أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


طوفان الأقصى يغزو ويحتل قلوب ملايين الشرفاء والأحرار

بقلم : فاطمة بنت يوسف الغزال
09-05-2024 02:31 AM

السابع من أكتوبر من العام الماضي هو التاريخ الفاصل بين تاريخ المجد الإسرائيلي المزعوم وبين التاريخ العدائي الذي عرفه العالم أجمع عن العدو الصهيوني والمعروف لدى العرب والمسلمين منذ قرون مضت، وبدأ هذا الطوفان المقدس بعد أن قامت المقاومة المجيدة وأبطالها بهذا العمل البطولي ليحرك القضية الفلسطينية لدى قلوب ملايين الشرفاء في أرجاء العالم، وكان لابد من وقوع هذا العمل البطولي بعد حصار دام 17 عاما وعزل قطاع غزة وأهلها عن الضفة والقدس الذي لم ينتج عنه سوى مسار استثمره اليهود بحلوه ومره لقضم مزيد من الأراضي الفلسطينية ولخنق الإنسان الفلسطيني وتطبيق أسوأ نظريات الاستعمار الحديث ومحاولات بائسة لإلغاء فكر المقاومة من منهج وحياة كل الفلسطينيين وخاصة الغزاويين ولكن كل هذه المحاولات المضنية بعد طوال هذه السنين جاء طوفان الأقصى ليثبت فشلها فشلا ذريعاً.

بعد مرور أكثر من 200 يوم على الحرب والقتل والدمار الذي يمارسه العدو الصهيوني على قطاع غزة الذي لا تزيد مساحته على ثلاثمائة كلم مربع لم يعلن أي طرف وصوله إلى الهدف من هذه الحرب وهو القضاء التام على المقاومة الفلسطينية وهذا ما أثار أعصاب وهيجان قيادات الدولة الإسرائيلية والتخبط والتضارب الذي أصابها في التصريحات في جميع المحافل الدولية، ومما زاد من هزيمة العدو هو ترقب العالم بصدور اتهامات رسمية من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء إسرائيل وقيادات عسكرية مرموقة بتهم جنائية مختلفة، منها ارتكاب جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي والاغتيالات التي تتم بحق الصحفيين الفلسطينيين والأجانب وموظفي الإغاثة والهيئات الدولية، وهذه جرائم تصل عقوبتها للسجن المؤبد، وبدأت الدول المتحالفة مع إسرائيل تلزم الصمت إزاء الدفاع عن الكيان الصهيوني لمواقفه المحرجة التي تسببت فيها الأفعال العدائية للجيش الإسرائيلي.

ومن نتائج طوفان الأقصى الظافر أن أكثر فئة متعلمة في المجتمع الدولي وهي طلاب الجامعات وأساتذة ودكاترة الجامعات بدأت بردود فعل إيجابية وانتفضت ضد العدو الصهيوني وتطالب بوقف الحرب العبثية والعدائية على الشعب الأعزل بقطاع غزة وإدانة ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من أفعال وأعمال تنتهك حقوق الإنسان، وساهمت الانتفاضة التي قام بها طلاب وطالبات الجامعات في الآونة الأخيرة في تغيير كثير من المفاهيم والمعلومات المغلوطة التي كانت تبثها إسرائيل للعالم والتي تدعي بأنها هي الضحية وان المقاومة والشعب الفلسطيني هو الذي يعتدي على أمنها وشعبها المحتل، وفئة الطلاب والجامعات هي اكثر فئات المجتمع وعيا وثقافة مما سيؤثر في القريب العاجل على الفئات الأخرى في فئات مجتمعاتهم الأخرى.

احتلت مطالبات الحق الفلسطيني في قضيته العادلة قلوب الملايين من الشرفاء والأحرار في مختلف بقاع العالم بعد أن دخل إلى حرم الجامعات العالمية في تلك الدول وانتصر الشرفاء من الطلاب والدكاترة على الإدارات الجامعية المتواطئة مع الاحتلال بعد صراع طويل من الاعتصامات والتظاهرات وأدى تدخل القوة العسكرية والنظامية إلى حرم تلك الجامعات إلى ظهور أصوات تستنكر وقوف حكومات مع الكيان الصهيوني في اعتدائه على الشعب الفلسطيني الأعزل ورفع الطلاب المتظاهرين علم فلسطين عاليا في تلك الجامعات وفي حفلات التخرج الخاصة بتخريج طلابها وبلغ طوفان الأقصى أركان الدنيا، وشاركت فيه الإنسانية بكل أعراقها وأطيافها وأديانها ومذاهبها، وأصبحت فلسطين وغزة ملء سمع الدنيا وبصرها، فهل هذا من فعل البشر؟ أم إرادة رب البشر؟

كسرة أخيرة

يجب ألا ننسى أن المقاومة في غزة قبل طوفان الأقصى كانت متأكدة بنسبة كبيرة من أن الاحتلال يجهّز لعملية عسكرية ضد القطاع والضفة بالتزامن، وستبدأ بحملة اغتيالات واسعة يمكن أن تطول العشرات من القادة والكوادر الفعالين، وأن ذلك تأجّل بحكم أهمية تمرير حركة التطبيع مع بعض الدول العربية أولاً. وكانت اجتماعات «الكابينت» السرية خلال 2023 مؤشراً واضحاً على الاستعداد لحرب متعددة الجبهات، وجاء طوفان الأقصى ليفشل هذه العملية العسكرية على الاحتلال الإسرائيلي.

الشرق القطرية

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012