أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أخلاق

بقلم : شحادة ايو بقر
14-02-2024 11:36 PM


أخلاق
عن الرسول (محمد) وقد أعلن صلى الله عليه وسلم جوهر رسالته، قوله: إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق.
وفي ما يروى عن آل البيت الأطهار أن أم الحسن رضي الله عنها سألت أبا الحسن كرم الله وجهه، ما أحسن الحسن، قال الخلق الحسن.
ونزيد من قولنا نحن العامة قول الشاعر:
هي الأخلاق تنبت كالنبات/ إذا سقيت بماء المكرمات.
وحتى في تعاملاتنا الرسمية نحن البشر، جسدنا مفردات حسن السيرة والسلوك كمتطلب لتولي مسؤولية المواقع العامة والخاصة.
اجتهادي الشخصي يقول: إن الخلق الحسن هو المقدمة الأولى للإنسانية، التي تنآى بالفرد عن مواضع الزلل والخروج عن ناصية السلوك المقبول اجتماعيا، كي لا تخرج به الحياة عن جادة ما أراده الله سبحانه له من خلق كريم، ولكي يحظى بصفة المحترم التي ترقى بالنفس البشرية صوب أرقى مراتب العفة والشرف.
لو سادت قيمة الأخلاق وهي أعظم قيمة في الوجود لارتباطها بالإيمان، لساد في المقابل العدل والحق، ولما كان في هذا العالم مظلوم ولا شقي ولا محروم، ولازدهرت الحياة الفانية حتما، في أبهى تجلياتها.
مؤسف لا بل ومؤلم وحتى محزن، أن الواقع الذي تعيشه البشرية اليوم، هو في الغالب بخلاف ذلك.
الناس أو معظمهم، ناسون لاهون متناحرون كل يريد أن يقصي الآخر حتى لو كان من أقرب الناس، والأغلبية في صراع على المكاسب والمناصب والمغانم والمال، كما لو كانوا في حالة حرب أبدية لا تنتهي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فالقابض على أخلاقه كالقابض على الجمر!!.
معظم البشر اليوم يعيشون يومهم في ستة أقنعة، قناع يظهر حقيقته كما هي إن كان وحيدا في غرفة مغلقة، وقناع إن كان مع زوجته وحدهما، وقناع إن كان مع أسرته، وقناع للشارع، وقناع لمكان العمل، وقناع للمناسبات.
في واقع كهذا يغدو صعبا جدا أن تحكم على حقيقة جوهر شخص ما، فقد تتحدث معه بقلب مفتوح لا سواد فيه، لكن تكتشف أن من ظننته طيبا ليس كذلك، ومن ظننته مسكينا فإذا هو ذو مخالب، ومن ظننته راقيا في خلقه، فإذا هو في الدرك الأسفل.
الحقيقة الدامغة أن هذا الكون كله إلى زوال، وأن القبر لا بد منه في ثانية لا أحد يعلمها، وأن الله الغفور الرحيم شديد العقاب أيضا لمن كان خلقه شاذا والعياذ بالله.
لست واعظاً ولا ادعي الخلق الحسن، لكنني أمقت الظلم أيا كان مصدره ومبرراته الواهية.
أسأل خالق الموت والحياة سبحانه، أن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل وأن يكرمنا بالخلق الطيب الحسن.
ختاما.. ورزقي على الله، فلو سادت الأخلاق في هذا العالم، لما جرى ما يجري في غزة الجريحة اليوم على أيدي ظلمة لا يقيمون للأخلاق وزنا قط.
الله من أمام قصدي.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012