أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الصراع في الشرق الاوسط على الشرق الاوسط

بقلم : كمال زكارنة
21-04-2024 01:20 AM

طوفان الاقصى وحرب غزة كشفت كل الاغطية ،واسقطت كل الاقنعة ،وكشطت كل الوان الطلاء ،ووضعت الحقائق في كف كل مهتم ومتابع ومراقب ،وغيور على وطنه وارضه قطريا وقوميا،واعادت النظر لكل من كان فاقدا له جزئيا او كليا،ولم يعد هناك مساحة للكذب والادعاء والتمويه والتسويف والضحك على الشعوب.

الامور اصبحت واضحة تماما ،واشعة الشمس احرقت كل الغرابيل ، التي حاولت طيلة العقود الماضية حجبها عن الناس،وظهر جليا منذ السابع من اكتوبر الماضي،بأن اسرائيل الوكيل الحصري لامريكا واوروبا في منطقة الشرق الاوسط، وان الاحتلال لفلسطين وبعض الاراضي العربية امريكي قبل ان يكون اسرائيليأ،وان اسرائيل قطعة اساسية ورئيسية من قلب امريكا واوروبا ،وان امريكا هي المانع والعائق والرافض الوحيد في العالم لنيل الشعب الفلسطيني ،الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة،وان التصريحات والسياسات والمواقف الامريكية الزائفة والكاذبة والمخادعة التي تعلنها الادارات الامريكية المتعاقبة بشأن القضية الفلسطينية ،ليست الا من اجل تمرير السياسات الاسرائيلية في فلسطين المحتلة،والدفاع عنها والتغطية عليها ،وتمكين الاحتلال من الاستمرار والتوسع وحمايته في جميع المجالات،وان الحرب الوحشية على قطاع غزة امريكية القرار والتنفيذ والاستمرار،ما يؤكد ان امريكا دولة مارقة مجرمة تقودها عصابات من القتلة المجرمين ،واكثر وسيلة اجرامية يستخدمونها هي كذبة الدفاع عن حقوق الانسان والحريات والديمقراطيات ،وهم من كل هذه براء.

السيطرة على الشرق الاوسط وثرواته ومقدراته ،وخاصة العربية منها ،هدفا استراتيجيا لامريكا والغرب ،بواسطة اسرائيل، التي يجب ان تبقى الاقوى والقوة الضاربة والمهيمنة في المنطقة حسب رؤيتهم واستراتيجيتهم،ولذلك يجب ان تحتفظ اسرائيل بميزة قوة الردع ،لكن جاء السابع من اكتوبر ليقلب الموازين جذريا رأسا على عقب ،تبع ذلك ظهور ايران في ميدان المواجهة، بغض النظر عن اهداف ايران وطريقة تعاملها والتفسيرات والتحليلات المتعلقة بذلك،لكنها فرضت نفسها كقوة اقليمية تنافس في الصراع على الشرق الاوسط ،ولن تخرج خالية الوفاض ولن تعود بخفي حنين،بل سوف تأخذ حصتها كاملة ،واصبح الان الصراع العلني والصدام المباشر على المنطقة، بين اسرائيل المدعومة والمحمية من امريكا واوروبا من جهة ،وبين ايران المدعومة نسبيا من روسيا والصين ،اما القطب الثالث ،تركيا ،كأحد اطراف الصراع على المنطقة ،فهي الان محيدة ،اما انها تنتظر نتائج الصدام على اعتبار انه لن يطول ،واذا طال فلن يكون امام تركيا الا الدخول في الصدام ،او الابتعاد كليا عن المنافسة.

من الناحية العملية الوكيل الامريكي والاوروبي 'اسرائيل'، فشل في الامساك بحيوط السيطرة على الشرق الاوسط ،ونراه اليوم يتهاوى وينهزم ويتحطم،وتكتب صفحة جديدة لتاريخ وجغرافية وديمغرافية المنطقة بكل تفاصيلها،حتى دخلت امريكا واوروبا في آتون الصراع مباشرة، وعلى وشك ان تتورط في حروب دامبة بالمنطقة ،لحماية مصالحها بعد ان اصبح الوكيل نفسه بحاجة للحماية والرعاية والحضانة.
الوطن العربي وبكل اسف، هو الكعكة التي يدور حولها الصراع بين القوى الاقليمية ،من اجل الظفر بحصة منها ،وتقاسم النفوذ فيها ،وهذه القوى وحلفائها ،يعملون على تطبيق استراتيجية الدول التي تقاسمت النفوذ والموارد في العالم بعد الحرب العالمية الثانية ،واسرائيل وايران يتصارعان ومن خلفهما تركيا،على منطقة الشرق الاوسط .

التراشق العسكري الاخير المرسوم بالفرجار الامريكي، بين ايران واسرائيل ، يشير بكل وضوح الى قرب التوصل الى حلول وسط بينهما برعاية امريكية ،بشأن النفوذ والمصالح في المنطقة،الامر الذي يستدعي صحوة عربية وان كانت متأخرة، قبل فوات الاوان.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012