفلسطينية البطلة، وستذكر كتب التاريخ المعاصر ان السابع من أكتوبر لعام 2023 شكل انعطافة تاريخية في مسيرة وسيرة النضال الوطني التحرري الفلسطيني ، أمام جيش كنا نظن وفق “البروباغندا الإعلامية” الصهيونية الكاذبة ، ووفق تسويق اعلامي “ببغاوي” عند عواصم عربية انه “لا يقهر” ..لقد قهر الجيش الفاشي وتمرغت فخر صناعته “الميركافا” بوحل غزة ..، وها هو لواء النخبة في جيش العار ، لواء “غولاني” يسحب من غزة بعد تكبده خسائر لم تكن مطلقا بحسابات مجلس الحرب الصهيوني الذي ظن ان دخول غزة سيكون نزهة.!
أهداف العدوان على غزة لن تتحقق ، حتى وان اقامت أمريكا جسورها الجوية العسكرية الداعمة للاحتلال بشكل مكثف ، وهي أهداف تعد من ضرب الخيال عند ذهنية صهيونية مجرمة ، تكابر وتجاهر في فعلها الاجرامي ..غير أن المقاومة الفلسطينية البطلة ثابتة والله في علاه يرسل لهم المدد من طيور الأبابيل لترميهم بصواريخ النصر المؤزر ..(والله يؤيد بنصره من يشاء).
كاتب وصحفي اردني..

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012