أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


(نهضتنا)

بقلم : د . بسام العموش
26-12-2023 07:31 AM

كل الغيورين والمخلصين يتطلعون لنهضة هذه الأمة، وبالرغم من تناول الموضوع منذ ما يزيد على مائة سنة عبر الخطابات والمؤتمرات والندوات والكتابات إلا ان النهضة لم تتحقق ولن تتحقق إلا إذا:

١. زالت دولة الكيان الغاصب لأن بريطانيا ومن معها حينما زرعوها على أرض فلسطين كانوا يعرفون انها الشوكة التي ستقف في حنجرة أمة الإسلام فلا تنهض لان صوتها مخنوق بهذه الشوكة . ولعل السابع من الشهر العاشر لعام ٢٠٢٣ م قد قرع الجرس وبين أن زوال هذا الكيان ليس بعيد المنال اذا وجد من لديه إصرار وتصميم في هذه الأمة.

٢. كما أكد لنا السابع من الشهر العاشر أن عداوة الغرب لنا مستمرة وهي عداوة استراتيجية رأيناها في هرولة بايدن وبلينكن وماكرون شولتز وسوناك نحو الكيان وجلب المال والسلاح لهم . ولهذا فلا نهضة لهذه الأمة إلا إذا حددت من هم الأعداء لأننا نريد تحديد البوصلة فلا صداقة ولا عاطفة في السياسة . هذا هو الغرب القديم الحديث الذي حاربنا مائتي سنة بقيادة قلب الأسد ملك بريطانيا وها هو الغرب نفسه يحاربنا منذ مائة سنة وزيادة . يجب أن يكون هذا واضحا' للساسة والاتجاهات السياسية كما هو واضح للناس البسطاء منا ، ويجب ترجمة ذلك على أرض الواقع بحيث نبحث عن درب لا يقدم فيه للغرب ما يقدم له الان ويجب جرهم إلى نقطة المصالح وهذا لا يكون الا بصناعة الذات الأبية في الساسة .

٣. ولا يمكن لأمتنا أن تنهض بينما حقد الملالي في طهران ينخر جسد أمتنا في سوريا والعراق ولبنان واليمن ، ولا بد من صدهم فهم المعول الثاني الذي يهدمنا من الشرق بينما الهدم الغربي يتولاه الغرب بمعول الصهاينة . لا بد من إيقاف إيران خامنئي عند حدها وتحويلها إلى جارة محترمة تبني بلدها وتحترم جيرانها وتتقاسم معهم المصالح بعيدا' عن عقلية التوسع التي تسير عليها . والاكثرية من الشعب الإيراني تريد ذلك لولا هذا النظام المؤذي لشعبه وجيرانه في وهم حلم الإمبراطورية الفارسية حيث ينسى أن العالم لن يسمح له بذلك فهد الإمبراطوريات قد ولى ولا رجعة له .

٤. ولا يمكن أن ننهض إلا بزوال الدكتاتورية وتبني خيار الحكم المؤسسي الديمقراطي ذي الصناديق النظيفة المعبرة عن إرادة الناس دون تزوير ولا تلاعب ، فقد اكتوينا بنار : ما أريكم الا ما أرى ، بل لا بد من مشاركة الناس واحترام رأيهم لتتحول من حكم الشخص إلى حكم المؤسسة التي يتقلب فيها المسؤولون على الكرسي بطريق قانوني بعيد عن الدبابات والانقلابات وما السودان عنكم ببعيد .

٥. والنهضة لهذه الأمة لن تتم الا بتحديد هويتها الحضارية وهي الاسلام الذي يحترم من لا ينتمي إلى عقيدته فيتعامل معه بروح المواطنة القانونية . ولقد جربت أمتنا افكارا' كثيرة سقطت عند مؤسسيها وديارها بينما بعض أبناء جلدتنا لا يزالون يرددونها دون وعي .

هذه المحاور الخمسة هي قواعد الانطلاق نحو النهضة وبغير ذلك سنبقى نراوح ونتمنى ونتباكى ونشكو وربما تزداد المسافة بيننا وبين الهدف المنشود !! ..




التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012