أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ميليشيا المخدرات الأردنية

بقلم : سميح المعايطة
04-01-2024 09:21 AM

الوصف الحقيقي لما يجري على حدودنا الشمالية يجب أن يكون واضحا للجميع في الداخل، إنها محاولة سياسية لإحداث خاصرة ضعيفة في الحدود الشمالية وفتح الباب لسهولة مرور المخدرات والسلاح وربما المقاتلين، والغاية محاولة صناعة فوضى سياسية وأمنية في الأردن ليضاف إلى قائمة نفوذ الحرس الثوري.

الخطوة الأولى صناعة ميليشيات أردنية قوامها تجار المخدرات الذين يقومون على استقبال المخدرات في الأردن وتوزيعها في الأردن والمنطقة.

الأسلحة التي كان يحملها رجال التهريب ومن معهم من ميليشيات مسلحة كانت جزءا من تسليح رجال العصابة الأردنيين ومقدمة لتشكيل ميليشيات مسلحة من تجار المخدرات، ومنهم من أطلقوا النار على رجال الجيش خلال الاشتباكات الأخيرة من داخل الأراضي الأردنية، ميليشيات ولاؤها مصالحها وأرباحها في المراحل الأولى وتملك قوة عسكرية وأسلحة أكثر من أسلحة التجار والمهربين من قاذفات وصواريخ وسيارات مفخخة مثل التي كانت مع ميليشيات المهربين في آخر مواجهة مع الجيش.

ميليشيات التهريب عالية التجهيز مطلوبة لأمرين: الأول، لتحقيق القدرة على إنجاز عمليات التهريب إلى الأردن ومواجهة الجيش، والأمر الثاني القدرة على التهريب من الأردن إلى دول الجوار العربية في الخليج.

لكن من يقومون على هذه العمليات لديهم أهداف سياسية وأمنية في الأردن مثل إيجاد خاصرة ضعيفة أمنيا وعسكريا في حدود الأردن، أي مناطق يمكن من خلالها تطوير الأهداف من ميليشيات مخدرات إلى ميليشيات أخرى ليس بالضرورة أن تكون طائفية مثل من يريد صناعتها وتوجيهها، المهم أن تكون لديها مصالح تتفق مع مصالح من يدير الأمر، وقد شهدنا في العراق علاقات وثيقة بين القاعدة وإيران ثم بين داعش وإيران إلى درجة تسهيل مهمة داعش لإقامة 'دولة الخلافة' على أرض الموصل ونتذكر سرعة اختفاء الجيش العراقي آنذاك وكانت التسهيلات أيضا في الرقة الجزء الآخر من دولة الخلافة.

وهناك تجربة تجري خلال السنوات الأخيرة في الجنوب السوري لإنشاء ميليشيات من أهل المنطقة موالية لميليشيات إيرانية، واستغلال الوضع المعيشي للناس في هذا المجال، وهذا النموذج من الممكن أن تعمل التنظيمات الطائفية على تكراره في ساحات أخرى، أي تجنيد على قاعدة التهريب والمخدرات أو تجنيد لغايات الفوضى الأمنية والسياسية، وهذا إما بدافع الحصول على المال أو تحت شعارات قضية فلسطين والمقاومة، لكن الهدف إدخال الأردن إلى بوابة الفوضى الأمنية والسياسية.

وربما من يدرك معطيات الساحات العربية يعلم أن استغلال قضية فلسطين مدخل تجيده إيران وغيرها، وليس من الصعب إيجاد علاقات مع جهات تحت هذا العنوان لكن ما يجمعها هو النوايا السيئة للأردن والأردنيين.

ونتذكر الاشتباكات الأخيرة بين الجيش وميليشيات التهريب كيف ذهب البعض من داخل الأردن وخارجه وبدوافع الموقف السلبي من الأردن إلى إطلاق افتراءات؛ بأن ما كان مع المهربين سلاح يريدون تهريبه لفلسطين ونسي هؤلاء أن هذه الحملات على الأردن منذ سنوات، وأنها عصابات تريد الأذى بالأردن وإغراق المنطقة بالمخدرات، وان هذه الجهات التي تدير الميليشيات لديها القدرة على تهريب السلاح إلى فلسطين من الجولان وجنوب لبنان وهو تحت سيطرتهما لكن القصة ليست فلسطين.

ما أود قوله إن هذه الحادثة تعطينا مؤشرا على أن هناك من لديه الاستعداد وبدافع الحقد على الأردن أن يفعل أي شيء، وحتى رأينا قوى سياسية تعلق على كل حدث، لكنها صمتت ولم تعلن رفضها لاستهداف الأردن، وبعضها تحت النقد تحدثت بعد أيام.

مؤكد أن الدولة تحاول إدارة الملف أمنيا وسياسيا إضافة إلى الأداء القوي من الجيش، وأن الأردن لا يفضل الحديث الصاخب سياسيا ويحاول إيجاد حلول، لكن الأمر يستدعي أن يعلم الأردنيون أن هناك جهدا منظما، المخدرات إحدى أدواته، لكنه مخطط سياسي وأمني، وأن المطلوب استقرار الأردن بالدرجة الأولى.

الغد


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012