أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الزميل مأمون المساد يكتب : غوانتانامو - غزة

بقلم : مأمون المساد
11-03-2024 10:51 PM

لا أعلم والمشاهد التي اتابعها من قطاع غزة تحملني إلى مشاهد معتقل غوانتانامو سيئ الذكر، حيث المشاهد القاسية وغير الإنسانية والمهينة، والبعيدة عن عين القانون وقيم الحضارة وحقوق الإنسان تتكرر في سريالية القتل والتعذيب والتجويع التي يمارسها جيش الاحتلال الاسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في عقوبات جماعية لا يمكن توصيفها الا بجرائم الحرب اللانسانية على سمع العالم وبصره.
ازدواجية المعايير الدولية عموما والأمريكي خصوصا في إدانة هذه الجرائم اللامتناهية جعلت احرار العالم يعلنون وفاة القانون الدولي والإنساني امام عجز المؤسسات الدولية (الجمعية العامة للأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، محكمة العدل الدولية،... ) عن ايقاف مجازر الموت والقتل بالقصف والتجويع ومنع المساعدات الإنسانية، وأمام غطرسة السياستين الأمريكية والاسرائيلية إلى التعامل بالمبادئ الاممية التوافقية والاتفاقيات التي اقلها أن توقف إطلاق النار وتأمين ممرات آمنة لدخول الاغاثات والمساعدات.
لقد استنسخت إسرائيل المتطرفة عقيدة وسلوكا نموذج غوانتانامو وبشكل أوسع ومتطور فالسجن في تلك الجزيرة النائية والمنشأ في عام 2002، ضم نحو 800 رجل رفضت واشنطن حينها تصنيف الأسرى كأسرى حرب، بل سعت إدارة بوش عمداً إلى حرمانهم من حقوق الإنسان الأساسية، وفي غزة بدأ السجن الأكبر فعليا في العام 2007، إذ سعت إسرائيل إلى حصار خانق فرضته إسرائيل على حركة الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة براً وبحراً وجواً، حيث أعلنت إسرائيل التي تحكم حدود القطاع من 3 نواحي أنه وبعد إنسحاب لها عرف بخطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية في سبتمبر 2005 لن يكون للفلسطينيين سيطرة على جانبهم من الحدود مع مصر،وأحكمت إسرائيل الحصار على القطاع مانعة أو مقننة دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية وتردي الخدمات الأساسية، أما بعد 7 أكتوبر 2023 فالواقع لا يمكن وصفه من فظاعة الجرائم التي تمارس على أبناء غزة، فتهجير نحو 1.5 مليون وحصرهم في مربع لا يتجاوز 3 كيلو مربع بلا ماء ولا غذاء ولا دواء والقصف يأتيهم من فوقهم ومن تحتهم في خيام مكتظة بالجرحى والمرضى، واعتقال الأطفال والمدنيين وتعرية اجسادهم في برد الشتاء القارص.
وفي ذات المشهدية بين غوانتانامو الأمريكية، غوانتانامو الإسرائيلية فإن الاحتكام للقانون والاستماع لصوت الضمير الإنساني مغيبان تحت ذريعة حماية امنهم، وأمن وجودهم ومحاربة قوى الارهاب الذي صنع على أعينهم وبأيديهم ومن الممارسات والجرائم التي فجرت الواقع إلى ما هو عليه اليوم.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012