أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ميناء بايدن العائم

بقلم : أحمد ذيبان
17-03-2024 12:48 AM

تساؤلات عديدة تطرحها خطة الرئيس الأميركي جون بايدن، لانشاء ميناء بحري عائم مؤقت على ساحل قطاع غزة سيقوم الجيش الأميركي بإقامته، لإيصال المساعدات الإنسانية عبر البحر، إلى سكان القطاع انطلاقا من قبرص.
الذي بدأ سلاح التجويع بدأ يفتك بالغزيين، كسياسة ممنهجة تستخدمها قوات الاحتلال الاسرائيلي، وأول هذه الاسئلة وأهمها أن عملية انشاء هذا الميناء ستستغرق نحو شهرين كما صرح مسؤولون أميركيون، وهل سيبقى سكان القطاع يتضورون جوعاً، طيلة هذه الفترة بانتظار «الترياق» الذي سيأتي من واشنطن؟ بعد أن خسروا كل شيء جراء «المحرقة» المهولة، التي أشعلها جيش الاحتلال في قطاع غزة بأسلحة أميركية، حيث فتحت ادارة بايدن مخازن الاسلحة الاميركية عبر جسر جوي، لتزويد جيش الاحتلال بمختلف أنواع الاسلحة وأحدثها، لقتل المدنيين وتدمير كل مقومات الحياة في القطاع المنكوب!
كيف يمكن فهم هذه المفارقة الأميركية العجيبة الغريبة؟ يد تقدم السلاح.. ويد أخرى تعد بإيصال مساعدات إنسانية عبر ميناء بحري عائم مؤقت؟ هذه فزورة مثيرة للسخرية!
والسؤال الثاني والإشكالي الذي تطرحه مبادرة بايدن، هو كيف سيتم توزيع المساعدات الموعودة، ومن هي الجهات والمؤسسات القادرة على توزيعها؟ بعد أن استهدف جيش الاحتلال بالقصف والتدمير كافة المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وفي مقدمتها مؤسسات وكالة غوث اللاجئين «الأونروا»، التي حاولت دولة الاحتلال «شيطنتها» بزعم أن بعض موظفيها، شاركوا بهجوم 7 أكتوبر ضد مستوطنات غلاف غزة، وهي تهم لم تقدم إسرائيل أي دليل حقيقي عليها، كغيرها من المزعم التي حاولت دولة الاحتلال ترويجها، وتضليل الرأي العام العالمي بشأنها..!
بالإضافة إلى صعوبة عمليات توزيع هذه المساعدات، ثمة عقبات كبيرة أخرى تعترض مبادرة بايدن، حسب ما يقول مسؤولون في الأمم المتحدة، حيث سيفتشها مسؤولون إسرائيليون أولا كما يحدث على الحدود البرية، وهنا يجدر التذكير بأن قوات الاحتلال تستخدم اجراءات فحص معقدة، لتعطيل وصول المساعدات الإنسانية، منها إغلاق المعابر البرية وتدمير الطرق ووجود كميات كبيرة من الذخائر غير المنفجرة، بالإضافة إلى القيود على الحركة والاتصالات! لم تكترث دولة الاحتلال الى كل المناشدات والتحذيرات، التي تصدر عن الأمم المتحدة أو منظمات الاغاثة الدولية، أو الضغوط التي يمارسها الرأي العام الدولي على حكوماته، لاقناعها بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والتخفيف من العقبات الهائلة التي تضعها..!
إن قراءة متأنية لفكرة هذا «الميناء المؤقت» رغم أنها تبدو ذات أبعاد انسانية، لكنها تعني من جهة أخرى احكام الحصار على قطاع غزة، وحصر ايصال المساعدات بيد دولة الاحتلال وشريكتها الأساسية في هذه الحرب الولايات المتحدة الاميركية، فسكان القطاع بحاجة الى العيش بكرامة، وليس تلقي الصدقات المشروطة وتحويلهم الى «شحادين'!
كما أن هذه المبادرة الاميركية تعني اعطاء «الضوء الأخضر»، لحكومة الاحتلال لمواصلة حربها الوحشية على القطاع، فلو كانت نوايا واشنطن حسنة لقررت بكبسة زر وقف اطلاق النار، من خلال الضغط على حكومة الحرب الاسرائيلية، التي تتلقى من ادارة بايدن المساعدات العسكرية والاقتصادية المتواصلة! ثم أن هناك وسائل أكثر سهولة لايصال المساعدات بدل هذه التعقيدات، وهي ببساطة الضغط الحقيقي لفتح المعابر البرية، التي من خلالها يمكن نقل الكميات الاغاثية التي تكفي سكان القطاع بسهولة ويسر.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012