بقلم : المهندس جمال الروسان
04-07-2012 09:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
برزت في الأونه الأخيره مطالبات الحراك الأردني وبشكل واضح. البعض يطالب بمملكه دستوريه، والبعض يطالب بدستور أردني جديد والبعض الآخر يطالب بإصلاح النظام، وهذه هي المطالب الرئيسيه. يرى الحراك الوطني بأن تلبية هذه المطالب ستؤدي الى الإصلاحات السياسيه والإداريه والإقتصاديه والتي تشكّل بيت القصيد للمواطن الأردني. من الناحيه الأخرى نجد مسيرات شعبيه يطلق عليها إسم مسيرات الولاء وهناك أيضا مهرجانات ولاء وكلاهما يطالب بالإبقاء على الوضع الحالي.
إن مطالبات المملكه الدستوريه وتجديد الدستور وإصلاح النظام، كلها تتجه نحو هدف واحد وهو تحديد صلاحيات جلالة الملك لإعطاء الشعب الفرصه الحقيقيه للمشاركه الفعليه في الحكم وإدارة شؤون البلاد. أما مسيرات الولاء ومهرجانات الولاء فهي تطالب بعدم المس بصلاحيات جلالة الملك معللين ذلك بأن إنقاص تلك الصلاحيات قد يودي الى إنفلات أمني لا تحمد عقباه.
كلا الطرفان قد يكون محقا بمطالبه وتعليلاته إذا أفترضنا من كلاهما حسن النيه. ولكننا نجد ان أطراف المعادله أخذوا موقفين أحدهما بأقصى اليمين والثاني بأقصى اليسار. فأحد الاطراف يطلب التغيير الفوري وذلك بتحديد أو حتى إلغاء صلاحيات جلاله الملك متوقعين أن ذلك سيغير وضع المواطن بشكل سحري وفوري. أما الطرف الآخر فهو لا يريد مخاطرة التغيير معتمدا على أن ألإصلاح يحتاج وقتا أطول ولهم كذلك مآرب أخرى.
الإصلاح لن يأتي بليلة وضحاها ولا يوجد هناك مسحة سحريه. كما أن الإصلاح يجب أن لا يأخذ دهرا من الزمن علما بأنه قد مضى على وعود الإصلاح سنين طويله ولم يتحقق شيئا يستحق الذكر. الواقع المؤلم هو أن أوضاع الأردن الإقتصاديه تسير بتسارع كبير بإتجاه الإنهيار وأن تحميل المواطن ضرائب جديده لن تحل الأزمه ولكنها ستقود لخسارة الإصلاحات السياسيه الطفيفه ولذلك يجب بدئ الإصلاح الفوري والتريجي كي يشعر المواطن به ويعيد له الثقه بأن عملية الإصلاح عمليه جادّه. أهم الإصلاحات الإداريه الماليه يجب أن تتبع المثل الأردني القائل: مد لحافك على قد رجليك. يجب وقف التبذير وأن تقوم الدوله بصرف الأموال على ما هو ضروري للغايه القصوى وبعدها يتم اللجوء للضرائب. يجب أن يبدأ التقشف من رأس الهرم متجها للأسفل وحسب ما تتطلبه الأمور. أما صلاحيات جلالة الملك فيجب الحد منها بشكل تدريجي وبموافقة جلالة الملك المعظم وبتطبيقها متبعين القول القائل: دقّه عالحافر ودقه عالمسمار.
حمى الله الأردن وطنا وشعبا وملكا.