بقلم : عبدالله شيخ الشباب
09-07-2012 09:51 AM
طالب توجيهي
إذا كنت معي ، وتوافقني الرأي ؛ فأنت حتمـاً حبيبي وصديقي ، وأشهد حينها أنك انسـان قـدّيـس ، أما إذا كنت ضدي، وتخالفني الرأي ؛فأنت من المؤكد عدوّي ، وأشهد حينها أنك من أحد أعوان الشيطان ' ابليس'.
أنـــا بمعرفتـي بك ؛ لايهمني إن كان اسمك ' ادريـــــس 'أو 'عتـريـس ' أو حتى إن كان اسمك ' مفك ' أو ' درنفيس ' ! ولايهمني إن كان معدنك تافه رخيص أوكان غال نفيس، ولايهمني إن كنت يوماً من المســاجين والمحابيـس ، ولايهـمني إن كنت عازباً أو متزوّجــاً أو إنك مـازلـت ' عريـس ' ، ولايهمني أيضاً إن كنت زوجـاً لإمرأة اسمها ' أجلاديس ' أو 'بلقيـس '، كما أنه ليس مهماً عندي إن كنت تسكن في كوخ أوفي قصـــر ، وتعيش في ضواحي ' دـر عـلاّ ' ، أو' لندن ' أو حتى ' بـاريـس '.
أنـا بالعربي والإنجليزي ياصاحبي ؛ انسان لايهمني وضعك ، ولا يهمني حالك ولا ماأصابك ؛ ولاتفرق عندي إن كـُنـْتَ من السعداء المساعيد ، أو كنت من الأشـــقياء المتاعيس، ولايهمني إن كانت حياتك صعبة كلها بهدلة وشعبطة ولخبطة ومرمطة كحياة الحمير والجحيش والجواميس ، ليس لها أســاس ولا أي تأسيس ، جعلتك لاتركب فيها غير السيرفيس و الأوتوبيس وتظل بدون جاكيت ولا قميص ، كما أنه ليس مهماً عندي إن كنت متعوّداً على أكل الحمص والفول والجريش ، ولم تكن متعوداً مثلي على أكل الكباب والمحمـّر والمشـمّر والهريس.
فأنا كل مايهمني من وراء معرفتي بك يا شيخ الشباب هو : الحصول منك على صوتك وعلى أصوات روان وسوزان وعدنان ومحمود وجمعة وخميس ؛ بغض النظر عن الطريقة وعن كل القيم والمبادىء والأخلاق وجميع المقاييس ؛ وحتى لو اعترض على كلامي وأقوالي و تصرّفاتي هذه كل الحسـّـاد وجميع المنـاحيـس !!
أنا بصراحة ؛ انسان مصلحجي وأنـاني ؛ ومصلحتي هي فوق كل اعتبار ؛ لذا فإنك ستراني لا أهتم بما يقوله ' مهنـّـد ' و لا ' خليل ' ولا حتى ' أنيس ' ، و لا أهتم بما تقوله أيضاً ' نـور' ولا 'مــيرنـا ' و لا حتى ' لميس ' .
فأنا عادة لا أكترث لأقوال الناس ، ولا إلى مايقولونه عني تحت الطاولات ومن وراء الكواليس ، ولم أعد أهتم كثيراً ؛ حتى لو وُضعت في طريقي العراقيل والطحابيش والبرابيـش ؛ التي يضعها عادة الأوباش والأباليس .
أنا باختصار لم أعد أتضايق من المناجيس ؛ مهما حفروا لي من حفر، ومهما بحشوا لي من بحابيش ، لأن جسمي أصبح لديه المناعة الكافية ضد كل الإبـر و ضد جميع الأشواك و المسـامير والدبـابيـس ،ولم تعد تزعجني الأحلام في الليل ولا الكوابيس ؛ فضميري قد مات من زمان ، وأصبح بالضبط كضميرالشـــيطان 'ابليـــس '.
أخوان !! أخوات !!
إذا كنت معي فأنت ' قدّيـس ' ، وإذا كنت ضــدّي فأنت ' ابليـس'
كم هو مؤلم ومحزن لي للأسف الشديد ؛ أن تكون هذه ' العبارة المؤلمة ' هي حال لسـان الكثيرين منـّا في هذا الزمن العجيب ؛ زمن الفساد والإفساد ، وزمن المصالح الشّخصية الضيقة ، وزمن المنافع الشيطانية المتبادلة ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
داعياً الله بالهداية والرشاد للجميع.
Abdullah1600@hotmail.com