نتنياهو في واشنطن الأسبوع القادم (1)

الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

نتنياهو في واشنطن الأسبوع القادم (1)

بقلم : مأمون المساد
16-07-2024 05:28 AM

الملفات التي يحملها نتنياهو الى واشنطن في الاسبوع القادم يمكن ان توصف بالثقلية والمصيرية معا، وشخصية نتنياهو ستنعكس على مواقفه التي يعرفها كل متابع لحياته السياسية حيث الانانية المفرطة التي يجيد الالتفات حول الذات وهو يُعَدُّ النجاح الشخصي أكثر أهمية بالنسبة إليه من الأيديولوجيا التي يقول إنه يسعى إلى تحقيقها، بل ولا يتردد في استغلال الآخرين، بما في ذلك زملاؤه، من أجل تحقيق النجاح الشخصي - وهذا جاء في تحليل من خلال دراسة أجراها أستاذ علم النفس بجامعة تل أبيب شاؤول قمخي -، اضافة إلى أن نتنياهو يحقق درجات عالية في مقياس الطموح والإصرار ويتمثل ذلك في سعيه المستمر للوصول إلى القمة مهما كان الثمن والتنازلات والتجاوزات التي يمكن أن يقدمها للوصول إلى هدفه وإزاحة المنافسين له، وترى الدراسة أن نتنياهو يتصف عادة بـ «البرود العصبي» في التعامل مع المشكلات مهما كانت كبيرة، بل ان شخصيته تكشف انه شخصية متلاعبة دون النظر في اي ابعاد اخلاقية اذ ينظر لها من زاوية انها لعبة السياسة محكومة بـ»قوانين الغابة»، وتحقيق الهدف يبرر أي وسيلة وبأي تكلفة، وتُصوِّر شهادة الآخرين عن نتنياهو أنه شخص يقدم وعودا لا يفي بها، وبالتالي فإنه يُعَدُّ غير جدير بالثقة، وذلك عائدٌ على سمة الارتياب التي تبدو بارزة في شخصه.
عرضي لملخص الدراسة للتعريف بما سيفاوض عليه نتنياهو في واشنطن من خلال لقاء الرئيس بايدن واركان ادارته، واعضاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، اضافة الى الخطاب الذي سيلقيه الكونغرس الامريكي، حيث ان كل سمة وصفة ستنعكس على هذه اللقاءات، فالحرب على غزة التي دخلت الشهر التاسع على وقع القتل والدمار وحرب الابادة التي يمارسها تبعا لشريعة الغاب، ويريد ان يثبت لذاته انه قادر على تحقيق نصر الخلود والقضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، واعادتها الى دولة الكيان الاسرائيلي والانقلاب على شرعية الوجود الفلسطيني تدريجيا من غزة الى الضفة الغربية، وهو في شخصيته ينكر الفشل والهزيمة التي لحقت بالكيان الاسرائيلي في السابع من اكتوبر الماضي.
نتنياهو وبما يحمل من الانانية وحب الذات يريد الهروب ايضا من اليوم التالي للحرب بما يتعلق بحياته السياسية المهددة بالمحاكمة بالتهم السابقة من فساده وفساد اسرته، وانهيار الكيان اقتصاديا وامنيا، كما انه يريد الهروب من محاكمة الشارع واهالي الاسرى والقتلى منهم والجنود في هذه الحرب، وبالتالي سيقول للامريكيين عموما واليهود خصوصا ان يضغطوا على الادارة الامريكية بمزيد من الدعم العسكري المتعلق بالاسلحة الثقيلة التي تترخى الادارة الامريكية بامداده بها، وهنا ستكون صفقة أخرى لنتياهو مع المرشحيين من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري من سيقدم دعما اكثر واكبر من الاخر مقابل الصوت اليهودي في الانتخابات الامريكية المقبلة ؟ وكلا المعسكرين يتنافسان على هذه الاصوات، على الرغم من العلاقة المتوترة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن.
على جانب آخر فان نتنياهو لديه جبهة الشمال والمواجهة مع حزب الله وكيلة ايران والتي هجرت مستعمرات الشمال، ويريد ان ابعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني بجنوب لبنان استنادا إلى القرار الأممي رقم 1701، او الطلب بدعم صريح لفتح الحرب وانهاء الصراع على هذه الجبهة وتحقيق الامن النسبي الذي يعيد الثقة بشخص نتنياهو عاشق الحرب والقتل والدمار.

الدستور