أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


دعكم من هذا الخطاب

بقلم : بلال حسن التل
09-01-2024 06:47 AM

لا تزال نسبة كبيرة من أبناء الأمة يلوكون خطاباً مهترئاً لا يسمن ولا يغني من جوع، وهو خطاب مبني على انطباعات من جهة، ومن جهة ثانية فأنه خطاب تثبيط وتخذيل، وهو من جهة ثالثة خطاب يؤكد سيادة عقلية القطيع التي تحول دون الاحتكام إلى قاعدة (فتبينوا) وهو من جهة رابعة خطاب تبريري يلوذ به البعض لتبرير العجز والتقصير من من يكثرون ترديده.

من ذلك ما سبق وإن أشرنا إليه من استمرار مهاجمة القادة والزعماء واتهامهم بالتخاذل، متناسين أن النصيحة أجدى وأنفع من الشتيمة كما أبلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. والنصيحة تعني أول ما تعني المفاتحة المباشرة.

ومن صور الخطاب التي يجب أن نتركها، هي صورة الإكثار من خطاب اتهام الأمة بالتقصير، متناسين ما اشرنا إليه سابقاً من أن الأمة هي أنا وأنت وهي مجموع أفراد الأمة، فلماذا ينسى كل منا نفسه، وينسى أهله و محيطه؟!، ولماذا لا يسأل كل منا نفسه ماذا فعل وماذا يجب أن يفعل لتغير دوره للتأسيس لتغير الواقع، مستذكرين قوله عليه السلام (عليك بخاصة نفسك).

هل يعتقد البعض أن نصرة غزة تكون بشتم الأمة ولومها من على شاشات التواصل الاجتماعي، ومن فوق المنابر، حتى إذا دعا الداعي لنصرة غزة بالتبرع بالمال أو الدم أو غير ذلك من صنوف الدعم المادي، كما تضاءل الجمع، وكثر البحث عن الأعذار للتملص من الدعم المادي. وغالباً ما يردد المتملصون أسطوانة مشروخة تقول (كيف ستصل؟) أو (سيسرقونها) وهو حال يتكرر كلما تعرضت الأمة للعدوان. وينسى من يرفضون بهذا الحال أن الله يجازي على النية، وأن المساعدات أو غالبيتها الساحقة ستصل إلى مستحقيها، فلا داعي لخطاب التبرير لتقاعسنا.

وأن الخلاص من خطاب التشكيك والتخوين والتخذيل بمقدار ماهو ضرورة، فأن ماهو أكثر ضرورة منه، هي استبداله بالخطاب التعبوي، الذي يستنهض الهمم ويبني على الإيجابيات، وهي كثيرة على أن يبدأ كل منا بنفسه وأسرته. خاصة وأن معركة طوفان الأقصى وفرت لنا الكثير الكثير من الإيجابيات التي يمكن البناء عليها.

من أول هذه الإيجابيات التي يجب البناء عليها أن من جملة الحقائق التي أكدتها معركة طوفان الأقصى، حقيقة ضعف العدو الاسرائيلي ووهنه، وهي حقيقة يجب البناء عليها لتبديد كل الأوهام التي شاعت حول قوة العدو وتفوقها. والإيجابية الأهم ما كشفته المعركة من تعطش الكثير من شباب الأمة وصباياها للعمل من أجل استعادة عزها ومجدها وتحرير إرادتها وأرضها. بعكس ما كان يشاع عن نسيان هذا الشباب لقضايا أمته والانصراف عنها، مما يفرض على الجميع احتضان جيل الشباب بحسن التوجيه التنشئة على قيم أمتنا.

لكل ما تقدم ولغيره نقول أن معركة طوفان الأقصى فرضت واقعاً جديداً على العالم عموماً، وعلى أمتنا على وجه الخصوص، خاصة من حيث صورتها وعدالة قضيتها المركزية في فلسطين، لدى الكثير من شعوب العالم، وكل هذا يستدعي منا خطاباً جديداً يُحفز ولا يخذل، ويوحد ولا يفرق، يزرع الأمل ولا ينشر اليأس.

الرأي


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012