أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


يقين الحق والنصر

بقلم : نيفين عبدالهادي
22-04-2024 04:48 AM

أيام مضت سعى خلالها الاحتلال الإسرائيلي لتوجيه عين الاهتمام العربي والعالمي نحو أمور غير ما يحدث في قطاع غزة من حرب بات العائدون منها يؤكدون أن كل ما نراه عبر شاشات هواتفنا والتلفزيونات ما هو إلاّ جزء بسيط جدا من واقع الحال، ولكن حتما فشل الاحتلال في مخططاته هذه وبقيت عين الاهتمام عربيا ودوليا تتجه نحو غزة التي تواجه أقسى وأكثر الحروب إجراما عبر التاريخ.
الغزيون فرضوا قضيتهم على العالم بيقين الحق والنصر، جاعلين من الأزمة الإقليمية وحالة التصعيد التي فرضها الاحتلال وإيران، مجرد سحابة منعت عن قضيتهم شمس الحقيقة لفترة قصيرة لتعود وتسطع في عين الجميع، بتأكيد على أن اليوم لا أولوية ولا قضية حقيقية سوى وقف الحرب على غزة، وتسهيل إيصال المساعدات كما هي الثوابت الأردنية، دون ذلك فهي قضايا يُراد بها ذر الرمال بعين الحقيقة وتغييب المشهد الغزي عن تفاصيل المرحلة.
في يقين نصرهم وحقهم، يعيش الأهل في غزة، بحضور يفرضه صمودهم على أرض الواقع، بدعم وتعزيز صمود من الأردن بقيادة جلالة الملك، وتشديد على أن أي قضية أو أزمة لن تنتهي ما لم تنته الحرب على أهلنا في غزة، وفورا، وارسال المساعدات بشكل مستمر ودون توقف، ما يجعل من التصعيد الذي يحاول الاحتلال بإدارته اليمينية المتطرفة فرضه على تفاصيل المرحلة سيجعلهم يعودون وقد هُزمت خططهم، فغزة أولا وآخرا حتى تقف الحرب، وقوفا فوريا، وحتى يعيش الفلسطينيون في دولتهم التي أقرتها الشرعية الدولية.
اعتقد البعض ومنهم الاحتلال الإسرائيلي بطبيعة الحال إن خلق أزمة في المنطقة بين إيران وإسرائيل ستجعل من الاحتلال قادرا على إغماض العين عربيا ودوليا عن غزة، لكن فشل ذريع صدمهم، فما تزال العيون تتجه لغزة لحين نصرها، وما يزال الغزيون يسعون نحو النصر رغم ما واجهوا ويواجهون من حرب مدمرة، بل وساروا في درب نضالهم غير آبهين بمخططات باتت تتكسر وتتلاشى على صخور الصمود الغزي ويقينهم بالنصر ونيل حقهم.
منذ أيام وتصريحات وانشغالات إعلامية ومعادلات سياسية جديدة تطالعنا، بينها الصحيح وبينها الخاطئ، أشغلت العالم بحرب إيرانية إسرائيلية، لكن ما يجب حسمه بأن الملف الآن الهام هو ملف فلسطين وانهاء الحرب على غزة، ووقف إطلاق النار على قطاع غزة، هذا فقط هو الثابت دون ذلك كله استثناءات تكبر كرتها أو تصغر، هي في المحصلة ربما تحمل اهتماما آنيّا، فيما تتعلق العيون نحو غزة بانتظار انتهاء حرب في استمرارها أزمات متراكمة تقف على فوّهة بركان تصل نتائجه السلبية العالم بأسره، ولن تقف خطورته على غزة والمنطقة.
مهما تعددت الأحداث وتصاعدت الظروف، يبقى الغزيون بثباتهم وصمودهم يتحكّمون بدّفة الواقع، بيقين النصر، وتبقى الأحداث مرتبطة بوقف الحرب على غزة، وهذا يحتاج وقفات وتكثيف الجهود الدولية لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، للحد من الكوارث الإنسانية التي يعيشها أهلنا في غزة، الذين لن يتركوا بيقينهم الثابت لأي حدث أو مخطط خطف الاهتمام عن قضيتهم وواقعهم ومصيرهم وحقهم.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012