أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل تشتعل إنتفاضة كنيسة القيامة؟

بقلم : مهدي جرادات
10-07-2012 09:30 AM

قد يلاحظ البعض أنّني أختار هكذا عنوان من أجل التحريض على عصابة بهلول من قبل الأخوة المسيحيين،ولكن في نفس الوقت نشعر بعذاب العيش مسلمين ومسيحيين عند حضن البهاليل،فلا المسيحي في كنيسته مرتاح الضمير،ولا المسلم هاديء الصيرورة في مسجده.فنحن كشعب واحد نلتقي في الأهداف والظروف المحيطة بنا في ظل مايسمّى بمزبلة الربيع العربي،فكلانا خسرنا المعركة أما أعتى جيش إجرامي ولا يستطيع أحد منّا نكران ذلك الأمر.

منذ بداية إنتفاضة الأقصى وحتى اليوم لم نلاحظ أي تطور يذكر على الأخوة المسيحيين في صراعهم ضد الكيان الصهيوني،وحتّى أعزّز ما أقول كانت إنتفاضة الأقصى درساً لأهل الديانات والعقائد التوحيدية فمثلاً عند إستعراضنا لآلاف الشهداء نجد أن الغالبية العظمى مسلمين ولصحة ما أقول فقد بلغ عدد شهداء الأخوة المسيحيين في إنتفاضة الأقصى نحو (17) شهيداً منهم (6) نساء ومقاوم واحد وإثنين من الأجهزة الأمنية الفلسطينية وآخر من جنسية أوروبية من أصل فلسطيني وأخرى من جنسية أوروبية.

ماذا نفهم من هذا؟ إنّ موازين القوى إختلفت كلياً أي شتان بن الثرى والثريا.. ونتسائل هل يعقل أن 30% من سكان فلسطين هم مسيحيون وقدموا عبر صراع مرير وإلى اليوم فقط (17) شهيد ومعظمهم إستشهدوا بالصدفة وليس لهم علاقة بالمقاومة الفلسطينية.فيحق لي أن أتسائل من يقف وراء تلك المهزلة؟
وحتى أكون علمياً بشكل دقيق سأكشف لكم أسماء شهداء الأخوة المسيحيين في إنتفاضة الأقصى،وأعتذر إذا كنت قد نسيت إسماً واحداً،وهذه الأسماء بطبيعة الحال ذكرتها 'موسوعة شهداء العائلات والعشائر الفلسطينية في إنتفاضة الأقصى' التي قمت بإعدادها قبل عامين تقريباً،ولم أتمكن من معرفة الطوائف التي ينتمون إليها لقلة المصادر التي توثق مثل تلك الأمور،تالياً لكم أسماء الشهداء:
1- إلياس عيد سمعان عيد ضابط في الإرتباط العسكري الفلسطيني برتبة رائد أستشهد بتاريخ 14/4/2001 في خان يونس.
2- رانيا إلياس نصري خاروفة أستشهدت بتاريخ 20/10/2001 في بيت جالا بقصف قذائف الدبابات أثناء عملية توغل.
3- جوني يوسف ثلجية أستشهد بالقرب من كنيسة المهد في بيت لحم بتاريخ 20/10/2001 .
4- عيسى خليل جريس العلي أستشهد بتاريخ 24/10/2001 برصاص قوات الإحتلال عندما كان يقود سيارة مدنية في بيت لحم.
5- سمير إبراهيم سلمان قارع أجراس كنيسة المهد في بيت لحم أستشهد برصاص قناص بتاريخ 4/4/2002.
6- الأرشميندت جاك الأسعد – إيطالي الجنسية من أصل فلسطيني أستشهد داخل كنيسة سانت ماريا في بيت لحم إثر عملية إجتياح في نيسان 2002.
7- عطا الله ميخائيل الحايك أستشهد في بيت ساحور بتاريخ 12/4/2002 وذلك عندما رفض التوقف عند أحد الحواجز العسكرية الصهيونية.

8- جريس سمعان الدلو أستشهد بتاريخ 6/7/2002 في رام الله إثر إستنشاقه الغاز المسيل للدموع.

9- كريستين جورج سعادة أستشهدت بتاريخ 25/3/2003 بالصدفة وذلك في عملية إغتيال لقائدين من كتائب القسام في بيت لحم برصاص وحدة خاصة صهيونية.
10+11+12+13- ميشيل بحوت،والشقيقتين دينا وهزار عادل تركي ونادر الحايك أستشهدوا الأربعة في عملية إطلاق مستعمر حاقد النار على ركاب حافلة صهيونية في شفا عمرو وكان ذلك بتاريخ 4/8/2005 ،وجاءت هذه الجريمة إنتقاماً لإقدام شارون لا أقعده الله على الإنسحاب من قطاع غزة.
14- دانيال سابا أبو حمامة أستشهد بتاريخ 25/4/2006 في بيت لحم وهو الشخص الوحيد الذي أغتيل من أبناء المقاومة الفلسطينية مع آخرين من تنظيم كتائب شهداء الأقصى التابع لحركة فتح.
15- كريستين وديع الترك أستشهدت بغزة إثر قصف صاروخي بتاريخ 2/1/2009.
16- نسيم سلامة إسبيرو سابا أستشهد بتاريخ 5/1/2009 في غزة إثر قصف صاروخي.
17- ألبينا فلاديمير الجرو أستشهدت بتاريخ 8/1/2009 في غزة إثر قصف صاروخي وهي طبيبة في الخدمات الطبية ومن جنسية أوروبية وزوجها فلسطيني.

هنا نريد القول أنّ الدور المسيحي المقاوم ومازال في الإنعاش،ولو أردتم العسكرية الحقة وإستمرار الكفاح المسلح من قبلكم،لأنشأتم حركات مسلحة أو أجنحة عسكرية بعد أن رأيتم بأم عينكم ماذا جرى لكنيسة المهد من حصار وتدمير؟،ولكن أن تحتفلوا بالأمس بإدراجها على قوائم اليونيسكو ضمن التراث العالمي أو تضعونها في قوائم عجائب الدنيا السبع حقيقةً هذا لايؤثر في قضيتنا بشيء ولايقدّم ولايؤخر،وكذلك لايسمن ولايغني من جوع.

أنتم رأيتم المسلمين يشعلون إنتفاضة الأقصى عندما دنس الصهاينة أرضية المسجد الأقصى، ولكن عندما دنس الصهاينة كنيسة المهد في بيت لحم كنتم ككواتم صوت لا وجود لكم،ومن هذا المنطلق أنني أعلم بوجود العشرات منكم في الفصائل الفلسطينية المقاومة وبالأخص اليسارية أو القومية وهي جزء من منظومة فصائل مسيلمة وما أكثرها.ولكن إذا كان رصيدكم في إنتفاضة الأقصى هذا العدد اليسيرمن أصل الآلاف من الشهداء شيء معيب بحقكم ،فيجب أن تدرسوا ذلك الأمر مرة أخرى،كونكم تدعون أمام العالم أنّكم تغارون على الشعب الفلسطيني وأنّكم جزء لايتجزأ منه ،وأنا أشك في هذا بالحكم المطلق،ومستعد لمواجهتكم بالحقائق بأنكم تغيبتم متعمدين عن إنتفاضة الأقصى لأنّ قوانين البابا عندكم تمنع مقاومة الإحتلال الصهيوني وكاتدرائية الفاتيكان التي تعين برضا من الإحتلال الصهيوني كافية لأن تصمتكم ،فلا أقتنع في يوم من الأيام أنكم ناصرتم إنتفاضة الأقصى إلاّ فقط القلة اليسيرة منكم، ولكن فقط أنتم تسعون إلى الأعمال التطوعية والمناصب الحساسة وهناك شخصيات سياسية تحرككم لانريد ذكرها ونحن نحفظها على ظهر قلب.

ألا يحق لنا كشعب فلسطيني أن نتسائل لماذا أنتم لا تشكلون الكتائب المسيحية لقرع الإحتلال الصهيوني؟ ولماذا لا تكونوا يا من تمثلوا السيد المسيح عليه السلام درع مقاومة عنيد بدلاً من المغازلات التجميلية لسلطة بهلول؟،أتستمر تلك المهزلة لتجعلوا من كنيستي القيامة والمهد فقط للسياحة من قبل عشرات الألوف من السياح من جميع أنحاء العالم،ليصلي فيها الكذاب بهلول بدون وضوء، وأن يجني منها الملايين من الدولارات توضع في جيبه وجيب أبنائه وحاشيته الكذابة ،فلا نحسبكم بأنّكم أتباع الشهيد كمال ناصر.

فأنا شخصياً أوجّه لكم إتهاماً مباشراً بأنّكم مشاركون في تصفية القضية الفلسطينية،ولصدق ما أقول فإنّ النضال للسيد المسيح عليه السلام لايكون بهذه الصورة وترككم المقاومة المسلحة ضد الإحتلال الصهيوني بشكل متعمد يعزز ذلك الدليل، يعني هذا أن هناك إنشقاقات بطوائفكم من ناحية وتعتبرون أنّ الكفاح المسلح صنف من صنوف الإرهاب من ناحية أخرى،وعلى هذا الأساس لم أقرأ أو أسمع أنّ مسيحياً واحداً نفّذ عملية إستشهادية واحدة وأنّ مجموعة مسيحية واحدة طيلة عشرات السنين لم تشكل جناح عسكري واحد لتنفيذ عملية ضد الإحتلال الصهيوني.
أتسائل يا أتباع المسيح عليه السلام من سيدافع عن الكنيستين نحن أم أنتم؟ أم ستتركونها لقمة سائغة للبهاليل فهم أشهرعلى علم في تسليم الأوطان وبيع الشهداء وعلماء متمترسين بالفساد،فإذا كانوا المحاصرين داخل كنيسة المهد قبل عشرة أعوام ونيف كانوا معظمهم مسلمين،فأين هم عشرات الألوف من المسيحيين في بيت لحم وغيرها لنجدة الكنيسة؟ أليس هذا دليل آخر بأنّكم مقصرون وقتئذ؟
إذا أردتم الكرامة والرفعة فلتكونوا أنتم يا أنصار المسيح عليه السلام شرارة إنطلاقة إنتفاضة كنيسة القيامة في القدس،وخاصةً أنّ المعلومات تقول أنّ عدد المسيحيين في فلسطين وصلوا إلى مليون ونصف إلى مليونين،فهناك تقريباً 150 ألف مسيحي في الضفة الغربية وتقريباً 6000 مسيحي في قطاع غزة بينما في فلسطين المحتلة عام 48 يبلغ عددهم 120 ألف مسيحي،هذا بالإضافة إلى أنّ عائلاتكم التجارية التي تملأ الوطن المحتل كافية لإشعال أقدام الصهاينة ،فهناك مصادر مؤكدة تقول:أنّ عشرة عائلات مسيحية في قطاع غزة وهي(الطرزي،خوري،مسلم،عياد،حاكورة،الصايغ،فرح،الطويل،الصرّاف،غطّاس) تمتلك ثلث إقتصاد غزة.فماذا يعني هذا؟ طبعاً هذا عدا عن العائلات المسيحية خارج فلسطين في أوروبا وأمريكا اللاتينية التي تملك المليارات كافية لإشعال صيف فلسطيني مسلم مسيحي ضد الصهيونية العالمية.

إنّ شرارة الإنفجار يجب أن تكون من القدس وبيت لحم ورام الله والزبابدة لأنّ قيمة الكنائس التاريخية فيها شيء يدعى للدراسة والتأمل،فالصهيونية إذا أردت إزعاجها يجب أن نوجّه لها ضربات مشتركة من المسلمين والمسيحيين.ولكن أن ندع القادة السياسيين الكذابون من الجانبين يتاجرون بنا فعندئذ لن نربح البيع يا أتباع المسيح عليه السلام.فالصهيونية تسعى لهدم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة معاً،وعندئذ لن تنفع التراتيل والصلوات الدينية لكلانا بإعادة ماتهدم.

إنّ الوضع مأساوي في فلسطين ياأتباع المسيح عليه السلام فلنكون يد واحدة ضد الصهيونية العالمية وعملائها. فالمؤامرة قريبة من الجانبين وآثارها مدمرة للغاية فهل إستلمتم الرسالة ؟ نرجو منكم ذلك.إنّا منتظرون لإشعال تلك الإنتفاضة،ولكن في نفس الوقت الصبرعلى بهاليل الوطن لكبير.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012