بقلم : مهند علي السـعودي
09-07-2012 09:48 AM
كــــاتب و باحـــث
لاني لم اجد في “الربيع العربي” الذي غزا الأمة والدول العربية سوى زيادة التقسيم الممنهج للوطن العربي … ولم اجد من يتحدث بلسان القومية العربية او بلسان الوحدة.. نحن لم نرَ في هذا النزيف العربي سوى زيادة في تشتيت الأمة والوطن العربي بعد ما شهدنا احداث مصر وليبيا. فبالأمس القريب، اي قبل “الربيع العربي”، كانت فلسطين بوصلة الأمة العربية وكان المواطنون العرب على الأقل متحدين في متابعة التطورات بفلسطين، أما اليوم، بعد الربيع الغربي، أين العرب من زيادة مساحات الاحتلال في القدس وتصاعد الاستيطان في الضفة الغربية؟! …
في ظل تنامي الوعي بالإصلاح بين الشعوب التي كانت تعاني من عقم سياسي بسبب تسلط القوى الغربية وعمالة بعض الأنظمة الحاكمة ، يأتي من بين صفوف المعبرين في الشارع السياسي العربي عموماً ، والأردني تحديداً ، جماعة الإخوان المسلمين خصوصا معا لنتذكر تاريخ الاخوان المسلمين في مصر و الاردن.
الجمهورية مصرالعربية :
حيث انها تأسست على يد الامام الشهيد كما يقال له الشيخ حسن البنا عام 1928 و قد بنيت في حينه على الدين الاسلامي واخلاقياته من بابه العريض ولم يبدأ نشاطها الى بعد مضي 10 سنوات لحشد عدد اكبر من المصريين في عام 1938م ، وفي حينها عرضت الجماعة حلا إسلاميا لكافة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعانى منها البلاد في مصر في ذلك الوقت واتفقت مع مصر الفتاة في رفض الدستور والنظام النيابى على أساس أن دستور الأمة هو القران كما أبرزت الجماعة مفهوم القومية الإسلامية كبديل للقومية المصرية، كما جاءت اهداف جماعة الاخوان المسلمين بما يلي:-
أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبى وذلك حق طبيعى لا ينكره إلا ظالم جائر ومستبد قاهر.
أن تقوم في هذا الوطن الحر (مصر) دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه الاجتماعى وتعلن دعوته الحكيمة للناس.
تمسك المسلمين بإسلامهم وعودتهم إليه.
المملكة الاردنية الهاشمية:
أنشئت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن عام 1945م، حيث كانت الجماعة في تلك الفترة تعيش مداً جماهيرياً، بسبب مواقفها وجهادها في قضية فلسطين والقضايا التحررية في العالم العربي، وكان التأسيس بمبادرة من الحاج عبد اللطيف أبو قورة، الذي اتصل بالمرشد العام حسن البنا رحمهما الله، وتعرف على الجماعة وكان عضواً في الهيئة التأسيسية في مصر.. ومن أهم أعمال الجماعة في هذه الفترة : إقامة الندوات والمحاضرات والاحتفالات الإسلامية والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ساهمت ممثلة بشخص قائدها الحاج عبد اللطيف أبو قورة، في إنشاء الكلية العلمية الإسلامية في عمان، والمشاركة كذلك في رابطة العالم الإسلامي، والمؤتمر الإسلامي، ولجنة نصرة الجزائر، والمؤتمر الإسلامي لـبيت المقدس، وغيرها وشارك الإخوان في حرب فلسطين عام 1948م بسرية أبو عبيدة عامر بن الجراح، وكان مقرها في قرية عين كارم، حيث كان قوامها 120 رجلاً وبقيادة الحاج عبد اللطيف أبو قورة، واستشهد عدد منهم، من بينهم الشهيد سالم المبسلط، والشهيد بشير سلطان.
وفي عام 1954 أصدرت الجماعة بياناً حددت فيه سياستها بالخطوط العريضة التالية :
إن الأردن جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي، وإن الحكم بشريعة الله هو مطلب الإخوان وغايتهم في هذه الدنيا، وإن قضية فلسطين قضية إسلامية ولا بد أن تحشد لها جميع الإمكانات المادية والمعنوية لتحريرها من اليهودية العالمية والصليبية الدولية. وفي عام 1954 احتج الإخوان على وجود ضباط إنجليز في الجيش العربي، وطالبوا بترحيلهم، ونظموا المظاهرات المعادية للاستعمار، كما هاجموا حلف بغداد، واعتقل المراقب العام عام 1955، كما عارضوا مبدأ آيزن هاور عام 1957 المعروف بمبدأ ملء الفراغ في الشرق الأوسط، ونظموا مظاهرات احتجاجية على أثر استدعاء قوات بريطانية عام 1958 واعتقل المراقب العام مرة أخرى عام 1958 وكان عضواً في البرلمان. شارك الإخوان في الانتخابات النيابية عام 1956، ونجح لهم أربعة مرشحين من ستة، ووقفوا ضد الفساد الذي كانت تمارسه الحكومة، ومنه إقامة حفل راقص على الجليد في عمان، وذلك عام 1960 حيث اعتقل عدد من أفراد الجماعة وعلى رأسهم المراقب العام الذي بقي في السجن مدة ستة أشهر. كما شارك الإخوان في الانتخابات النيابية عام 1963، ونجح لهم اثنان وانشؤوا مع مجموعة من الشخصيات الإسلامية والعامة جمعية المركز الإسلامي الخيرية التي أصبح لها فروع في مختلف مدن المملكة، وأنشأت المستشفى الإسلامي في عمان والعقبة وعدة مدارس ومعاهد.. وقد شهدت هذه الفترة انحساراً في المد الإسلامي، في مقابل المد اليساري والقومي.
لكم كل الاحترام لما انجزتم ولكن لديكم مرشدكم المؤسس الامام الشهيد قد نهاكم على ان تكونوا حزبا و ها انتم احزابا، مرشدكم المؤسس قال في صحيفة ( النذير ) ان الاحزاب السياسية ما هي الا نتاج احزاب الشيطان وأنظمة مستوردة ولا حزبية في الاسلام، لا يريد الشعب ان يكون كبش الفداء بينكم و بين الحكومات المتعاقبة حيث انكم الان تحاولون السيطرة، نعم لا تحشدوا قوتكم كي تكونوا المثل الحزين الهزيل بل كونوا كما هي اخلاقيات ديننا الحنيف و رمزا للعزة و الشهامة للاسلام و المسلمين لحماية الوطن، ارتسمت اذهاننا بكم بالخير و العطاء ومساعدة المحتاجين من كل بقاع الاردن الحبيب، الا العمل مع الهيئات و المنظمات التي تجعلكم هدفا سهلا من الحكومات و الاعداء ان تحتلنا و تحتلكم وان تكونوا مقيدين.
دعونا نعود في الذاكرة الى الاعوام السابقة عندما تدخلت الحكومة السوفيتية في الحليف الاستراتيجي الصديق لها ضد بما يسمى الثوار المعارضين للسوفييت حيث ان الدول المناوئة كانت تحشد القوات ومنها ( الولايات المتحدة الامريكية، السعودية، الباكستان و الصين) والذين حصلوا على دعم من مجموعة ونجحوا واقتربوا في الاستيلاء على السلطة في حينها بدعم هذه الدول وانسحب السوفييت من المنطقة عام 1989، و كان المجاهدين يحاربون من أجل بلد مسلم اسمه افغانستان و منهم من هو الان من اكبر الأشخاص ثراءا فاحشا في العالم و معظمهم اصبحوا ارهابيين وتصدروا كل الاعلام العربي و العالمي.
لا اتحدث لسرد القصص بل ما يخطط له العالم الغربي الى الدول العربية كما جاء في الصحف العبرية ان هناك صدام سيكون مستمرا بين الاخوان المسلمين في السلطة و المجلس الأعلى العسكري المصري أي ان الدعم الذي ممكن ان لا يعلم به الاخوان المسلمين في الوطن العربي ممثل في شخصيات هي تبين لكم انها تعمل بما يرضي الله من الظاهر ولكنها تعمل من الباطن على بسط السيطرة لخلق الثغرات و الخنادق العميقة بين ابناء الشعب الواحد للدول العربية ولكنها في المقابل تأخذ المليارات كي تجعل نفسها في صراع على السلطة باسم الدين و الضمير العالمي.
الغرب بما يحويه هو نتاج خلق المشكلات بين فئات كل الشعوب العربية يدعم هنا و هناك، ومن الهدف يا عرب نحن دولنا و حياتنا تتعرض الى انتهاك علني وتبلور أي تصرف محسوب عليكم ولا تضعونا في دائرة الارهاب من جديد كي يستخدمكم الغرب من اسهل الطرق للاحتلال دولنا و تدمير الديمقراطية التي تحاربوا من اجلها نعم لمحاربتكم للفساد و قوت العباد نعم لبسط العدل و الحرية السياسية وخلق فرص للأمن السياسي، الاجتماعي، و الاقتصادي لكن لا تأخذونا على حين غرة، نسير عرضة الى من يلحق بنا اللاضرار و الاحتلال.
نريد ان تكون رياح الحرية عليلةً في بلادنا منشأها وطننا، أن يكون حراكا متناغما مع كافة المؤسسات للاصلاح والتغيير دون المساس باللحمة الوطنية الاردنية ! لكن اخشى ان تكون تلك الرياح أتتِ من الاعداء، فهي رياحٌ غريبه دخيله عن وطننا مجهولة المصادر.