طوفان الأقصى .. بلينكن وزير الشـيــطــان

الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

طوفان الأقصى .. بلينكن وزير الشـيــطــان

بقلم : اسماعيل الشريف
11-01-2024 09:51 AM

إسرائيل تنعم ليومنا هذا بثمار العمليات التي قادها كيسنجر بما في ذلك إرساء أسس اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر – إسحاق هرتسوغ، رئيس الكيان المحتل.سأل صحفي وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في مؤتمره الصحفي مع نظيره القطري في الدوحة قبل أيام: هل تدين الولايات المتحدة اغتيال الصحفي حمزة نجل الصحفي وائل الدحدوح، أجاب بلينكن بالنص:
إنني أشعر بأسف شديد وعميق للخسارة التي لا يمكن تصورها التي تعرض لها زميلكم وائل الدحدوح، لا أستطيع تخيل الرعب الذي عاشه وليس لمرة واحدة، بل الآن مرتين، وهذه مأساة لا يمكن تصورها، وهذا هو الحال كما قلت لعدد كبير من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء.
يتحدث بلينكن بطريقة توحي كأن حمزة قد فارق الحياة في حادث مروري أو بسبب صعقة كهربائية أو حتى نتيجة مشاجرة. ولكن الحقيقة هي أن الصحفي حمزة استشهد بوحشية بعد أن استهدفه الصهاينة بصاروخ أمريكي موجه. وكما لو لم يكن هذا الأمر كافيًا، تعرضت أمه وأخته وحفيدة أبيه للمصير نفسه القاسي في نهاية شهر أكتوبر الماضي. حاول الكيان اغتيال والده وائل من قِبل صاروخ أمريكي، ولكن فشل في ذلك بعد إصابته واستشهاد المصور الذي كان يرافقه، سامر أبو دقة، بعد أن مُنِع المسعفون من الوصول إليه لعدة ساعات.
لكن على الرغم من ذلك، لم يدن بلينكن الكيان الصهيوني بجريمة قتل حمزة وما يزيد على مائة صحفي آخرين قتلوا قبله.
لكي يظهر وزير الشيطان كأنه إنسان متعاطف، يتحدث عن إدخال المساعدات وتحقيق السلام الدائم. ولكن عن أي سلام يتحدث بعد أن استشهد أكثر من ثلاثة وعشرين ألف فلسطيني في ثلاثة أشهر، حيث يشكل الأطفال والنساء ثلاثة أرباع القتلى، ومع استمرار الاحتلال لمدة خمسة وسبعين عامًا، وهو يفرض نفسه على الأرض.
كشفت هذه الحرب بجلاء تام أن الكيان الصهيوني هو جزء لا يتجزأ من الإمبراطورية الأمريكية، ونتيجة لذلك، فإن الولايات المتحدة تشترك في المسؤولية مع الكيان الصهيوني. وأنه لا فرق أيضا بين المجانين الصهاينة كنتن ياهو وبن غفير وسموتريش وعصابتهم وبين الليبراليين الأمريكان مدعي الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية الذين يديرون المشهد من وراء الكواليس، ويقتلون أطفالنا ونساءنا، ثم يتصنعون الحزن، ويذكروننا أن لديهم أطفالاً كما يقول دائما بلينكن، وهو يقف على جماجم أطفالنا.
في نهاية العام الماضي غرد بلينكن: لقد كان عامًا خطيرًا للغاية بالنسبة للصحافة في جميع أنحاء العالم، قتل العديد وأصيب عدد أكبر بكثير، واعتقل المئات وتعرضوا للهجوم والتهديد لمجرد قيامهم بعملهم، أنا ممتن للغاية للصحافة؛ لأنها قدمت معلومات دقيقة، وفي الوقت كله..
وهل تصدق هذه الأكاذيب؟ كأن الإدارة لم تتحمل مسؤولية قتل العديد من الصحفيين في حروبها، وكأن الكيان الاحتلالي لم يستهدف الصحفيين عن عمد، ولم يقم بقتل عائلاتهم في محاولة يائسة لإسكاتهم بعد أن كشفوا جرائمهم، ووراء كل ذلك الولايات المتحدة.
لا فرق أبدا بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، الأول هو أداتهم في القتل والترويع وتنفيذ سياساتهم الخشنة والثاني هو الدبلوماسي الذي يأتي ويتحدث بحزن وتصنّع مدافعًا عن قيم الحضارة الزائفة.
ولا فرق بين بلينكن وبين جميع وزراء الخارجية السابقين، فعرابهم كيسنجر يداه ملطخة بالدماء، ويحدد الباحثون مسؤوليته المباشرة عن قتل ثلاثة ملايين شخص في فيتنام وكمبوديا ولاوس وتشيلي وتيمور الشرقية، وفي مقابلة صحفية تجيب مادلين أولبرايت: أن الثمن يستحق ذلك في معرض إجابتها عن موت نصف مليون طفل عراقي نتيجة الحصار، ومايك بومبيو يقول صراحة في محاضرة له: لقد كذبنا وغششنا عندما كان رئيسا لوكالة الاستخبارات الأمريكية.
يأتيك بلينكن بوجهه البارد وعينيه الحزينتين مرتديا بذلة وربطة عنق، ويتحدث بصوت هادئ متصنع وكأنه ملاك، ولكن جوهر عمله هو القتل والحصار والتجويع ورسم الانقلابات وإشعال الفتن ودعم الأنظمة العميلة والتخلص من المعارضين.
في الأسبوع الماضي تابعنا وثائق إبستين التي تتحدث عن تورط رؤساء سابقين للولايات المتحدة وسياسيين ومحامين وصحفيين في فضائح جنسية وطقوس شيطانية، اكّدَت صحة نظريات المؤامرة التي تشير إلى أن الشخص الذي يصل إلى السلطة والشهرة يجب أن يكون عضوًا في إحدى المنظمات الشيطانية، وأنه قد يُصَوَّر لكشفه إذا لم ينفذ المطلوب منه. قريبًا ستسقط الأقنعة وينكشف قبح وزراء الشياطين.

الدستور