بقلم : ضيف الله الحديثات
28-06-2012 08:52 AM
لا يختلف اثنان على ان قانون الانتخابات البرلمانية الذي صاغت مشروعه حكومة فايز الطراونة ، جاء مخيبا للامال ومنافيا لما اكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني في العديد من المناسبات واللقاءات بان الانتخابات النيابية سوف تجرى هذا العام من خلال قانون انتخابي عصري يلبي طموحات المواطنين ، كما ان الحكومة اكدت على انها تعمل بعقلية حكومة الدولة العثمانية اوائل القرن الماضي عندما كان يطلق عليها الاوروبيون الرجل المريض حيث وضعت حكومة الطراونة رأسها في الرمل ولم تلتفت لرغبات المواطنين وتوجهاتهم وكأنها بصدد اصدار قانون انتخابي لسكان احدى الدول الافريقية ولم يعنيها رأي المواطن الاردني بالقانون وتدخله بالامر من باب الفضول .
يتساءل الاردنيون اليوم اين مخرجات لجان الحوار الوطني التي اقامت الدنيا ولم تقعدها وجالت الاردن من الشماله الى الجنوبه ومن الشرقه الى الغربه تستمزج ارائهم حول الالية التي يرغبون ان يديروا بها انفسهم ، لما ذهبت ادراج الرياح من خلال تصرفات حكومية لا مسؤولة لا تفهم لغة الحوار.
قانون الانتخابات البرلمانية الحالي الذي يطلق عليه بعض المثقفين قانون حكومة الحرس القديم اقره مجلس 111 ومجلس الاعيان الذي بدأ مرعوبا عند مناقشته هذا القانون زاد الطين بله حيث لم يضع البلد في عنق الزجاجة فحسب بل قسم الدولة لشقين الحكومة والبرلمان من جهة والرعية من جهة اخرى وعمق حدة الخلافات ورفع سقف الشعارات والمطالب وألب وحرك الاغلبية الصامته .
قانون الطراونة والدغمي مرفوضا من السواد الاعظم من الاردنيين وهو اعادة صريحة لقانون الصوت الواحد وتأكيد لمقولة كأنك يا ابو زيد ما غزيت ، كما انه وضع جلالة الملك امام خيارين لا ثالث لهما اما رجال الحرس القديم (كله تمام يا سيدي) او الشعب المثقف المنفتح على العالم الخارجي المدرك لما يدور حوله بعد ان بدأت الفعاليات الشعبية والنقابات والاحزاب تتوسل وتستغيث بجلالته بان لا يصادق على قانون الانتخابات وان يستخدم صلاحياته الدستورية بان يعيد القانون للحكومة ومجلس النواب .
فالاستغاثات والصرخات التي يطلقها الاردنيون اليوم اكدت بصورة لا تقبل التضليل او الشك حب الاردنيين لوطنهم وملكهم وانهم ضد ان تنزلق عمان الى دوامة لا يعلم نهايتها الا الله كما انزلقت بعض العواصم العربية .
ومن هنا فان جلالة الملك عبد الله الثاني عودنا ان يكون دائما منحازا لصف المواطن في جميع قضاياه فتدخله اصبح حتميا ليعيد الامور لنصابها الطبيعي وسينتصر لارادة الشعب .