أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مصير المسلمين الأندلسيين

بقلم : أ.د. محمد عبده حتامله
30-03-2024 11:21 PM

الحلقة الرابعة: الموريسكيون يوزعون جماعات صغيرة بين النصارى
ومنذ عام 1570م بدأت تحدث حوادث سكانية هامة فقد قُسِّم الموريسكيون إلى جماعات صغيرة تسكن بين النصارى، وحاول الموريسكيون التجمع في المدن، وقد استقر فيها أعداد لا بأس بها منهم، وحاول بعضهم العودة إلى مسقط رأسه، وأصبح الموريسكي مخلوقاً بائساً هائماً على وجهه يتنقل دائماً من مكان إلى آخر.
وقد كانت كثافة السكان قبل التهجير عالية. وكان عدد السكان كبيراً في الأندلس، لاسيما في مقاطعتي ولبة وقادش. أما ازدحامهم فكان يتجلى في جيان، وقرطبة وإشبيلية، وكان يسكن إشبيلية وحدها (8000) موريسكي أي بنسبة (10%) من مجموع السكان. وفي قرطبة سنة 1580م زاد عدد الموريسكيين على (4000) نسمة، وقد كان عددهم كبيراً أيضاً في ابده وبياسة، واستجة... إلخ.
أما في الأراضي التي كانت تتبع التاج والتي كانت تتبع الكنيسة فكان الموريسكيون قليلي العدد، بيد أنهم كانوا أكثر في أراضي النبلاء، وبشكل عام كان الموريسكيون يسكنون في المناطق الريفية وقد قطن القليل منهم في المدن مثل بلنسية وقسطليون وجزيرة شقر وشاطبة.
ولم يكن توزيع الموريسكيين متكافئاً في جميع المناطق لكن أكثرهم كانوا يعيشون في مجموعات على محاذاة نهر الأبرة من ضفته اليمنى مثل خالون، ويربة وأغواس (Jalon, Huerva, Aguas) وكان هناك ثلاثة تجمعات مهمة إحدها يقع شمال منطقة وشقة، والثاني إلى الجنوب قرب البراثين، والثالث في غرب مقاطعتي برجة وطرزونا. وكان عدد الموريسكيين عامة قليلاً في المناطق الجبلية، وكانت تشملهم أحياء خاصة في كل من سرقسطة طرويل البراثين وقلعة أيوب، وكانت تلك الأحياء تقع خارج المدن، ولم يكن في كل منطقة البرانس إلا مجموعة موريسكية واحدة في مدينة نبال. وأكثر المناطق ازدحاماً بالموريسكيين كانت أرغون، لذلك فقد تسببوا بمشكلات كبيرة للملك فيليب الثاني طبقا لإحصاءات عام 1575م فقد كان في أرغون (10825) بيتاً موريسكياً أي ما يعادل (48712) نسمة في عام 1593م. وتزايد عددهم إلى (16865) أسرة. وقد كانوا يشكلون ما بين عام 1575-1609م كما يقول أ.ألبارث فاسكث نسبة (28%) تقريباً من مجموع السكان.
أما موريسكيو قطلونية فلم يكن عددهم ذا أهمية كبيرة، وكانت المنطقتان الموريسكيتان الرئيستان تقع إحداهما في قضاء طركونة والأخرى في لاردة، وكان عددهم الاجمالي في هاتين المنطقتين زهاء (11000).
وفي الثامن من تشرين الأول عام 1616م أصدر الملك فيليب الثالث مرسوماً يقضي بتهجير كل الموريسكيين من مملكته وأمهلهم مدة ثلاثين يوماً من تاريخه فالتجأ موريسكيو وادي ريقوتي إلى بلنسية.
أما غرناطة فقد تقرر تهجير موريسكييها في الخامس من تشرين الأول عام 1609م. كما عاصر ذلك تهجير المدجنين من أروناتش (بطليوس). أما موريسكيو غرناطة فقد تم توزيعهم على موانئ جبل طارق ومالقة وقرطاجنة.
وتم إبحارهم من إشبيلية في السابع والعشرين من كانون الثاني عام 1610م. وكان عدد الموريسكيين الذين هاجروا عن طريق البحر (18471) موريسكياً. وفي الأول من شباط من العام نفسه أبحرت أربع عشرة سفينة تحمل (2527) موريسكياً تبعهم في الثامن عشر من الشهر نفسه (4025). موريسكيا. وقد أبحر كثير من موريسكيي الأندلس الشرقية من ميناء مالقة. ويقول توماس غونثالث «إن عدد الموريسكيين الذين هجروا حسب رأي مجموعة من المؤرخين (12912) موريسكياً، وإن الذين أبحروا من مالقة لاقوا أسوأ أنواع التعذيب وسوء المعاملة».

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012