أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


على العهد ماضون واياكم

بقلم : د . خالد الشقران
10-06-2024 03:17 PM

كلمات من القلب حملت في مكنونها ومضامينها ودلالاتها كل معاني الفخر والاعتزاز بالاردنيين والاردنيات على ما تم انجازه طيلة خمسة وعشرين عاما والذي تحقق بفضل العمل الجماعي والجهد التشاركي من اجل استمرار عملية البناء والتطوير ومواجهة التحديات التي احاطت بالمملكة واستطاع الاردنيون تطويعها وتحويلها إلى فرص ومنجزات نالت احتراما وتقديرا على المستوى العالمي.
رسالة الملك في خطابه للاردنيين أمس ضمن احتفالية اليوبيل الفضي اشارت وبكل وضوح ومحبة الى دور الجميع في بناء هذا الوطن العزيز علينا ووقوف الاردنيين صفا واحدا خلف قيادتهم في بناء مستقبل افضل للاجيال القادمة، مبينا ان الآمال معقودة على الشباب الاردني الواعي والمؤمن بضرورة استمرار المسيرة والبناء على ما تحقق من منجر في مختلف الميادين.
جلالته خاطب الاردنيين بصراحته الابوية والاخوية مبينا انه خلال حمله امانة المسؤولية لخدمة الاردن الغالي بارضه وشعبه طيلة ربع قرن من الزمان كان يرى الجباه المرفوعة والهامات العالية التي تعكس ايمان هذا الشعب الاصيل بهويته الوطنية الأردنية التي كانت مصدر ثبات وقوة جامعة في مواجهة الأخطار، وتضحياته في سبيله، اضافة الى القيم الاصيلة للاردنيين رجالا ونساء وشبابا والتي تؤكد تمسكهم بتاريخهم بكل ما فيه من دروس للبطولة والفداء وحرصهم على حاضر ومستقبل هذا البلد بما يتطلبه من جهد مخلص دؤوب لاستمرار تعزيز منعته وازدهاره وقوته.
الملك الذي عبر عن كل فخره واعتزازه بكونه اردنيا، حيّا هذا الشعب العظيم الشامخ الذي نال احترام جميع الأمم لمواقفه ومبادئه وإنسانيته وأخلاقه النبيلة، مشيدا بجهود أبناء الوطن وبناته في تحقيق الإنجاز ورفعة الأردن، خاصة أن وحدتهم خلف قيادتهم ورايتها الهاشمية كانت سببا مباشرا لدحر الخوارج وأصحاب الفتن، وتجاوز فوضى الإقليم وحماية الأردن من نيرانها، وهو ما جعله يباهي العالم بهذا الشعب الوفي المخلص لوطنه وامته.
خمسة وعشرون عاما لم تخلُ من التحديات لكنها زخرت بإنجازات الاردنيين التي تحققت في أقسى الظروف نتيجة مثابرة وجهد كبير بذله الشعب الاردني في مختلف مواقعه وفي أصعب الأوقات وثباته على الحق في أشد المواقف فلم يثنه شيء عن الاستمرار في مسيرة البناء والتطوير والتحديث في سبيل رفعة هذا الوطن.
وكما هو عهدنا بالهاشميين قابل جلالته الوفاء بالوفاء عندما خاطب الاردنيين بالقول: «كنتم دوما إلى جانبي وعهدي لكم أن يبقى الأردن حرا عزيزا كريما آمنا مطمئنا»، مؤكدا ان الاردن صمد بعزيمة اهله أمام أصعب الاختبارات وأثبت بالتفافه حول قيادته أن هذا البلد قوي عصي على كل المصاعب وهو ما سيجعل الاردن على الدوام أول الحاضرين دوما عند الواجب.
اكد جلالته انه يستمد من اسرته الكبيرة على امتداد هذا الوطن العظيم الإرادة والتفاؤل والايمان الذي يجعلنا قادرين بعون الله وبرؤية واضحة أن نمضي بثقة نحو المستقبل الذي نستحق دون تردد أو خوف أو تخاذل، خاصة ان وطننا غني بطاقاته الشبابية، وبإمكاناته وخبراته وعلاقاته الاقتصادية مع العالم.
وعبّر الخطاب الملكي عن ثقة جلالته بأن الأردنيين على قدر المسؤولية في مواصلة التحديث والبناء لمستقبل أعظم، داعيا الجميع الى تحمل مسؤولياته في اطار عمليات التحديث الشامل وإطلاق إمكانيات الاقتصاد الاردني خلال السنوات القادمة، معربا عن امله بأن يعمل الجميع من اجل استغلال الآفاق الواسعة التي يتمتع بها وطننا لتعزيز الاستثمار في شتى المجالات والقطاعات الواعدة.
وإذا كان الملك قد ختم خطابه للأردنيين والأردنييات بقوله: «على العهد ماضون وإياكم»، فإن لسان حالنا جميعاً يا سيدي، في شتى مواقعنا، أننا أيضاً «بكم ومعكم على العهد ماضون»، حفظ الله الأردن وشعبه بقيادتكم الحكيمة الملهمة.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012