أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الرئاسة للإخوان والتشريع للعسكر والحكومة لمن؟

بقلم : طاهر العدوان
02-07-2012 12:32 PM

بالتأكيد سيدخل الاخوان الى القصر الجمهوري مع الدكتور محمد مرسي، والقول بانه رئيس لكل المصريين لا يغطي هذه الحقيقة،صحيح ان الريس يبقى هو الريس، كان ذلك قبل ثورة ٢٥ يناير وسيظل بعدها. لكن لا يزال هناك طريق طويل امام مرسي حتى يكون رئيساً بحق. فالمجلس العسكري لم يسلم له السلطة بشكل كامل بعد ان قام بخطوته الاستباقية قبل الانتخابات حيث انتزع لنفسه ليس فقط جزءا هاما من صلاحيات الرئاسة وانما أيضاً استحواذه على سلطة التشريع، فالبلد ستحكم خلال الأشهر الاربعة المقبلة بالقوانين المؤقتة، وهي الأشهر التي سيشكل فيها المجلس العسكري اللجنة الوطنية للدستور تمهيدا لاجراء انتخابات جديدة لمجلس الشعب.
إذن الرئاسة للإخوان والتشريع للعسكر ويبقى السؤال الى من ستكون الحكومة ؟
ستكون للمستقلين وللقوى الليبرالية والثورية (او جزء منها) التي وقعت مع الدكتور محمد مرسي اتفاقا قبل اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية تعهد فيه بتشكيل حكومة مستقلة، هذا اذا أوفى بوعده. وفي غياب دستور يحدد صلاحيات الرئاسة وبعد حل مجلس الشعب بقرار من المحكمة الدستورية فان مصر مقبلة على مرحلة استقطاب بين ثلاث قوى. الاخوان في القصر الجمهوري والمجلس العسكري في وزارة الدفاع والحكومة المستقلة والثورية والليبرالية، مع عدم تجاهل قوة رئيسية رابعة (لا تحتاج الى استقطاب) وهي القضاء الذي اثبت انه يملك من قوة التغيير في مسار الاحداث ما يوازي القوة الشعبية في نادي التحرير.
لقد حافظ القضاء المصري على نفسه بمواجهة محاولات نزع الشرعية منه الى صالح ما سمي بالشرعية الثورية وبذلك ساهم بالحفاظ على الدولة المصرية ليسد الفراغ الحاصل بعد إسقاط النظام، تماماً كما فعلت القوات المسلحة. وعزز القضاء استقلاليته من خلال عدة قرارات تظهر عدم انحيازه: الحكم بالمؤبد على الرئيس السابق ورموز حكمه، الحكم بعدم دستورية الانتخابات وهو ما اغضب الاخوان، الحكم ببطلان (الضبطية العدلية) التي تسمح للاستخبارات العسكرية اعتقال المدنيين وهو ما يلبي مطالب الاسلاميين والقوى الثورية، التمسك بالنتيجة التي أفرزتها صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية بعد مماطلات استعادت المخاوف من تكرار سيناريوهات النظام السابق في التزوير.
مصير العلاقات بين هذه الأطراف (الاخوان، المجلس العسكري، القوى الليبرالية والقومية) سيحدد مستقبل مصر فأما استقطابات واصطفافات حادة او الوصول الى تفاهمات تقيم توازنات بين مختلف القوى بما يقود الى الاستقرار والأمن، وهنا يكون دور الرئيس محمد مرسي مركزيا في السلب والايجاب. والتحدي الرئيس الذي يواجهه هو إطفاء المخاوف التي تجتاح قطاعات واسعة من المصريين، هذه المخاوف التى جعلت من احد أركان نظام مبارك منافسا قويا له في الانتخابات الرئاسية ف(ال١٢ مليون) مصري الذين صوتوا الى اخر رئيس وزراء في عهد مبارك ومنحوه اكثر من (٤٨) بالمئة من الأصوات لم يكونوا فلولا وانما مصريون لهم مخاوفهم من استحواذ فئة بعينها على مصر، والمخاوف من وضع دستور (لا يكتبه) جميع المصريين هي التي تمنح المجلس العسكري القوة في لعب دور الحفاظ على مدنية الدولة والحفاظ على الحريات بعد ان أظهرت بعض مداولات مجلس الشعب المنحل تطرفا نحو دولة دينية تريد ان تقحم مصر ومعها العرب في تجارب أفغانية وخمينية أثبتت انها الأشد خطرا على الاسلام لما أشاعته من موجات التكفير والاقتتال والانقسام.
لقد سمع المصريون كلاما متشددا كما تقول عضو مجلس الشورى منى مكرم عبيد، مثل فرض الجزية على الأقباط وعدم توليتهم المناصب العليا بما يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية، كل ذلك يفرض تحديات كبرى على الرئيس مرسي اذا أراد لمشروعه النهضوي ان يكون للمصريين جميعا، يحقق لهم ما ثاروا من اجله من طلب للحرية والكرامة بإطار دولة مدنية تحافظ على الخصوصيات الثقافية وعلى حرية المعتقد.
كما ان عيون العرب وليس المصريين فقط مركزة على الدور الذي سيلعبه الاخوان المسلمين من القصر الرئاسي، هل سيكون مع الحرية والكرامة والديموقراطية بتطبيقاتها العالمية والإنسانية في الدولة المدنية ام اننا سنشهد محاولات بائسة لإعادة انتاج أسا ليب الاحزاب القومية في الحكم التى قادت شعوبها الى الفساد والحروب والاقتتال الاهلي !


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-07-2012 12:49 PM

*- لن اتحدث عن الموضوع المصري اللذي هو لب المقالة اعلاه لكني ساتحدث قليلا بما يهمنا هنا في الاردن عن كاتب هذه المقالة .
*- اتذكرون (محمد العوران) و ( سميح المعايطة) و (حسين مجلي) و (فهد الخيطان) و كاتب هذا المقال ما قبل التعيينات و ما بعد التعيينات الوزارية !!!؟؟
- كل هؤلاء كانوا يعتبرون ما قبل تقلدهم للمناصب قلم او جنود الحق في زمن السكوت لكن سبحان الله ما ان تبدت لهم رائحة السامسونايت و المرسيدس و بوديوم مركز الثقافة الخاص بالوزراء حتى انقلبوا على كل مفاهيمهم و مبادئهم و اصبحوا اسوء من النظام
*-ان خطر هؤلاء عظيم فكاتب المقال هو المشارك بحكومة قامت بتخريب الحياة السياسية و تورطت بقضايا فساد كبيرة اهمها بيع الفوسفات و تسميم ساكب و منشية بني حسن و تزوير انتخابات 2007 (بالرغم من ان الرجل لم يكن وزيرا حينها لكن الجريمة على المبدأ بقبول المنصب في وزارة مشبوهة) و هذا الرجل اعلاه هو اول من برر قمع حركة 24 اذار و كذب علنا بخصوصها و برر قتل احد المشاركين اللذين قالو عنه انه مات بالجلطة وان من تبعات الجلطة تكسر الاسنان و تهشم الضلوع !!!!
*- الجريمة المرتكبة الآن هو انهم اصبحوا يتحدثون بكل جرأة عن تجارب الغير الديمقراطية و يبينوا رأيهم فيها !!! ما شاء الله !!!! لا يا رجل !!!! انا لا انكر حق احد في تبيان رايه لكن التاريخ لا يرحم و الحياة موقف اما ان نصمد به او نسقط

-يا اخوة احذروا هؤلاء .. نصيحة .

2) تعليق بواسطة :
02-07-2012 03:04 PM

هؤلاء اعمده التمثيل الفاشل وهم من جماعه الذهبي

3) تعليق بواسطة :
03-07-2012 05:27 PM

لقد أثبت طاهر العدوان والذين مثله-
وأعني من كان في صف الشعب وقاموا بصيده
في منصب-أنهم اخطر على الشعب من اولئك
المعروفين اصلا انهم ضد مصلحة الشعب على
طول الخط.لأن هؤلاء(المعارضين-الموالين)أفقدوا الشعب الثقة بكل معارض باعتباره يعارض من اجل منصب.

4) تعليق بواسطة :
03-07-2012 06:19 PM

لماذا التحامل على اناس ثبت صدقهم وعدم انحرافهم؟؟؟ هل نسيتم ام تناسيتم موقف طاهر العدوان حينما قدم استقالته احتجاجا على حزمة تعليمات تستهدف الصحافة والمواقع الاخبارية.
نحن شعب سرعان ما ننقلب على ثوابتنا وعلى رجالنا، فاتقوا الله وقولوا قولا سديدا تكسبون به اجرين معا.

5) تعليق بواسطة :
03-07-2012 08:05 PM

*- مفهوم "الرجالات" او الثابت هي من المفاهيم المطاطة التي اصبحت تقال جزافا هكذا دون اي مرجعية معيارية , و اصبح الرجل لدينا او اي احد شريفا او قبيحا بناءا على موقف او موقفين !! و من الممكن ان تكون هنالك تفسيرات عدة خلف هذا الموقف !!!
*- استقال بسبب حزم التعليمات التي تخصه و التي تعدته شخصياً , بينما حقوق المواطنين ومن ضمنها 24 اذار , وحق المواطن الذي قتل , وحق الناس في معرفة كيف هرب خالد شاهين !! و المشاركة في حكومة ثبت فسادها من اولها لاخرها و تبرير سياسات الحكومة المهينة للشارع!! كلها تغفر بسبب استقالة !!!
فرق شاسع بين النصرة للذات و النصرة للوطن .

6) تعليق بواسطة :
04-07-2012 11:16 AM

احسنت يا دكتور اللي بالرجال ينعد بالمناسبة هل مازلت في الصين تحياتي

7) تعليق بواسطة :
04-07-2012 01:40 PM

كلام السيد محمد السكر صحيح وبليغ ومزبوط واتمنى على طاهر العدوان ان يعتزل الكتابه....

8) تعليق بواسطة :
05-07-2012 05:54 PM

الى المتابع النشط محمد السكر العدوان والاخوة المعلقين الذين ايدوه ..رغم اعجابي بلغتك الممتازة وجرأتك في قول الحق وموافقتي على الكثير مما تطرحه الا اني اخالفك هنا في هجومك الغير مبرر على استاذنا الكبير الذي سجل موقف باستقالته الشهيرة التي قلما حدث ان فعلها وزير او حتى غفير في حكوماتنا
المتعاقبة...شكرا لمشاكستك الجميلة ونحن بانتظار مقالات وليس تعليقات رغم انك بالنسبة لي على الاقل ملح موقعنا موقع
كل الاردن.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012