أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الفحص الانتخابي الذاتي

بقلم : فايز شبيكات الدعجة
16-06-2024 03:35 AM

من يحدق في عمق قانون الانتخابات ويلقي نظرة فاحصة على مواده الاساسية سيرى ان المقعد البرلماني بعيد المنال،
وانه يقبع في مكان شاهق لا يناله الا عملاق، ولا يدركه الا ذو حظ عظيم.. هذا من حيث المبدأ.

من حيث المنتهى. لا بد لمن يفكر في الوصول الى هناك ان يدرك وعورة وعوائق الطريق، ويخضع نفسه
لفحص انتخابي شامل قبل ان يحشرها فيما لا يعنيه، وكأجراء أولي عاجل عليه الاقلاع عن احلام اليقظة، ويتخلص
من الاوهام الوردية، ويعود للالتصاق بارض الواقع.

كل الذين قابلتهم من الاوزان الانتخابية الخفيفة قالوا ان مسألة فوزهم ثابتة ثبوتا قطعيا، وأنهم مدعومون إما من هنا
وإما من هناك، وهم وحدهم يعتقدون ان الانتخابات ليست سوى مرحلة روتينية، وغطاء قانوني توطئة للفوز .

البعض يراهن على '...،' او الارث الاجتماعي لوالده الذي بلغ من الكبر عتيا او مات، وآخرون سيتكؤون على
المال لتطويع ارادة ناخبين، وسينفذون خططهم الاستراتيجية على قاعدة( اقدحلي بَضَويلك). وهي من وجهة نظرهم
وصفة مجربة للنجاح، او للدقة للنجاة من الفشل، هم وحدهم يعتقدون ذلك.

اما الفئة الاكثر إثارة للشفقة، فهي تلك التي سبق وأن انقلبت على الناخبين فنقضت غزلها من بعد قوة انكاثا، ودخلت
في حالة موت انتخابي عندما وعدت وفازت، ثم توارت او هزلت، فدمرت نفسها تدميرا ذاتيا، وها هي الان تعمل جاهدة لاستعادة الحياة، وبدأت تقعد للناخبين كل مرصد، وتحاول إعاده تصنيع مقعدها البرلماني على انقاض شعبيتها الهالكة.

بعض المبتدئين من الصعب فهم العلاقة بينهم وبين عوامل الفوز، فقد لجأوا لممارسات ظنوا انها ستقربهم الى النيابة زلفى، لكن في الحقيقة لا يمكن وصفها الا بالعبث الانتخابي، وسلكت طائفة منهم طرقا خطابية بدائية لالتقاط اصوات الناخبين، وبالغوا بتسويق انفسهم عبر الولائم، وفتح المضافات لالقاء مواعظ غير منتجة ومشوبة بشائبة التأكيد على قضايا اساسية مؤكدة
وليست بحاجة لتأكيد، ولا هي محل خلاف، خاصة تلك المرتبطة بالولاء والانتماء، فالناخب والوطن والنظام توأم ثلاثي
ملتصق لا يمكن فصله.وهذه حقيقة لا تغيب الا عند اولئك الذين يعانون من عدم انفراج زاوية النظر.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012