أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الخيانة والفساد وجهتا نظر !

بقلم : ابراهيم عبدالمجيد القيسي
13-05-2024 02:22 AM

لو قام أحد النواب أو أي شخص منتخب انتخابا ديمقراطيا «وأغلبهم يقومون».. أقول لو قام بحمل ملفات محلية تخص منطقته الانتخابية، كملف الفقر أو البطالة على سبيل المثال، وضغط بكل المبررات على المسؤولين في الحكومة، للحصول على استثناءات «قانونية»، وتم استثناء هؤلاء الذين في قائمة النائب بتعيينهم في مؤسسات رسمية، بعيدا عن ديوان أو هيئة الخدمة المدنية، وبعيدا عن الإعلان الرسمي القائم على المفاضلة والتقييم، وتم تعيين الشباب الذين هم يستحقون فرصة العمل بلا أدنى شك، ثم جاء شباب أو قل نواب آخرون، واعترضوا على مثل هذه التعيينات والاستثناءات لأسباب شخصية أو دستورية، وقالوا بأن هذه تعيينات تمت على حساب مواطنين آخرين، شباب تخرجوا من الجامعات الأردنية وغيرها قبل الذين تم تعيينهم باستثناءات، فهل يمكن اعتبار موقفهم ومطالباتهم مسيئة للحكومة ولمجلس النواب؟ وفي حال دفاع النائب الذي سعى بتعيينهم، ثم تصدر تصريحات من النائب ومن الناس من ذوي هؤلاء الشباب بأحقيتهم في الحصول على فرصة عمل، فهل من المنطق التجاوز عن وجهة نظرهم؟ ..
لا أعلم من الذي قال بأن الخيانة ستصبح وجهة نظر، لكنه قول يستخدمه اليوم كثيرون، في ظاهرة تعبر عن الغوغائية، وتتجاوز عن «المنطق» الذي تنطوي عليه بعض المواقف السياسية، وبعض الآراء الحرة المستقلة، التي لا ينضوي قائلها تحت راية حزب أو ثلة أو شلة..
أردنيون كثر يتساجلون حول مواقف كل شخص منهم يعتبرها مواقف وطنية، تؤكد حقهم بالدفاع عن وطنهم ودولتهم، وليس هناك حدث أهم من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها أمريكا والصهيونية العالمية على الشعب الفلسطيني، في غزة وسائر أنحاء فلسطين المحتلة، وخارجها، وعلى الرغم من اتفاق الأردنيين جميعا على أن اسرائيل تحتل فلسطين، وتقتل شعبها وتدمر البشر والحجر، وتصادر حقوق الأحياء منهم والأموات، وتهدد كل العالم العربي، على الرغم من كل هذه الحقائق التي يقتنع بها كل العرب وكل الأردنيين، إلا أن وجهات النظر تختلف، وبعض المتساجلين يلوذون للطريق الأقصر وهو «تخوين الآخرين»..
لم تقدم أية دولة عربية لفلسطين وشعبها وحقوقه ولمقدسات العرب فيها، كما يقدم الأردن بكل أطياف ومكونات الدولة الأردنية، ولم ولن تتأثر أية دولة عربية بالذي يجري في فلسطين المحتلة بأكثر مما يتأثر به الأردن، ولم تتعطل شؤون دولة بسبب قضية فلسطين كما تتعطل شؤون الأردن، الذي تتوقف برامجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فنحن في الأردن وعلى الرغم من كل هذه المعيقات، وعلى الرغم من أننا قطعنا شوطا كبيرا على طريق الديمقراطية، إلا أننا نعاني من بطء وأعاقة لتنفيذ أجندتنا الوطنية السياسية بسبب القضية الفلسطينية وتبعاتها، التي تؤثر جذريا في التكوين والمستقبل الأردني.. فالخسائر والتحديات والمعيقات جسيمة بحق الأردن، ومع كل هذا فلم يهن الأردن أو يخن المبادئ والمواقف والأمانة، ولهذا يفهم الفلسطينيون «كلهم» بأن الداعم الأكبر لقضيتهم وحقوقهم هو الأردن، وهو الأكثر صبرا على متابعة بل ملاحقة حقوق الشعب الفلسطيني وتحصيلها..والذي يتحدث بهذه القناعة اليوم يعتبره بعضهم بأنه عميل وخائن، بينما يفهم بأن موقف الفلسطينيين في الداخل، وعدم دعمهم للمقاومة في غزة، بأنه وجهة نظر!.
هل يرضى هؤلاء لو قامت الحكومة بل الدولة الأردنية بالتعامل مع فصيل بعينه؟ .. لماذا تطلبون من الأردن أن يقزم نفسه ودوره وتأثيره؟ أعني لمصلحة من؟.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012