أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قراءة في انتخابات مجالس طلبة الجامعات

بقلم : د. نهلا المومني
02-06-2024 05:09 AM

على هامش انتخابات اتحاد طلبة مجموعة من الجامعات الأردنية قد يكون من المفيد قراءة جوانب من المشهد الطلابي الذي هو بالضرورة انعكاس لمستويات ومعطيات ذات دلالات اجتماعية وثقافية وسياسة في المشهد العام.

شهد الأسبوع الأخير من شهر أيار لعام 2024م انتخابات اتحاد الطلبة في ثلاث جامعات أردنية في ظل سلسلة متتالية من انتخابات هذه المجالس التي توقفت منذ جائحة كورونا تقريبا، هذه الجائحة التي جمدت وعطلت العديد من الأنشطة والفعاليات على مستوى المؤسسات المختلفة.

وفي هذا الإطار لا بدّ من الإشارة إلى أنّ قيام الجامعات بإجراء الانتخابات بصورة متعاقبة يعكس مدى تأثير تهيئة المناخ العام على العمل الطلابي والمؤسسات التعليمية بصورة عامة وبالنتيجة تأثير ذلك على المشاركة في ادارة الشأن العام بصورة عامة؛ حيث أن الاعلان عن الانتخابات النيابية والحديث الذي يشير الى التوجه نحو مرحلة جديدة في المملكة زاخرة بالتغييرات والتطورات على المستويات كافة جعلت من الانتخابات الطلابية جزءا لا يتجزأ من منظومة هذه المرحلة.
على صعيد آخر ومنذ صدور مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وما تبعها لاحقا من تعديلات دستورية مهمة، كان للشباب نصيب وافر منها وذلك بالنص على أن تكفل الدولة تعزيز قيم المواطنة والتسامح وسيادة القانون وتكفل تمكين الشباب في المساهمة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتنمية قدراتهم ودعم إبداعاتهم وابتكاراتهم. وما تبع ذلك من تعديل كل من قانوني الانتخاب والأحزاب اللذين جسدا النص الدستوري في اطار تنظيمي يسعى لانخراط الشباب في ادارة الشأن العام والمشاركة السياسية بصورة أوسع، في ظل هذه المعطيات جميعا وجدنا أن التعطش لهذه المشاركة ولهذه التغييرات كان كبيرا والمتتبع للمشهد العام يجد أن هذه التطورات انعكست على المشهد الانتخابي في الجامعات إيجابا.
وفي السياق ذاته كان لصدور نظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبية في مؤسسات التعليم العالي الصادر بمقتضى قانون الأحزاب السياسية وما كفله من حقوق للطلبة في ممارسة الأنشطة الحزبية على اختلافها ابتداء من التوعية والتثقيف الحزبي والتعريف بالعملية الانتخابية وتشجيع المشاركة في الطلابية في العمل العام وفي الانتخابات التي تنظمها مؤسسة التعليم العالي لمجالس الطلبة او الاتحادات او الجمعيات او النوادي الطلابية فيها وانتهاء بعقد الندوات والمناظرات السياسية والمشاركة فيها وغير ذلك. بالاضافة الى النص صراحة على انه يحظر على مؤسسة التعليم العالي مساءلة الطالب او التعرض له بسبب ممارسة النشاط الحزبي المسموح بممارسته، وكذلك حظر التأثير على الطلبة المنتمين للأحزاب بأي شكل من الأشكال، ناهيك عن إلزام مؤسسة التعليم العالي بتشكيل مجالس طلبة أو اتحادات أو جمعيات او نواد طلابية وإتاحة الفرصة لجميع الطلبة الحزبيين وغير الحزبيين حقهم في الترشح والانتخاب في أي منها.
صدور هذا النظام شكل مرحلة جديدة في العمل الحزبي وفي تعزيز أطر المشاركة العامة وإذا ما تم تطبيقه بالشكل المأمول سنلمس نتائجه على المدى القريب والبعيد في إنضاج تجربة المشاركة السياسية للشباب في القطاعات كافة.
يتبقى لدينا تحديات تتعلق بالعمل العام والشبابي تحديدا خاصة ما يتعلق بالعنف الجامعي الذي كان هذه المرة أضيق نطاقا من المرات السابقة، بالإضافة إلى التحدي المتعلق بهيمنة فكرة النأي لدى بعض الشباب بأنفسهم عن المشاركة لموروث قديم ترسخ في نفوس البعض، وهو الأمر الذي يمكن العمل عليه من خلال تعزيز المناهج التعليمية على اختلافها ورفع الوعي العام بأهمية وضرورة المشاركة في إدارة الشأن العام.
هذه الخطوات النوعية التي نشهدها في الأردن هي نتاج توجيهات ملكية وضعت رؤية بعيدة الأمد لتعزيز عملية المشاركة في إدارة الشأن العام والانخراط في الشأن المحلي من قبل الفئات على اختلافها وفي مقدمتهم الشباب الأردني، وهو الأمر الذي سيسهم في تعزيز قيم المواطنة والابتعاد عن الهويات الضيقة لصالح هوية الوطن الأكبر والأسمى.

الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012