أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


السباق الرئاسي

بقلم : أحمد ذيبان
14-05-2024 03:38 AM

حسم الأمر بالنسبة للسباق الرئاسي في الانتخابات الأميركية، المقرر اجراؤها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر هذا العام 2024، بعد أن اختار الحزبين الرئيسيين مرشحيهما «الديمقراطي» الرئيس الحالي «جون بايدن»، فيما اختار الحزب الجمهوري الرئيس السابق المثير للجدل «دونالد ترامب».
ولأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات شئنا أم أبينا، فأن سياستها الخارجية مستقرة لا يحدث فيها تغيير جوهري، أياً كان أسم الرئيس وانتماؤه السياسي.. ديمقراطي أم جمهوري، فهي سياسة تقوم بشكل أساسي على نهج «امبراطوري» من خلال توسيع نفوذها في مختلف أنحاء العالم، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واستخبارياً، وتسعى بكل قوتها لتحجيم أي دولة تقترب من خطوطها «الحمراء»، ويمكن ملاحظة ذلك بجهود واشنطن لكبح القوة الاقتصادية الهائلة للصين، التي أصبحت منافساً اقتصادياً قوياً للولايات المتحدة الأميركية!
وثمة شاهد آخر على جهود واشنطن لكبح محاولات روسيا لمنافستها عسكرياً، من خلال الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لأوكرانيا، في حربها ضد روسيا المشتعلة منذ أكثر من عامين، وقد استثمرتها واشنطن لتحشيد دول الغرب، للضغط على موسكو واستنزاف قوتها العسكرية، وأكثر من ذلك كانت فرصة لتخويف بعض الدول الاسكندنافية ودفعها للانضمام إلى حلف الناتو، ونجحت في ذلك فتم ضم كل من السويد وفنلندا للحلف بعد انتهاجهما سياسة عدم الانحياز استمرت نحو 200 عام، ورغم تفكك «حلف وارسو» الذي كان خصماً قوياً قبل 35 عاماً، الذي كان يقوده الاتحاد السوفييتي قبل أن ينهار في نهاية عام 1991!
هذا بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية، أما بخصوص السياسة الداخلية المتعلقة، بالاقتصاد والخدمات الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة وسن التشريعات المتعلقة بذلك، فثمة اختلافات وجدل واسع يحدث حول ذلك في الكونغرس وداخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويشمل هذا الجدل قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية.
وأحد النماذج الصارخة على استقرار السياسة الخارجية الأميركية، الدعم المتواصل من قبل إدارة بايدن لإسرائيل، اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً واستخبارياً، ويتجلى ذلك بأسوأ صورة منذ 7 أكتوبر العام الماضي، وفي الحقيقة فأن دولة الاحتلال تعتبر قاعدة عسكرية أميركية متقدمة! حيث الجسر الجوي الأميركي متواصل لتزويد الكيان بأحدث الأسلحة والذخائر، بل أن الرئيس بايدن ووزير خارجيته ومسؤولين آخرين، هرعوا إلى إسرائيل لتأكيد التضامن معها وأطلقوا تصريحات مستفزة للمشاعر العربية، مثل قول بايدن أنه «صهيوني» ولو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها..! وقول وزير خارجيته بلينكن عندما وصل إلى تل أبيب، أنه حضر «كيهودي» أولاً قبل أن يكون وزير خارجية أميركا..! فضلاً عن إصرار واشنطن على مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة، واستخدام الولايات المتحدة لـ'الفيتو» في مجلس الأمن، لإحباط مشاريع قرارات عديدة، تقدمت بها بعض الدول تدعو لوقف إطلاق النار، في حرب تحولت إلى «محرقة» حقيقية، تأكل الأخضر واليابس وتستهدف البشر والحجر، وارتكبت خلالها قوات الاحتلال مجازر مهولة!
أما منافس بادين الرئيس السابق ترامب، فهو لا يقل سوءاً عن بايدن بالنسبة لدعمه إلى دولة الاحتلال، وقد ثبت ذلك خلال رئاسته الأولى، وهو صاحب مبادرة «صفقة القرن» سيئة الذكر، وهي في الحقيقة مبادرة لتصفية القضية الفلسطينية، ولا تعترف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، التي أقرتها المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة، حيث تتجاهل الصفقة المطلب الرئيسي للشعب الفلسطيني في حقه بإقامة دولة مستقلة، فهي تتضمن «شبه دولة» منزوعة السلاح والسيادة وبدون جيش، كما تسمح لإسرائيل بتطبيق قوانينها على غور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية! ويمكن ملاحظة ابتهاج إسرائيل بهذه المبادرة، من خلال تعليق نتنياهو على «الصفقة» حيث وصف ترامب بأنه «أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض'!
وربما تكون الانتخابات الأميركية خلال الأشهر المقبلة مناسبة للتسلية بالنسبة للكثيرين، خاصة وأن ترامب شخصية فكاهية يجيد السخرية من منافسه بايدن! لكن على العرب أن لا ينتظروا أي خير قادم من واشنطن، أياً كان الفائز بالرئاسة بايدن أو ترامب، وعليهم «أن يقلعوا شوكهم بأيديهم'!

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012