أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الزميل شحادة أبو بقر يكتب : نصيحة ل" الاخوان المسلمون" قبل فوات الأوان

بقلم : شحادة ايو بقر
03-04-2024 05:53 AM

'ربنا إهدنا إلى قول الحق ولا تجعلنا من القوم الضالين'، وبعد.

هناك حقيقة صارخة في المملكة الأردنية الهاشمية اليوم لا ينكرها إلا جاحد أو غافل، وربما حاقد وهذا حسابه على الله، مضمونها أن الشعب الأردني كله قرية مدينة بادية مخيماً، يعتصره الألم المشحون بالتضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وبالذات ما يتعرض له أخواننا في غزة من مذبحة على يد عدو همجي هو اليوم أكثر نفيراً مدعوماً بقوى كبرى تتشبث بوجوده وتفوقه حتى لو أدى ذلك إلى حرق المنطقة العربية كلها.
يقابل ذلك، مشروع إقليمي يعرفه الإخوان المسلمون وكل الواعين من العرب والمسلمين وهو مشروع يكسب ويتمدد كل يوم وهدفه الأول، هو القضاء على كل قوة سنية مسلحة في المنطقة بأسرها بأدوات غيره لا بأدواته هو، باعتبارها قوة إرهابية، تماماً كما حدث مع القاعدة وطالبان والعراق الشقيق والثورات الشعبية التي أطلق عليها زورا وصف ربيع العرب.
هذا المشروع الإقليمي هو في خلاف مع المشروع الصهيوني على اقتسام الغنيمة العربية ليس إلا، فكلاهما يريد النصيب الأكبر من الفريسة إن جاز الوصف لسوء الحظ.
تلك حقيقة يطول الحديث فيها ولا تخفى إلا على جاهل، ولا يختلف الأمر فيها أبداً عن تحالف العرب مع الفرنجة إبان الثورة العربية الكبرى بأمل قيام دولة الخلافة الكبرى بزعامة عربية حتى انتهى التحالف بخيانة الحلفاء لوعودهم وذهابهم إلى تقسيم العرب إلى دويلات زرعوا في قلبها السرطان الصهيوني بالقوة المسلحة.
هذا ما يخطط وهذا ما يحدث اليوم وسط تفرق عربي يمنح المشروع الإقليمي ذاته حرية الانفراد بدول العرب واحدة تلو أخرى تحت مسمى معاداة إسرائيل ودعم قضية فلسطين، والأسلوب هو التقية العقائدية، فيما يخطط العدو الصهيوني وينفذ التهويد والتهجير والإبادة وطمس المعالم في كل فلسطين.
ونذهب إلى الأردن تحديداً، ونسأل ضمير كل عربي وكل أردني وكل فلسطيني وكل مسلم وكل إنسان، هل قصر الأردن منذ ٧٦ عاماً في الدفاع المستميت الباسل قيادة وشعباً وجيشاً عن فلسطين والوقوف البطل إلى جانب شعبها الشقيق وتقاسم الألم والمعاناة ولقمة العيش والاستشهاد والموت معه كل يوم على امتداد تاريخ القضية. ونترك الإجابة لكل صاحب ضمير حي، وبالذات كبار السن أردنيين وفلسطينيين ممن عاشوا معاً هول النكبات على فظاعتها.
أما الإخوان المسلمون الأردنيون الذين عاشوا وعاصروا تلك الحروب المرة المريرة، فقد ظلوا دوماً مع الدولة ووطنهم الأردن الحبيب مقدرين ما واجه من حروب ومصاعب وضغوط وحصار ونكبات، ووقفوا وبإيمان صادق مع بلدهم الأردن الذي ما بخل عليهم قط فلم يخذلهم ولا هم خذلوه.
توالت السنون ونشأ جيل جديد من 'الإخوان' ما عاشوا تلك المصائب ولا هم عاصروها، ولم يواكبوا حجم ما تعرض له الأردن وكل الأردنيين فيه من ظلم وتدخلات خارجية حاسدة وكارهة للأردن، ومنها من لا يعترف أصلاً بوجود الدولة الأردنية ويتمنى زوالها لحقد أسود ليس أكثر، ثم صبر الأردن وتحمل لكنه صمد وخرج من كل المصائب أقوى وأصلب لأن عناية الله معه، فيما ذهب الحاسدون والحاقدون إلى مزابل التاريخ، وبأن زيفهم وسواد قلوبهم وسارت منهم نعوش وهدمت منهم عروش، وظل الأردن شامة وهامة بحفظ رب العالمين سبحانه وتعالى.
اليوم.. يشتد الظلم على الأردن وكالعادة في كل حقبة مفصلية من تاريخ فلسطين المنكوبة، ويفعل الأردن المحاصر المستهدف وكالعادة أيضاً من شرقه وشماله وغربه، المستحيل دعماً للقضية والشعب الشقيق الذي لم يظلم شعب مثله عبر التاريخ، لكن ذلك لا يرضي بعضنا، وبالذات الإخوان المسلمون الذين يفترض فيهم أن يكونوا كشأنهم دوماً، درعا للاًردن في وجه العاديات ونوائب الزمان ومخططات العدو التي يرونها رأي العين.
نصيحتي لـ'لإخوان' إن هم يقبلونها، كونوا جنوداً مجندين مع الأردن، ولا يغرنكم ما تسمعون من كلام من خارج الحدود غايته شق صفنا الموحد مع غزة وسائر فلسطين، صونوا وحدتنا الوطنية المقدسة مع الأردن ومع فلسطين، وتيقنوا من أن كل مواطن على الثرى الأردني الطهور، يؤذيه جداً سماع هتاف شاذ أو شتيمة لرجال أمننا الوطني أو أي انتقاص من دور الأردن، ويسعده ويشد من عضده ويقوي موقفه نصرة لفلسطين عكس ذلك تماماً.
الأردن ووحيداً مهدد ومستهدف وبقوة وأنتم لا شك تدركون ذلك، وهو بحاجة إلى وقوفكم معه وأنتم أبناؤه الذين لم يتخل عنهم في حين تخلى الآخرون عنكم وانتم تعلمون.
الأردن دولة لا تسمح قط بشق صف شعبها ولا بإدخال الفوضى إلى رحابها كما يتمنى ويخطط ويعمل الكثيرون من خلف الحدود، فلا تكونوا أحد أسباب ذلك لوطنكم العزيز الذي تعلمون أنه يعمل ويجاهد من أجل فلسطين ووحيداً.
لا تحملوا الأردن فوق ما يتحمل، ضعوا أيديكم بيد الدولة وبيد الملك وسيحترم شعبنا هذا الموقف الوطني منكم، وثقوا أن ما من أحد يكافح ويتحمل ويواجه الضغوط الخارجية الكبرى كما هو الأردن ووحيدا أيضاً، فاجلسوا مع أنفسكم وراجعوا الواقع وغيروا وهدئوا وصدقوني ستكسبون عند الله وعن شعبكم ودولتكم.. الله من أمام قصدي.

الرأي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-04-2024 12:28 PM

على رسلكم اخوتي الاردنيين:
حبذا لو جعلتم مع عواطفكم الصادقه شيئا من البراقماتية ، شيئا من العقلانية، شيئا من الواقعية، ورحم الله من عرف حدّة .

سادتي :
من اراد النصر اخذ باسبابه. الحكمة تقتضي تجنب معارك نقدر سلفا خسارنها، معارك حصيلتها الانتقال من السيء للاسوأ.

اللهم متعنا بالامن وجنبنا المآسي .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012