بقلم : جمال المجالي
05-07-2012 08:37 AM
عندما قام أحد الضباط الانجليز اثناء الاستعمار البريطاني برسم مستقبل الدول العربية على الخارطه التي امامه قال كلمته المشهوره ( لقد وضعت في هذه الخارطه اسرارا' لا يعلمها ألا انا والله) حيث كل نقاط النزاع الساخنه في دول العربيه من دار فور الى العراق وجزر الامارات والبحرين وقطر وغيرها من المناطق التي تشهد توترا' ألا دليل صدق ذلك الضابط فاذا كان هذا الفرد من الجيش البريطاني قد رسم الخارطه السياسية منذ الاستعمار والتي نعاني من نتائجها كل حين , فلماذا نحن مجتمعون عاجزون عن رسم السياسات والخطط لمستقبل دولتنا التي لا يتجاوز عدد سكانها 7 ملايين رغم الدراسات التي كلفت الملايين من خزينة الدوله .
أن المتتبع لجميع الخطط والمشاريع والسياسات الاقتصادية والاجتماعية يجدها أنها كلها فاشله بدءا' من تعبيد الشارع الذي يحفر في السنة عدة مرات الى الخصصة وما تبعها الى مخرجات التعليم وصولا' لمشكلة الفقر والبطالة .
لم يرتقي أي مسؤول لفكر ذلك الضابط الانجليزي او لقادة اسرائيل من بن غوريون الى نتنايهوا عندما يتحدثون بعبارة معينه ترسم عليها سياسات لتنفيذها على أرض الواقع , أما في الحاله الاردنية رغم وجود الجامعات والمعاهد ومراكز الدراسات وأصحاب التخصصات كانت النتائج في جميع المجالات سلبية على المديونية والوضع الاقتصادي بشكل عام .
نحن ينقصنا شخصيات وطنية تخطط لعشرات السنين وليس مسؤوليين يرحلون المشاكل الى السنه القادمة ويعملون في المثل ألاردني ( كل بزيح النار على قرصه ) فكل صاحب قرار همه ان يمضي يومه بدون أي تنغيص اوازعاج من مواطن مقهوراو وسيلة اعلام صادقه , وأذا أتخذ قرار (ما) ياتي المسؤول الذي يليه ويلغى قراره وهكذا الامور تسير في الاردن , وهنا استذكر انه قبل عدة عقود اقترح المرحوم عبد الوهاب المجالي اثناء وجوده في احد الحكومات ان يتم استغلال المساعدات العربية في اقامة مشاريع تنموية للاستفادة منها مستقبلا' وتأجيل مشاريع البنية التحتية لعدة سنوات ألآ ان فكرتها تم اعتراضها واستهجن موقفه من قبل بعض الوزراء الذين أشاروا ان البنية التحتية اولوية رئيسية .
وبما أننا نتحدث عن الخطط والسياسات دعونا نراجع الدراسات لكبار الضباط في كلية الدفاع الوطني بالقوات المسلحة الاردنية التي تطرقت لجميع القضايا من نقص المياه الى المشاريع التنموية الحيويه , لنسأل هل فكرت الحكومات الاطلاع على هذه الدراسات التي قام عليها نخبة من الضباط في كل عام والموجودة آلان على رفوف مكاتب الكلية والتي لم يكلف أي مسؤول نفسه أن يطلع عليها , فقد اعلمني احد كبار الضباط السوريين قبل سنوات أن قيادته طلبت منه اعداد دراسة كاملة عن نقص المياه في الاردن والحلول المقترحه على دولة سوريا بتزويد الاردن بالمياه في حالة تفاقم الوضع المائي في الاردن , هكذا يخططون ويرسمون السياسات ونحن نتخبط في ( شبر ميه) ولم نستطع في انجاح مشروع القطار السريع ومع كل هذا لازالت الحكومات تعتمد أسلوب الفزعات وما المشروع النووي حيث بلغت كلفت الدراسات الاولية له اكثر من 10 ملايين دينار لغاية الان , والخصصات ألا نماذج من الفزعات التي حملت الاردن المديونية و وصلت لهذا السقف العالي .
لا أعرف ما هي طبيعة عمل المسؤوليين في الاردن رغم توفر كل الامكانيات لهم من الخدم والحشم الى رواتب التقاعدية المرتفعة , حتى غدا المنصب لديهم فتره مشمشيه يهبشون ويغادرون ثم يعودوا مرة اخرى لأكمال مخططاتهم الخاصه .