أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مُعجزة الحُب

بقلم : لينا الموسوي
31-05-2024 08:33 PM

الحُب كلمة نسمعها دائمًا ونقرأها في مواقع التواصل وبين سطور الكتب المتنوعة اللغات، إنها مشاعر جميلة أنعم الله بها علينا، تمامًا كنعمة الماء والغذاء والدواء؛ لتتوازن بها أنفسنا فتستقر.

وللحب أهمية كبيرة في حياتنا الاجتماعية والمهنية؛ لأنه يرفع الهرمونات الداخلية ويُمدنا بالطاقة والنشاط، فنستطيع به مجابهة مشاكل وضغوط الحياة. والحب هو الوقود الحقيقي لرفع مستوى أي شخص مهما كان عمره أو دوره في المجتمع؛ لكونه يُحفِّز النفس والروح والجسد، فتنبعث منه موجات الفرح والسعادة التي بدورها تنعكس على العمل والإنتاج بصورة إيجابية.

نحن في عصر تحوَّلت روح الحياة إلى مشاعر افتراضية زائفة تُحرِّكُها أجهزة صناعية تُخفي خلفها أنفسنا، وتكبتْ مشاعرنا، وتُكبِّل حركتنا.. إنها حياة تُزوِّر ابتسامتنا وتقضي على فرحتنا وما نمتلك من مشاعر حقيقية.

نحن في عصر امتلأت قلوب بعض الشعوب بحسراتٍ وآهاتٍ لِمَا تعرَّضت له من حروب وكوارث وحسرات، وتبعثر تاريخ وأصول وحضارات، وأخرى انشغلت في مظاهر خادعة من تجميل وفخامة التقنيات.

حياة تحوَّل فيها حب الأم إلى خدمات، وحنان الأب إلى أوامر شكلية وكلمات جافة يابسة كأرض قاحلة مليئة بالغيرة والكُره وعدم المسؤولية واللامبالاة.

في الحقيقة، نحن في أمَسِّ الحاجة لاستبدال ما يملأ قلوبنا من حزن وكُرهٍ واضطرابات بحب دافئ وابتسامات.

إنها موازنة صعبة قد تُغيِّر أسلوب مسيرتنا لما يتولَّد في دواخلنا من صراعات بسبب تقلُّبات الحياة ما بين خيرٍ وشرٍ وعدلٍ وظلمٍ، حبٍ وكرهٍ، فرحٍ ومأساةٍ، وما علينا سوى أن نتعلّم ونُتقن حقيقة النجاح لنستطيع أن نخوض لعبة الحياة.

لذلك من الجيد أن نتعلم ونتقن كيفية التعايش والتعامل في الحياة وأن نسعى جاهدين لفهم تفاصيل تلك المشاعر الجميلة الدافئة وتدريب أنفسنا على إظهارها والتعبير عنها وإتقانها؛ فتُصبِحُ جزءًا من تفاصيل حياتنا، فتُرطِّب نفوسنا، وتُنعِش مشاعرنا، وتُسعِد قلوب المحيطين بنا. علينا أن نكون واثقين بأنها ليست مثالية كما تسمى وإنما نعمة تسمى الحُب، فنصنع به المعجزات من بناء أسر ودول ومجتمعات.

الرؤية العمانية

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012