أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قيم عالم اليوم بلا قيمة ..فأين نحن في الأردن منها ؟

بقلم : شحادة ايو بقر
07-03-2024 07:28 AM

معضلة عالم اليوم، هي أن القيم الجليلة الجميلة التي كانت وسادت في زمن مضى، تراجعت، ثم بادت، إلا ما ندر!.
أيام زمان، كانت الغلبة للقيم السامية على نظيرتها من قيم ليست بقيم من منظور إيجابي. كان هناك ضمير جمعي عالمي حي إلى حد كبير، واليوم ولسوء حظ البشرية كلها، يبدو هذا الضمير على وجاهة ضرورته، في عداد الموتى، وأرجو أن لا أكون قد بالغت.
في زمن طويل مضى، كانت القيم العظيمة ومنها وعلى سبيل المثال لا الحصر، الصدق والأمانة والعدل والحق ونصرة المظلوم والتكافل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات وحتى الدول، قيم سائدة لا تقدر بثمن مادي قط.
اليوم حال العالم مختلف تماماً، إذ لا تجد قيمة مما سبق وأشرت، إلا وتقابلها قيمة مادية أو مصلحة شخصية أو خاصة، وبدون ذلك فلا وجود لقيم حقيقية.
ترى، ما الذي أوصل العالم إلى هذا الحال، ولماذا غاب عن ساحات القوى الكبرى أي وجود لرجال دولة يصنعون الفرق الإيجابي في حياة الشعوب على هذا الكوكب، ولماذا غابت علاقات الصداقة الحقيقية بين الدول، وترسخت بدلاً منها علاقات تبادل المصالح فقط، أي بمعنى لا أعطيك إلا بمقابل، حتى لو جافى هذا المقابل مصالحك الاستراتيجية الوطنية.
هذا حال لا يرضى عنه الله تعالى، وهو ينتج عالما من طابقين، سفلي مسحوق مظلوم صابر، وعلوي متخم مهيمن ظالم.
لو كان في هذا العالم قادة ومفكرون وسياسيون فاعلون يؤمنون بالقيم التي عنها اتحدث، لما كان حال العالم على ما هو عليه اليوم من حروب ودمار وقتل وتشرد وفقر ومرض وجهل، ليس أقلها المذبحة التي تتعرض لها غزة اليوم، بينما يناقض كبار العالم أنفسهم في الحديث نظرياً فقط، عن سلام وعدل وحرية وحقوق إنسان.
أردنيا، ومن دون تحيز، أعتقد أن هذا البلد المبارك بإذن الله، يمثل حالة فريدة بين الأقران، في احترام القيم الكريمة، ولكن، ماذا بمقدور الأردن أن يفعل أكثر مما يفعل، وهو الذي غدا جزيرة آمنة مستقرة وسط بحر غاضب يموج بالدم والقتل والتهجير يسعى كل كل قطر فيه لضمان مصالحه هو فقط، ولو على حساب مصالح غيره.
الأردن الصابر بكل ما فيه، مطالب بأن يحذر جيداً، وأن يتحوط جيداً وأن يستشرف المستقبل جيدا، في ضوء ما يقال وما يخطط سراً وعلناً، كي ينجو من أية مخططات ظالمة أو مفاجآت صادمة، وما أكثرها في هذا الزمن.
قبل أن أغادر وأجري على الله لا على أحد سواه، الأردنيون ومن كل المشارب، مدعوون إلى الالتفاف حول بلدهم وبقوة وصدق كعادتهم تاريخياً، فالأجواء الإقليمية والدولية مشحونة تماماً بالخطر، وبما يحاك خلف أبواب مغلقة نسأل الله أن لا يصيبنا منه شيء.
الأردن أمانة في عنق كل أهله، وحدة صفهم وكلمتهم وموقفهم معه، فيها نجاة كل فرد على أرضه، وإلا فإن تركناه لا سمح الله لعبث العابثين، فإن حالنا لن يكون كما نريد ونتمنى. الله من أمام قصدي


الرأي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-03-2024 02:23 PM

نعم سيدي والف نعم
" ماذا بمقدور الاردن ان يفعل اكثر مما يفعل "
اضم صوتي الى صوتك ، ولا يكلف الله نفساً الاّ وسعها .

اللهم احفظ الاردن بكل اركانه وادم علينا نِعمٌ لا يقدّرها الاّ من حرم منها.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012