أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الرهان الخاسر على الانقسامات الاسرائيلية

بقلم : أحمد ذيبان
25-03-2024 01:17 AM

يراهن الكثير من السياسيين العرب والكتاب والمحللين في وسائل الإعلام العربية، على تعمق الانقسامات بين الأحزاب والنخب السياسية الإسرائيلية، ويعتبرون أن هذه الانقسامات تسجل نقاطا لصالح القضية الفلسطينية. وقوبلت باهتمام خاص زيارة الوزير في مجلس الحرب بالحكومة الإسرائيلية زعيم حزب «معسكر الدولة» بيني غانتس إلى واشنطن ولندن مؤخرا، في قراءة المحللين العرب واعتبروها صفعة قوية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وتحديا له، وربط استقبال نائبة الرئيس الأميركي ووزيري الخارجية والدفاع، بما يوصف بالتوتر بين الإدارة الأميركية ونتنياهو، بسبب فشله في تحرير الأسرى لدى حركة حماس، وفسرت بأن واشنطن تدعم وصول غانتس رئيسا للحكومة الاسرائيلية المقبلة!
ويعتمد المحللون العرب على استطلاعات الرأي التي تجريها الصحف الإسرائيلية، التي تتوقع فوز حزب «معسكر الدولة» الذي يتزعمه غانتس بغالبية المقاعد في «الكنيست» على حساب حزب الليكود بزعامة نتنياهو، فيما لو جرت الانتخابات في هذه الأيام!
وأظن أن هذه التحليلات ذات طابع رغائبي، ومفرطة في التفاؤل لا تصلح للبناء عليها، لجهة حصول تحول جوهري في السياسات الاستراتيجية لدولة الاحتلال، وبالرغم من وجود انقسامات حقيقية داخل الكيان الصهيوني، لكنها تندرج ضمن التنافس على السلطة والخصومة السياسية بين الرموز والأحزاب!
ومن يتابع برامج الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وتصريحات المسؤولين في الحكومة والمعارضة، يلاحظ أن هناك مواقف متشابهة مع تباينات شكلية، بالنسبة لنظرتهم للحقوق الوطنية الفلسطينية. وممارسات سلطات الاحتلال في قمع الشعب الفلسطيني والتنكيل به، والإمعان في التوسع الاستيطاني وانتهاج سياسات التطهير العرقي، ولسنا بحاجة إلى أدلة على ذلك، فما تقوم به قوات الاحتلال من عدوان وحشي على قطاع غزة دخل شهره السادس، هو بمثابة «محرقة» حقيقية تعيد إلى الأذهان المحرقة النازية، حيث تجاوز عدد الشهداء 30 ألف غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وأكثر من 70 ألف جريح، في استهداف واضح للمدنيين والمرافق العامة كالمستشفيات والمدارس التابعة لوكالة «الأونروا» التي تأوي النازحين الهاربين من القصف الجوي والبحري والبحري، وكل هذه المجازر يشارك فيها قادة الكيان فيما يسمى حكومة الحرب التي شكلت بعد 7 اكتوبر.
وعلى سبيل المثال، فإن مواقف جميع الأحزاب السياسية وقادة الكيان من مختلف الأطياف وحتى من يصفون بالمعتدلين واليسار، يرفضون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأكثرهم اعتدالا ربما يقبلون إقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة والسلاح، وأن تكون مجرد إدارة مدنية بإشراف أمني إسرائيلي!.
ولنلاحظ زعيم المعارضة الحالي يائير لابيد، الذي يهاجم حكومة نتنياهو بسبب ما يقول فشلها في إدارة الحرب!، وسبق أن شغل لابيد رئاسة الحكومة الاسرائيلية بالشراكة مع نفتالي بينيت عام 2021، فشن في شهر مايو من ذلك العام حربا على غزة، كما قامت حكومته بتوجيه ضربات عسكرية لقطاع غزة في شهر اغسطس عام 2022، وكان الهدف استثمار سياسي باللدم الفلسطيني، لتعزيز شعبيته عشية الانتخابات البرلمانية التي أجريت في نوفمبر 2022!.
ولنتمعن في تصريح لابيد تعليقا على دعوة أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، لوقف إطلاق نار إنساني في غزة، حيث وصف لابيد في تصريح له بتاريخ 9 ديسمبر الماضي دعوة غوتيريش بأنها «معاداة للسامية'! هكذا يفكر زعيم المعارضة الذي ينتقد إدارة حكومة نتيناهو للحرب.
الخلاصة: إن قادة الكيان على مختلف انتماءتهم السياسية «مجرمون» بحق الشعب الفلسطيني!.
ولنتذكر أن غانتس الذي يتم الترويج له هذه الأيام كرئيس حكومة مقبل، سبق أن قاد حربين على قطاع غزة عندما كان رئيسا لأركان جيش الاحتلال، الأولى عام 2012 وسميت «عود السحاب» واستشهد فيها 168 فلسطيينا بينهم 34 طفلا، كما دمرت قوات الاحتلال 2153 منزلا، واضطر 20925 فلسطينيا للنزوح، والحرب الثانية التي قادها غانتس على غزة عام 2014 وسميت «الجرف الصامد»، واستمرت 51 يوما شنت قوات الاحتلال خلالها نحو 6 آلاف غارة جوية، واسفرت عن استشهاد 1462مدنيا فلسطينيا ثلثهم من الأطفال! الخلاصة إن الرهان خاسر على أي من قادة الكيان!

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012