أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل سيذهب الإسرائيليون إلى رفح؟!.

بقلم : مأمون المساد
01-05-2024 03:00 AM

إن كنتُ شخصيا انظر إلى أن ورقة رفح، على أنها ورقة ضغط تمارس من خلالها حكومة الكيان الاسرائيلي الابتزاز لعدة جهات في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس جو بايدن، المجتمع الدولي، الشارع الإسرائيلي، المقاومة الفلسطينية، وصولا الى ايران والوسيطين المصري والقطري، فإن هذه الورقة باتت هزيلة ولا يمكن التلويح بها طويلا، وقد تكشف لكل هؤلاء الذين ذكرت، إن نتنياهو لن يحرق هذه الورقة التي ستزيد من غرقه في اوحال ورمال غزة، وأن يرميها اليوم يعني تهورا يدفعه إلى النهايات التي لايريدها.
ومن عيون الحكمة انهم قالوا ان الغريق لا يخشى البلل، واعتقد أن إسرائيل اليوم غريقة في وحل غزة من ناحية عجزها عن تحقيق اي هدف من أهدافها التي ربما وضعتها على عجل بعد احداث السابع من أكتوبر 2023، فالقوة القتالية للمقاومة ما تزال قائمة، وما تزال هذه القوة قادرة على الرد باهداف منتخبة، وهذا ما جعل صورة اسرائيل في الداخل والخارج قاتمة، وتزداد قتامة في كل يوم يمر والاسرى الإسرائيليون في يد المقاومة التي مارست ادوار التمويه والتعمية عن اماكنهم وابقت الورقة بيدها محرجة بذلك اسرائيل، وهذا يجعل إسرائيل المتهورة أن تذهب إلى تنفيذ توعداتها في تنفيذ اجتياح رفح.
الواقع على الأرض أيضا قد يفرض ايقاعا يدفع إسرائيل إلى تنفيذ مخطط رفح، فتطورات الاحداث على الجبهة الشمالية يلعب دورا مهما، حيث ستبحث إسرائيل عن تخفيف الضغط باللجوء الى ورقة رفح، خصوصا وان الغليان في الشارع و الحراك الداخلي المتصاعد والمطالب بانجاز اتفاق هدنه طويله وباتمام صفقة التبادل للاسرى، كل هذا قد تكون شرارات تعيد رفح إلى المواجهة التي يخشها ولا يريدها العالم بالمجمل.
ومثل الجبهة الشمالية فإن اي تصعيد ما بين اسرائيل وايران، سيدفعها ايضا للضغط بمخطط رفح، ولن يفرط نتنياهو على اية حال بسهولة في ورقة رفح وسيبقى يرفعها في وجه بايدن وادارته والمجتمع الدولي وفي وجه المقاومة ووجه الشارع الاسرائيلي، وكانه يمسك كل الاوراق او يتحكم بزر نووي، وتفريطه يعني نهايته الشخصية في الحياة السياسية وانهيار ائتلافه الحاكم الذي يشهد انشقاقا وتباينا بالمواقف.
الموقف الأمريكي بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح يبدو متناقضا وغير واضح، ويمكن أن يكون هذا الموقف هو تبادل أدوار بين الجانبين، وإلا فما معنى عدم موافقة واشنطن شن هجوم على المدينة، بدون خطة (موثوقة) لحماية المدنيين، سوى أن هناك مسعى نحو تهجير ماكر بخلق الممرات الآمنة عبر معبر رفح باتجاه مصر، أو عبر الميناء الأمريكي العائم الذي سيفتتح بعد اسابيع قليلة، وتحقيق واحد من الأهداف الإستراتيجية لهذه الحرب المعلنة منذ تشرين الأول/ اكتوبر الماضي.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012