أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


طوفان الأقصى خسارة بايدن للانتخابات

بقلم : اسماعيل الشريف
11-02-2024 07:45 AM

«أي عضو في الكونغرس يعرف أن أيباك مرتبطة بشكل غير مباشر بكميات كبيرة من الإنفاق على الحملات الانتخابية إذا كنت معهم، ومبالغ كبيرة ضدك إذا لم تكن معهم»، بريان بيرد، نائب سابق في مجلس النواب الأمريكي.
يواجه الرئيس الأمريكي بايدن تحديًا مصيريًّا في إيجاد حل لوقف إطلاق النار في غزة؛فالحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني تهدد مصداقيته وشعبيته وتقوض فرص نجاحه، فدعمه المطلق لها جعله شريكًا في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، فيداه ملطختان بدماء الفلسطينيين تمامًا كما الصهاينة، مما أدى إلى تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها، أضف إلى ذلك غضب واستياء الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، التي رفضت التعامل معه أو مع أي ممثل لإدارته، وصار واضحًا أنه خسر تلك الأصوات التي كان لها دور كبير في دعمه وانتخابه للوصول إلى سدة الرئاسة.
تُظهر استطلاعات الرأي أن ترامب يتفوق عليه، وهذا أمر غير مألوف؛ فمن النادر أن يفشل رئيس في الفوز بولاية ثانية، إذ لم يحدث هذا الأمر سوى عشر مرات فقط في تاريخ الولايات المتحدة.
ومع ذلك، يظل الحزب الديمقراطي متمسكًا بمرشحه بايدن، وهذا أمر متوقع فمن غير المعتاد أن يترشح أحد من الحزب نفسه ضد رئيسه، لأن ذلك يضعف الحزب ويجعله منقسمًا، ويمنح الحزب المنافس فرصة أكبر للفوز في الانتخابات.
ولكن ليس سهلاً على أي رئيس أن يصل إلى البيت الأبيض في الولايات المتحدة دون الحصول على التمويل اللازم لحملته الانتخابية، وهذا يتطلب التفاوض مع الجهات المانحة والتنازل لشروطها وإرادتها؛ ومن أبرز هذه الجهات لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، التي تمول المرشحين الذين يؤيدون سياسات الكيان المحتل.
ويمكن معرفة من حصل على أموال أيباك من خلال رؤيته بعد الفوز وهو يرتدي القبعة اليهودية (الكيباه) ويتوجه إلى حائط البراق للصلاة متباكيًا، فهذا يعكس العلاقة المتبادلة بين الرئيس الأمريكي وأيباك، والتي تتلخص في مقولة: «حك ظهري أحك ظهرك».
وقد كشفت حرب غزة -التي يطلق عليها الحرب الكاشفة الفاضحة- عن حقائق مهمة، ومن ذلك أنها فتحت أعين الناس على أن رؤساء أمريكا ليسوا سوى دمى يحركهم الصهاينة والشركات الكبرى التي يملكها الصهاينة، وقد اكتشف الناس هناك أنهم لا يملكون القدرة على اختيار رؤسائهم وسياسييهم من خلال الانتخابات، بل إن إسرائيل هي التي تتحكم في الانتخابات من وراء الكواليس.
لذلك فهم يشعرون الآن بالغضب والإحباط، وينظمون احتجاجات ضد الحرب ومجازر الأطفال في غزة، ولكن لا أحد يستجيب لهم، ولا حياة لمن تنادي.
سيبدأون باتخاذ إجراءات، يحاولون استعادة السلطة إليهم، ويظنون أنهم لا يستطيعون تحقيق ذلك بمفردهم، بل إذا تكاتفوا وتعاونوا يمكنهم النجاح بمعاقبة رئيسهم ونوابهم، عندما يقررون عدم التصويت لهم لأنهم يدعمون الكيان الصهيوني على حساب مصالحهم وقيمهم ومبادئهم.
إنها حرب كاشفة للحقائق فلأول مرة تظهر (أيباك) والمنظمات الشبيهة لها إلى العلن، بعد سنوات طويلة من العمل في الظلام، حيث كانت تتحكم في الساسة دون حسيب أو رقيب.
نعلم أن المرشحين هناك يسعون إلى الوصول للسلطة، حتى لو اضطروا إلى التحالف مع الشيطان، مع (أيباك)، ولكنهم إذا عرفوا بأن يد الشيطان قد تخسرهم الانتخابات فسيقطعونها.
إذا خسر بايدن الانتخابات القادمة، سيكون ذلك رسالة واضحة إلى المرشحين بأنهم يجب أن يختاروا بين مصلحة الولايات المتحدة ومصلحة إسرائيل، فلم يعد الشعب الأمريكي والصهاينة على نفس الجانب.
في الانتخابات القادمة، قد ينجح ترامب أو منافسته نيكي هايلي، ولكن ليس بسبب تأييد الناخبين لهما، وإنما بسبب رفضهم لـبايدن بعد أن أصبح شريكًا في سفك دماء الفلسطينيين وتلوثت يداه بدمائهم.
قد تساهم أيباك في نجاح أي منهما، ولكنه قد يواجه نفس المصير الذي سيواجهه بايدن ويخرج بنفس الطريقة المهينة التي سيخرج بها إذا استمر في دعمه المطلق للكيان.
سنرى في المستقبل رؤساء أمريكان يطلق عليهم - كما يقال - «معادين للسامية»!.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012