أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مختلفون كحلم

بقلم : سهير بشناق
06-05-2024 03:28 AM

عندما تخبر أحدا بأنه مختلف، ذاك اعتراف منك بأنه لا يشبه من مر بعمرك من قبل والبشر يتشابهون..
الاختلاف هو استدعاء تقدمه لقلب من تراه مختلفا ترجوه به أن يبقى بأيامك مرفأ آمان تعود إليه كلما تعثرت سفنك.
الاختلاف أن يبقى صادقا وإن تغيرت مشاعره يوما فالصدق لا يحتاج دوما للحب كي يبقى حاضرا بعلاقاتنا مع الآخرين.
الاختلاف أن لا تأخذه الحياة بعيدا فلا يعود كما كان فتشعر بأنه بات غريبا وغربته موجعة.
الاختلاف أن لا يكتفي منك إلا بك فيبقى مكانك حاضرا لا تبدده الأيام.
الاختلاف ألا يغيب وقلبك لا يبدد ألمه إلا هو ولا يراك قويا ببعده.. فيتوقف يوما عن البقاء معك فقط لانه لم يعد قادرا على قراءتك جيدا باختلاف لا يشبه احدا.
الاختلاف ألا نكتفي بالحب بزمن عبثي لا روح فيه يستبدل التواصل الانساني وحزن العين والم الروح بسؤال رتيب «كيف الحال» وحالك فعل ماض.
بهذه الحياة لم يعد بايامنا «مختلفين» تشابهت القلوب بقسوتها والنفوس بغربتها والمشاعر بعمقها بكل شيء يشبه «العادي» تماما كايام تمضي لا نرى بها ما يبعث فينا الانتظار والترقب والحياة.
وتلك هي مرحلة من العمر نتقبل بها الخيانة كالوفاء والتخلي كالبقاء والتغير وعدم الثقة كالثقة فلا يعود يجمعنا مع الاخر سوى «توقعات» تكسر فينا كل ما يمكنه ان يبقينا مختلفين بايامهم.
العمر مراحل وكلما أدركنا ان الاخرين بايامنا متشابهين لا اختلاف يعيد مكانتهم كما كانوا، ويمنحنا الامل بعلاقات متينة لا يغيرها زمن ولا يطفئها وجع كلما باتت قلوبنا اكثر غربة وقسوة واعتياد على كل ما هو «عادي».
والعادي في زمننا هو ان نتقبل كل شيء واي شيء ممن نحبهم فلا يوجعنا غيابهم رغم احتياجنا لهم ولا نمتلك الشغف لفتح ابواب القلوب مره اخرى لهم بعد ان كانوا بها مختلفين فادركنا ان هذا الاختلاف هو نحن فقط كما كنا نراهم.
أما هم كانوا اختلافا مغلفا برائحة الحب وليس الحب فالحب لا يعترف الا بالاختلاف، الذي بات اليوم حلما روادنا كثيرا والحياة كما هي اليوم لا تحتمل الاحلام التي كانت لنا الشغف بكل معانياه.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012