أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عقدة رفح !

بقلم : أحمد ذيبان
01-04-2024 01:47 AM

قبل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، كان القطاع يعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم مماثلة لتلك الموجودة في هونغ كونغ، حيث يعيش فيه نحو 2.2 مليون نسمة، يتوزعون على 44 تجمعا سكنيا بين مدن ومخيمات مكتظة، وتبلغ مساحة القطاع الذي يبلغ طوله 41 كيلومترا، ويتراوح عرضه بين 6 الى 12 كيلومتر ومساحته 365 كيلومتر مربع، وتشير التقديرات الى أن متوسط عدد السكان يبلغ 121، 8 نسمة لكل كيلوم متر مربع، ويوجد ثمانية مخيمات في القطاع وغالبية سكانها هم من نسل اللاجئين الذين طردوا من فلسطين 1948 بعد قيام دولة الاحتلال.
أما في هذه الأيام فقد تفوقت مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع والمحاذية للحدود المصرية، من حيث الاكتظاظ السكاني المهول ولا أظن أنه يوجد مثيل لها في العالم، والسبب هو النزوح الهائل إلى المدينة من مختلف انحاء القطاع بسبب العدوان المتواصل، وإجبار قوات الاحتلال سكان المناطق الشمالية والوسطى على الهروب إلى المدينة، بعد أن دمر القصف الوحشي مساكنهم واضطرهم للإقامة في رفح، أما في مخيمات بائسة أو الانتشار في العراء في ظروف صحية وبيئية بالغة القسوة، بناء على طلب قوات الاحتلال التي كانت تزعم أنها مدينة آمنة، لكن طائرات وقوات الاحتلال البرية كانت تلاحقهم بالقصف والتدمير المنهجي لكل مقومات الحياة!.
والآن أصبح اسم «رفح» الأكثر تكرارا في وسائل الإعلام الدولية والعربية لسببين: الأول هو الكثافة السكانية الهائلة في المدينة، حيث تضاعف عدد سكانها 5 مرات العدد السابق مع فرار الناس من القصف، ويقدر عدد سكانها اليوم بنحو 1.5 مليون شخص، في مدينة تبلغ مساحتها 55 كيلومتر مربع فقط، ويعيش هؤلاء النازحون في ظروف بيئية وصحية مزرية، داخل مراكز إيواء مكتظة كالمدارس والمستشفيات المدمرة أو في الشوارع! محاطين بالحدود المصرية ودولة الاحتلال والبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن القصف الإسرائيلي المتواصل الذي يلاحقهم.
والسبب الثاني للاهتمام الإعلامي بالمدينة، هو التهديد الإسرائيلي المتواصل منذ نحو شهرين باجتياح رفح، بزعم أنها تشكل المعقل الأخير لكتائب القسام وقادة حركة حماس، لكن الحقيقة أن الهدف المركزي لقوات الاحتلال من الاجتياح المحتمل للمدينة، هو جزء من استراتيجية الاحتلال التي بدأ بتنفيذها في شمال ووسط القطاع، وهي تحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة لحياة البشر، من خلال القصف الوحشي بمختلف أنواع الأسلحة الأميركية المتقدمة والتسبب بنشر الأمراض والأوبئة.
ورغم الجدل الذي يرافق الضجيج الإعلامي، بشأن اجتياح رفح وما يقال عن «تحفظات أميركية» على ذلك، لكن التصريحات الصادرة من واشنطن تتركز على مطالبة إسرائيل بنقل سكان المدينة قبل اجتياحها، وكأن نحو 1.5 مليون إنسان أشبه بصناديق خضار يتم ترحيلهم من مكان إلى آخر بسهولة، بمعنى أن الخلافات الأميركية الإسرائيلية شكلية بغرض «تجميل»! عملية مهاجمة المدينة، وتقليل عدد الضحايا في صفوف المدنيين!.
وبعد أن رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو إرسال وفد أمني الى واشنطن، للتباحث مع الإدارة الأميركية بشأن «الطرق المناسبة» لمهاجمة «رفح»، عاد وقرر إرسال الوفد، فيما ذكرت مصادر أميركية أن خبراء ومستشارين عسكريين أميركيين، سيزورون الكيان الصهيوني لتقديم مشورتهم حول كيفية مهاجمة المدينة، دون وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين!.
وكان أحدث ما تسرب من معلومات أن نتنياهو تعاقد مع الصين لشراء 40 ألف خيمة، لايواء النازحين الذين سيتم ترحيلهم من رفح إلى وسط القطاع! في الوقت الذي قررت فيه الإدارة الأميركية تزويد دولة الاحتلال بـ 25 طائرة مقاتلة متطورة، من طراز'اف -35 » بالإضافة إلى آلاف القنابل المدمرة!
Theban100@gmail.com

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012